اعلان

البيه تاجر حوادث.. تجار الموت مليونيرات الطريق دولة لا يحكمها القانون

السياراات المستوردة

وفقا لبيان عن مصلحة الجمارك ارتفع اجمالي عدد السياراات المستوردة من الخارج خلال العام المالي 2015-2016 حتى الان بنسبة 35% زيادة عن العام الماضي، وهي نسبة تعادل 35.8 مليار جنيه مصري مقابل 26.6 مليار جنيه للعام الماضي.

بينما ارتفعت حصيلة حوادث السيارات ليصل 15354 حادث خلال العام الحالي مقابل 14548 حادث عام 2015 بحسب الجهاز المركزي للتعبئة و الاحصاء ويعتبر شهري يوليو واغسطس من اكثر شهور العام تسجيلا لوقوع حوادث سيارات من النوع القاتل و المدمر بينما يقل العدد في شهر فبراير، وتعتبر الطرق السريعة هي الاكثر تسجيلا لعدد الحوادث عن الطرق العامة والكباري.

ويمثل العنصر البشري احد اهم اسباب وقوع الحوادث حيث يبلغ 64% قياسا بالحالة الفنية للسيارة التي تتسبب في حوادث الطريق حسب تقارير الجهاز المركزي للتعبئة والاحصاء ايضا.

و تفتح أهل مصر ملف خطير عن تجار الطرق السريعة او بمعنى اوضح تجار الحوادث او كما نطلق عليهم في تحقيقنا (تجار الموت) اللذين يعملون فقط حين يقع القضاء و القدر وتنقلب سيارة او اكثر او يقع حادث صدام بين سيارتين او اكثر، و هذه الفئة من التجار مبدأها الاول وربما الوحيد هو المكسب بلا اعتبارات انسانية لأنه يتصيد اصحاب هذه السيارات مهما كانت حالتهم بين مصاب او مفقود او حالة خطرة ليفوز بما يسعى له، وهو شراء السيارات التي اصابها التلف بسبب حادث تصادم او انقلاب او حتى حريق لا فرق بين سبب التلف الا في سعرها، و في كل الاحوال كن متأكدا ان السعر لن يعوضك خسارتك الانسانية او المادية..

البيه تاجر حوادث

في البداية سألت حاتم تاجر سيارات بمحافظة الاسكندرية عن هذه الفئة من تجار السيارات قال ان تاجر الحوادث له صفات معينة يحافظ عليها و هي ان يقود سيارة احدث موديل فارهة الشكل بصرف النظر عن ماركتها او بلد المنشأ المهم ان يظهر عليها الفخامة و مزودة بكل الكماليات لمزيد من الابهار، كما يرتدي اغلى انواع ساعات اليد والملابس والنظارات الشمسية و ذلك ليكون تأثيره اكثر قوة على الفريسة التي تقع تحت يده، و هذه المواصفات تجعل صاحب السيارة او من ينوب عنه يقتنع بكلمات الرجل، و ان السيارة لن تساوي اكثر من هذا الثمن مع الشكل الذي يدل على عدم احتياج هذا الرجل لاموال نظرا لفخامة مقتنياته وبمجهود بسيط تصبح السيارة ملكا له بمبلغ يعتبر تافه مقارنة بثمنها الحقيقي.

و عن كيفية الوصول بسرعة لاصحاب السيارات المصابة في الحوادث اضاف ان هناك اشخاص مثل المخبرين على الطريق نطلق عليهم اسم (ناضورجي) لا يفعل سوى احتساء القهوة والشاي على طول الطريق المكلف به، و هو يعرف كل شبر فيه، و يعرف تاريخ الاسفلت الذي تم استخدامه لتمهيد الطريق، و يعرف ايضا انواع السيارات التي تمر عليه سواء نقل او ملاكي، فان كانت نقل يعرف متى تمر وما تحمل ومن يقودها و تتبع اي شركة او مصنع، والملاكي غير معروف الا المقيمين في المنطقة والعاملين بها، وحوادث السير لا تهمه ولا يساعد فيها او يظهر على الاطلاق فقط يظهر في حالة وجود حادث صدام بين سيارتين او اكثر او انقلاب سيارة وما الى هذا النوع من الحوادث، ويرافق السيارة كأنه حارس لها و لا يهمه مقتنياتها على الاطلاق التي غالبا ما تتم سرقتها بواسطة حرامية الطريق و كل همه ان يرافق صاحب السيارة او من ينوب عنه ليبيعها خاصة لو كانت سيارة حديثة او فارهة او من طراز قديم و لكنه مطلوب.

بعيدا عن اعين الضرائب

و عن الفارق بينه و بين التاجر العادي قال سيد امام تاجر سيارات بمنطقة المهندسين لا وجه للمقارنة في الاصل لان هؤلاء لا يتعاملون مثل التاجر العادي فلا اوراق ولا بطاقة ضريبية او سجل تجاري بل يتعامل بصفته الشخصية لشراء سيارات الحوادث و كأنه شخص عادي، ولا يفصح عن هويته بتجارته في الحوادث او الخردة كما نسميها، وبالتالي لا يدفع ضرائب مثل التاجر العادي ولا يوجد له مكان محدد او معارض كما هو الحال، بل لديه مكان مؤجر يعتبر مخزن تجدين فيه اجزاء سليمة من سيارات مثل السوق الموجود بمدينة بورسعيد حيث توجد اجزاء كاملة من السيارات، ولكن ليست للبيع بل تباع حسب الاحتياج و تباع كمية لتاجر خردة او تجار اصلاح السيارات حين يغير شخص جزء كبير من سيارته او يريد تبديل موتور مثلا سيجد الاسعار اقل قليلا من الخارج ولكن حالتها جيدة جدا مثل الجديدة.

قائمة اسعار

المهندس حسن سامي قال ان قائمة اسعار السيارات التي تتعرض للحوادث لا تعادل النصف و لا الربع من السعر الاصلي لهذه السيارات حيث يتم شراءها كأنها خردة لا تصلح للعمل، فمثلا يمكن ان يصل سعر المرسيدس موديل 2010 و حتى 2016 ما بين 120 و 150 الف جنيه بينما سعرها الاصلي يتعدى 500 الف جنيه حسب الموديل و الامكانات، بينما تباع السيارة الجاجوار حسب حالتها و لا تتعدى 95 الف في افضل الحالات، اما السيارات كيا و شيفورليه وهيونداي فلا تتعدى 30 الف واقل حسب الموديل ايضا، واحيانا تصل الى 15 الف فقط حسب شطارة المشتري وحالة اليأس والخسارة التي تعرض لها البائع صاحب السيارة.

و اضاف ان السيارات الامريكية او الكورية او اليابانية او الالمانية لا فارق بين اسعارها واسعار الصيني في هذه الحالة، و لكن الحوادث تؤثر بشدة في النوع الصيني لخاماتها الاقل احتمالا فهي تعتمد على الشكل المبهر والامكانات المتعددة بعيدا عن الاستمرار والاحتمال.

و قال ان خطورة هذه التجارة في بيع ارقام الشاسيه الخاصة بالموتور لسيارات اخرى ربما كانت مسروقة او لا يوجد ملف مروري لتاريخها، فحين تصبح السيارة غير صالحة للاستعمال بسبب حادث لا قدر الله او حريق من الممكن ان تباع كالخردة لما تحتويه من حديد ومعادن وبعض الاجزاء الموجودة داخل الموتور، و لكن يظل رقم الشاسيه الخاص بكل موتور سيارة ولا يمكن تكراره من سيارة الى اخرى مثل بصمة اليد، و كأنني وضعت بصمة يد شخص لتكون ملكا لشخص اخر يتعامل فيما يخصه بلا رقيب لانه يحمل هذه البصمة، وهي طريقة لاخفاء السيارات المسروقة والمهربة من خارج البلاد وكذلك السيارات التي يتم تجميعها بطريقة غير شرعية.

