اعلان

الخلخال يحكي تاريخ وقصص عشق عبر السنين.." أنا بنت أختك ومهري غالي"

الخلخال لم يكن مجرد زينه عادية، للنساء، ولكنه يحكى تاريخ، وأدب، وعشق عبر السنين، فيعود تاريخ التزيّن بالخلخال إلى حقب تاريخية قديمة.

في عصر الفراعنة

الخلخال كان زينة أميرات قصور الفراعنة، مطعمًا بالجواهر ومصنوعًا من الذهب الخالص، أما الطبقات الدنيا فقد لبست خلاخيل نحاسية، وكان للرجال نصيبهم أيضًا من الخلخال إلا أنه كان مصنوعًا من الخشب أو العاج برأسين أحدهما على شكل ثعبان والآخر على هيئة أسد في الغالب.

الخلخال في صعيد مصر

و مع مرور الزمن حافظ الخلخال على مكانته في مصر وتحديدًا في الصعيد حيث تتباهى نساء الريف به وبأجراسه المتراقصة حول القدم، فتتمايل أجساد النساء دلعًا لتقرع نواقيس خلاخيلهن معلنة القدوم كما تقول إحدى الأغنيات الشعبية (يا خال كبر خلخالي وأنا بنت أختك ومهري غالي) في كناية عن وصول الفتاة لسن الزواج.

في العصر الجاهلي

كان الخلخال حاضرًا أيضًا، فكانت تلبسه الفتيات اللواتي وصلن إلى سن الزواج، في إعلان واضح بالبحث عن عريس تلفت نظره لابسة الخلخال، هي رسالة مباشرة تبعثها الفتاة متجاوزة المساحة الضيقة التي فرضها المجتمع عليها وتقييده لخطواتها وتصرفاتها، ليصبح الخلخال في قدمها محركًا للأحداث وراسمًا للمستقبل، بخطوات ترن لتأسر قلوب العشاق وتغير مجرى تاريخ بأكمله.

الخلخال والأدب

احتفى شعر الغزل منذ الأزل بالمرأة وكل ما يدور حولها وما يخصها من قمة الرأس حتى أخمص القدمين، فها هو الشاعر خالد بن يزيد بن معاوية يقول في زوجته رملة بنت الزبير بن العوام والتي كان متيمًا في حبها:

تجول خلاخيل النساء ولا أرى.. لرملة خلخالًا يجول ولا قلبا.

ومن العصر الأندلسي يأتي الشاعر ابن شرف القيرواني الذي عرف عنه بديع الغزل وخاصة الصريح منه، حيث اعتمد على وصف المرأة بطريقة حسية مباشرة بصورة بارزة التأنق والجمالية وربما يعود ذلك لارتباط حياته الخاصة المترفة بطرائق العيش المنعم الذي عاشه في قصور الأمراء والسلاطين فيقول:

قامت تجرُّ ذيولَ العَصبِ والحبَر

ضعيفةُ الخطوِ والميثاق والنظرِ

تَخطو فَتولي الحَصى من حَليِها

نُبَذا وَتَخلطُ العنبَرَ الوَردِيَّ بِالعَفَرِ

غيري الخلي بما تبديه من قلق

وغيرها من الشعر والادب الذي وصف المرأة وتوصف خلخالها.

الخلخال والموضة

وفي العصور الحديثة، أخذ الخلخال أشكال وألوان مختلفة، ليصبح موضة عالمية تغزو العالم، ليظل زينة النساء، والأكثر جاذبية للرجال، وأبدع مصصمى الاكسسورات في تصميم قطع تضاهي كل أنواع الرقي والجمال، كما أن الخلخال المصري القديم مازال مقصد للسياح.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً