أم تعطي كل ما لها فى الحياة من أجل سعادة أبنائها، تعمل ليلًا ونهارًا من أجلهم، تراهم يكبرون يومًا بعد يوم أمام أعينها، لا تريد شيء فى الحياة سوا أن يكونوا في سعادة دائمة، لم تفكر يومًا أن تجلس ببيتها بالرغم من اصابتها، وزوجت أبناءها بعملها كسائق "توكتوك".
قصة كفاح «التزام حسن» صاحبة الـ50 عامًا، ابنة قرية برق العز التابعة لمركز المنصورة بمحافظة الدقهلية، التى تعاني من إعاقة في ساقها، ولكنها تحدت الظروف، وقررت أن تعمل على «توك توك» من أجل الإنفاق على أبنائها.
قررت إلتزام أن تستمر فى التضحية ببنائها منزل لأبنائها، لم تعش بداخله إلا بغرفة صغيرة فى الدور الأرضي بها حمام صغير وسرير تنام عليه، وتقوم بجمع ملابسها في "الكراتين" ولم يكن بداخله ثلاجة أو غسالة، تطهى الطعام على "البابور الغاز" وهى جالسة على الأرض لم تعرف إلتزام الرفاهية خلال رحلتها فى الحياة، وتخرج كل يوم من الساعة السادسة صباحًا، من أجل أن تبحث عن رزقها، يحدث لها مضايقات من البعض، ويتعاطف معها كثيرون.
تروي «إلتزام » قصة كفاحها لـ"أهل مصر"، قائلةً: "زوجي توفى وأبنائي الثلاثة كانوا صغارًا، فقررت أن أعمل من أجل الانفاق عليهم كنت أسكن فى شقة بالإيجار، وبالرغم من المعاناة من إعاقتى ولكن كان يتعاطف معى الكثير، وتمكنت من شراء قطعة أرض وبنائها بالتقسيط ولكنني تمكنت من تسديد كل ما علي من أموال".
أضافت:" كبر أبنائى أمام أعيني وزوجت حسن ابنى وهو يبلغ من العمر 18 عامًا، وله ولدان وهم مصدر سعادتى فى المنزل الآن خاصة بعد عودتي من عملى ويقولون لى.. وحشتينا يا نينا"، متابعةً: "بالرغم من كبر سنى ولكننى لم أجلس فى المنزل لأن قعدة البيت تجيب المرض وأنا اخدت على الشقى والعمل، وأكثر شيء يتعبني أن الاقى ولادى محتاجين".
وعن عملها على "التوكتوك" تقول: "ابدأ عملي في السادسة صباحًا على التوكتوك الذي اشتريته بسعر مخفض بعد أن طلبت من أحد جيرانى أن يعلمنى السواقة، وقررت أن لا أنتظر مساعدة الآخرين، فكل من يرانى في هذا العمل يتعجب ولكنى كنت استمر بتشجيع من حولى خاصة أننى أعانى إعاقة في ساقى ولم أتمكن من العمل في مكان آخر".
وأضافت:"لا أريد الكثير كل ما أطلبه من "ربنا" معاش أتمكن أن أعيش به وأبنائي الثلاثة الذين يعملون باليومية ومنهم "حسن" إبنى الذي يعانى من إعاقة فى يده".
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