وعن المخازن الخاصة بهذه التجارة قال انها موجودة في اماكن كثيرة ونتعامل معهم في البحث عن اجزاء غير موجودة بالسوق لسيارات تحتاج لاصلاح، و لكنني لست رقيبا عليها ولا ادري ما هي الاوراق التي يتعاملون بها، وهل هي سليمة او لا لانهم بالنسبة لأي مركز صيانة مثل مخزن ضخم تبحثين فيه عن اجزاء مهمة لا يتم عملك الا بها و لن تسألي صاحب محل الملابس عن فاتورة الكهرباء و هل دفعها ام لا بل ستبتاعين حاجتك وتغادرين فقط ولا يعنيك كيف وصلت البضاعة الى المحل نفسه.

مخازن و مكاسب

و عن المكسب من تجارة الحوادث قال الحج عطية صاحب مركز للصيانة في منطقة الحرفيين انه لا يعرف الا تجار الخردة من فئة تجار الحوادث، وهم بالنسبة له يقدمون بضاعة جيدة وبسعر يناسب اي عميل، ونسبة رضا العميل ترتبط بغلاء اسعار الخامات التي يستخدمها لاصلاح سيارته، فان كان السعر متوسطا كانت نسبة الرضا افضل و يصبح عميلا دائما بل و يجلب اصدقاءه ومعارفه ايضا، وبالنسبة لتجار الحوادث فهم يكسبون ارقاما كبيرة من اي صفقة لأنهم يدفعون قروشا في السيارات التي دمرتها الحوادث او الحرائق او الاعطال المختلفة، و هو لديه مخزن لقطع غيار السيارات المستعملة و لكنه ليس بحجم مخازن تجار الخردة لأنهم يمتلكون مخازن اكبر حجما عشرات المرات بل ان بعضهم يمتلك ارضا كبيرة في الصحراء تمتلئ بالخردة و قطع الغيار و يوجد ايضا سيارات شبه سليمة وسيارات حديثة.

و عن اصلاحه شخصيا لسيارات الحوادث التي تخص تجار الحوادث قال هو يصلحها لهم مثل اي عميل سابق له المعرفة به لأن احيانا تكون السيارات جديدة و لم تعلق ارقامها بعد وحدث لها ما اوقفها عن تأدية مهمتها فيكون اصلاحها احيانا ممكن، ولذلك اقوم باصلاحها في مركز الاصلاح الخاص بي.

تغيير نشاط

و عن النشاط المشهور به تاجر الموت قال ياسين تاجر سيارات بمنطقة ارض الجولف ان هذه الفئة لا مكان ثابت لها وتغيير نشاط المكان كل فترة، و بالفعل يظهر عليهم الثراء الفاحش ليس تمثيلا لاصطياد الضحايا فقط بل لان مكاسبهم كبيرة فعلا، و يقودون اغلى و احدث السيارات بالفعل و لكنهم يتاجرون فيها ايضا من خلال تاجر سيارات عادي له مكان ثابت و اوراق سليمة لكن مثل اي عميل يبدل سيارة ويشتري اخرى، ولانهم عملاء جيدين والمكسب من ورائهم كبير ايضا للتاجر العادي فلا يستطيع اي تاجر ان يقاطعهم او يقول انه لن يتعامل مع التاجر من تجار الحوادث، و لكنه يتعامل معه مثل اي عميل ليس مرهقا لأنه يعرف اسعار السوق ويعرف انني ساحقق مكسب من وراءه و يعرف مقدار المكسب ايضا اي انه عميل شاطر و دائم.

و يضيف ان السيطرة عليهم مستحيلة لأنهم لا اماكن ثابتة لهم وانشطتهم المعلنة تختلف عن الباطن كما ان لهم مساعدين من كل الفئات يحققون ارباحا جيدة من ورائهم فمن الصعب ان يمنحك اي معلومة حول اي تاجر يتعامل معه.

و أكد ان هناك تجار سيارات يشترون سيارات الحوادث ولكن حين تعرض عليهم ولا يسعون للبحث عنها ولا يبخسون ثمنها الا في حالة انعدام الفائدة من ورائها فقط لأنه غالبا ما يقوم باصلاحها و اعادة بيعها على ما بها من عيوب دون غش، ولكن يظلون تجار سيارات في العموم دون التخصص في الحوادث.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
وفاة صلاح السعدني.. تعرف على أشهر أعمال عمدة الدراما المصرية