اعلان

أسباب الصراع "العلني" بين القاهرة والخرطوم.. فرعون مصر سوداني.. وحضارتنا أقدم بـ 2000 عام.. وحظر المنتجات المصرية

أحمد بلال وزير الاعلام السوداني

زاد التوتر في العلاقات بين السودان ومصر، بشكل كبير، خلال الأيام الماضية، وذلك بعد شهور معدودة من تكريم الرئيس عبد الفتاح السيسي، نظيره السوداني وسام الجمهورية العسكري من الدرجة الأولى، وكذا نجمة، الشرف.

الشيخة موزة

زارت الشيخة موزة ناصر والدة أمير قطر تميم بن حمد، أهرمات "البجراوية" في شمال السودان، الأسبوع الماضي، ما قابله أعلاميون مصريون بسخرية، رأت وسائل إعلام سودانية أنها تقليل وإهانة للحضارة السودانية وضيوف الخرطوم.

وعلق الإعلامي عزمى مجاهد، على الزيارة، قائلا: "الشيخة موزى لديها صورة جنب علبتين في أهرامات السودان، ما ده كيد نساء، عملت شوية أهرامات وكانت بتزور، إيه دا"، وأضاف: "اتفرجوا على مثلثات الجبنة الأهرامات، الأهرامات دي عاملنها إزاي معرفش".

كما سخر الإعلامي محمد الغيطي، في برنامجه "صح النوم"، المُذاع على فضائية "ltc" من زيارة الشيخة موزة لأهرامات شمال السودان، وقال "الإعلام القطري والسوداني عاملين هبلمانة على زيارة السيدة موزة، فجأة سمعنا إنه السودان فيها أهرامات والصحافة القطرية بتقولك الأهرامات السودانية أعرق من الأهرامات المصرية، كلام رخيص ما يستحقش الرد".

وأضاف الغيطي: "السودان كان جزء من مصر قبل وجود قطر، وقطر قلامة ظفر وفتاة مراهقة اسمها قطر أو دولة ونازقة اسمها قطر)، واستعرض صورة لزيارة الشيخة موزة لمنطقة أهرامات البجراوية وقال (قال لك دي الأهرامات محدش يضحك والنبي دي فقرة كوميدية، دي جبنة مثلثات هههههههه).

استياء رسمي.. وفرعون موسى سوداني!

وعبر وزير الإعلام السوداني والمتحدث باسم حكومة السودان، أحمد بلال عثمان، عن استيائه الشديد من التعليقات التي وصفها بأنها "إساءة للآثار والحضارة السودانية"، مشددًا على أن الخرطوم ستتعامل مع هذه التعليقات "بكل جدية وحسم".

وخلال مؤتمر صحفي بالعاصمة السودانية، أضاف عثمان أن بعض وسائل الإعلام الخارجية تعمدت الإساءة إلى الحضارة السودانية، معتبرا ذلك "إهانة مباشرة للشعب السوداني بكل قيمه وموروثاته".

ومضى قائلًا، إنه "في الأيام الماضية سمعنا تعليقات تصف أهرامات البجراوية بأوصاف غير مقبولة. وأُطلقت تعليقات لا تليق بمقامات ضيوف السودان من الشخصيات الممثلة للدول الصديقة".

وأضاف أن "الذين عمدوا إلى السخرية يقرأون التاريخ بأقلام أجنبية زيَّفت الحقائق، لا يعلم الكثيرون أن فرعون موسى كان أحد الفراعنة السودانيين الذين حكموا مصر"، مستندًا إلى قول الله تعالى: "وَنَادَى فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قَالَ يَا قَوْم أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي أَفَلَا تُبْصِرُونَ".

وعلل ذلك أن "مصر بها نهر واحد، بينما السودان بها عدة أنهار، وهذا دليل واحد من عدة أدلة علمية وأثرية سنقدمها في القريب العاجل".

وأضاف: "عدد من أساتذة التاريخ السودانيين يعملون الآن على تنقيح الكتب التاريخية من الأخطاء التي وردت فيها، لتثبت حضارة بلاده الضاربة في القدم".

وزاد الوزير السوداني بأن "أهرامات البجراوية أقدم من الأهرامات المصرية بألفي عام، وهو ما سنعمل على توضيحه للعالم".

حظر المنتجات

حظرت حكومة السودان، استيراد منتجات المربى والكاتشب من مصر، واعتبارها سلعًا فاسدة مصنعة من مدخلات إنتاج ملوثة، في إشارة منها إلى الخضر والفاكهة المصرية، بعد تلقي وزارة التجارة الخارجية السودانية خطابا من وزير الصناعة، محمد يوسف، طالب فيه بحظر استيراد المنتجات المصرية مثل المربى والكاتشب، الذي أحال وبدوره وزير التجارة طلب وزير الصناعة، إلى الجهات الفنية المختصة لإجراء الفحوصات على الصلصة والمربات والكاتشب، موضحًا أن المطالبة بمثابة حظر مؤقت لحين التأكّد من سلامة المنتجات.

كما أرسل وزير الصناعة السوداني، خطابًا لنظيره وزير التجارة، يطالبه بإضافة ثلاث سلع مصرية لقائمة المنتجات الممنوع استيرادها من مصر.

وفى يناير الماضي، طالب سامح شكري وزير الخارجية المصري من نظيره السوداني، على هامش القمة الأفريقية بأديس أبابا، بأهمية النظر في رفع كافة القيود السودانية عن الصادرات الزراعية المصرية وإعادة النظر فى قوائم السلع السلبية، بما يسهم فى دعم التجارة المشتركة بين البلدين.

حلايب وشلاتين.. مجددا

فيما اعتبره الكثيرون، ردًا على إساءات إعلامية للحضارة السودانية، أعلنت الخرطوم، الأحد، "تكوين لجنة تضم الجهات كافة ذات الصلة؛ لحسم قضية منطقة مثلث حلايب وأبو رماد وشلاتين الحدودية، وإخراج المصريين منها بالطرق الدبلوماسية.

وأضاف رئيس اللجنة الفنية لترسيم الحدود بالسودان، عبد الله الصادق، في تصريح لـ"المركز السوداني للخدمات الصحفية"، أن "اللجنة عقدت اجتماعا (لم يحدد تاريخه) تمهيديا لوضع موجهات العمل، ووضع خارطة طريق بشأن المنطقة، وكيفية إخراج المصريين منه عبر الدبلوماسية".

وأضاف الصادق أن "السودان لديه وثائق تثبت جليًا سودانية حلايب، التي تبلغ مساحتها قرابة 22 ألف كيلومتر مربع" وتطل على ساحل البحر الأحمر.

وصرح رئيس اللجنة السودانية لصحيفة "سودان تربيون" بأن وزارة الخارجية السودانية دعت أطرافا تشمل: "وزارات العدل والداخلية والخارجية ودار الوثائق القومية واللجنة الفنية لترسيم الحدود، إلى تجميع أعمال اللجان السابقة حول حلايب وتحديث نتائجها".

بشأن أسباب تحرك الخارجية السودانية، قال الصادق: "يبدو أن الوزارة تريد تحريك ملف حلايب".

وتأتي هذه التصريحات بعد ساعات من تهديد الحكومة السودانية بالرد "بكل جدية وحسم"، على ما قالت إنها تعليقات في وسائل إعلام أجنبية تسيء إلى آثار وحضارة السودان وضيوفه.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً