اعلان

مأساة "أحمد".. تعرض لصعق كهربائي قبل شهر من خطوبته.. ووالدته: "ابني مات هاتوا حقه" (صور)

أحمد محمد حسن
أحمد محمد حسن

بكاء وحزن بعد أن كانت تملؤه السعادة والفرح.. هكذا تحول منزل الشاب أحمد محمد حسن، 23 عامًا، في منطقة الساعة بمحافظة الإسكندرية، الذي رحل عن عالمنا في ريعان شبابه بعد رحلة شاقة من العلاج استغرقت قرابة 6 أشهر، تذوقت خلالها أسرته كل أنواع العذاب، واستنفذت كل محاولاتها لعلاجه، بعد أن تحول من أمل في الحياة إلى مريض يعجز عن الحركة، نتيجة تعرضه لصدمة كهربائية بسبب إهمال المصنع الذي كان يعمل به، ذلك قبل شهرٍ من إقامة حفل خطوبته، لتزداد حالته سوءً بعد سوء، حتى وافته المنية، ليودع الحياة في صمت.

جاء ذلك بعد أن قرر المصنع عدم السعي مجددًا في علاجه وفضّل أن يكتفي بدفع مبلغ من المال على سبيل التعويض مقابل إخلاء مسؤوليته عنه، مكتفيًا بما صرفه على محاولات علاجه عقب وقوع الحادث، وهو ما رفضته أسرة الشاب مطالبين بمعالجته فحسب، ليظل الشاب طريح الفراش وفاقدًا للوعي ينتظر شبح الموت وتزداد حالته سوءً بعد سوء، وسط أجواء من الحزن والبكاء من جانب أسرته تملأ أرجاء المنزل، إلى أن وافته المنية.

-الأم المكلومة:

"أحمد مات خلاص هاتوله حقه بقي".. هكذا بدأت الأم المكلومة حديثها ببكاء شديد علي فراق قرة عينها، مضيفة: "ابني كانت خطوبته بعد شهر من الحادث، وكان مجهز طقم الخطوبة"، مناشدة الرئيس عبد الفتاح السيسي، باسترجاع حق نجلها ومحاسبة المتسببين في وفاته.

"مفيش حد كان بيسأل عليه من المصنع ولا بيصرف على علاجه منذ أن أصبح طريح الفراش بالمنزل.. واحنا اللي كنا بنجيب لأكثر من شهرين ونصف كل الأدوية اللي كان بيحتاجها بمساعدة الأقارب وأهل الخير بالمنطقة.. و"صرفنا عليه قرابة الـ 70 ألف جنيه وكنا بنتصلوا بالمصنع لمساعدتنا في رد الديون اللي علينا وعلاج ابني كانوا بيتهربوا مننا ومفيش حد منهم بيرد".. هكذا يقول الحاج محمد، والد الشاب، مضيفًا أنه حاول علاجه بأحد المستشفيات الحكومية، ولكن المسشفي رفض علاجه بحجة أنه لا يحمل بطاقة تأمين صحي.

ويضيف والد الشاب المتوفي أن المصنع طلب منه قبل وفاة ابنه التنازل عن القضية مقابل دفع 100 ألف جنيه على سبيل التعويض، ثم عرض عليه بعد وفاته دفع 80 ألف جنيه، إلا أنه رفض قائلًا: "مال الدنيا مايعوضنيش عن ابني"، مناشدًا الرئيس عبد الفتاح السيسي، بمحاسبة المتسببين في وفاة ابنه وحوّل حياتهم إلى جحيم.

- بداية المأساة:

ويروي أيمن السيد، ابن خالة الشاب، الذي كان يعمل معه بالمصنع، لـ"أهل مصر"، تفاصيل الواقعة، قائلًا: "إنهما يعملان بمصنع "ديب" بالمنطقة الصناعية الرابعة ببرج العرب بالإسكندرية، وفي يوم الحادث طلب المُشرف على العمل من أحمد أن يحمل أسلاكًا كهربائية بقوة 380 فولت ووضْعها علي عجلة كهربائية، علمًا بأنهما يعملان في مجالٍ آخر بالمصنع ليس له علاقة بالكهرباء، فقام الشاب الضحية بحمل الأسلاك الكهربائية دون علمه بأن بها كهرباء، فتعرض لصدمة كهربائية شديدة ليقع على الأرض مغشيًا عليه".

ويضيف: "تم نقله إلى مستشفي برج العرب الجديدة، وتبين أن حالته ليس بها أي علامات حيوية من نبضٍ أو تنفس نتيجة تعرضه لصعق بالكهرباء، وتمكن الأطباء من إنقاذ حياته وتحول نبضه إلى نبض غير منتظم وفقًا لما جاء في التقرير الطبي للمستشفي، وتم عمل محضر بالواقعة في المستشفي حمل رقم 5687 لسنة 2016 جنح برج العرب، بحضور المُشرف علي العمل بالمصنع ومن برفقته، دون أخذ أقوال أحدًا من أقرباء الشاب".

ويؤكد، أنه تم بعد ذلك إحالته إلى مستشفي مبرة العصافرة غرب، لعدم توفر جهاز تنفس صناعي، وأوضح التقرير الطبي لمستشفي العصافرة، أن الشاب حالته قد تحسنت بعض الشئ، إلا أن درجة وعيه لم تتحسن، ليصبح بعدها طريح الفراش بين الحياة والموت فاقدًا للوعي ولا يحرك ساكنًا إلي أن وافته المنية.

ويشير إلى أنه تلقى جلسات كهربائية بمستشفي السلام الملكي التخصصي فقط، وليس علاجه وخروجه بحالة جيدة من المستشفي كما جاء في تقرير المستشفي الذي أحضره المصنع للهروب من المسؤولية، وذلك بعد أن رفضت أسرة الشاب قبول تعويض مادي وطلبت معالجته وهو ما رفضه المصنع.

-المصنع يعرض تعويض

على الجانب الآخر، أكد مدير الحسابات بمصنع "ديب" للصناعات الهندسية بالإسكندرية، لـ"أهل مصر" أن المصنع قام بصرف أكثر من190 ألف جنيه علي علاج الشاب عقب وقوع الحادث، وتم عرضه علي العديد من المستشفيات الخاصة إلا أن الأطباء أكدوا أن حالته لا يوجد لها علاج ولن يحدث لها أي تحسن، مضيفًا أن المصنع لم يهمل الحالة ولم يقصّر في محاولات علاجه، مشيرًا إلى أن المصنع عرض علي أسرة الشاب دفع 80 ألف جنيه على سبيل التعويض مقابل إخلاء مسؤوليته عن الحالة والتنازل عن القضية، إلا أنهم رفضوا المبلغ.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
بث مباشر مباراة النصر والهلال (1-0) في ديربي الرياض بالدوري السعودي (لحظة بلحظة) | محاولات من العالمي