اعلان

انهيار عقار "جاردن سيتي".. يسلط الضوء على الحي الراقي الذي أسسه الخديوي إسماعيل وسكنه "كرومر"

جاردن سيتي هو أحد أرقى أحياء القاهرة، أسسه الخديوي إسماعيل بالقرب من فندق سميراميس، لتعيش به الطبقة الأرستقراطية في المجتمع المصري، لاستقبال وضيافة الأجانب، عند افتتاح قناة السويس، إلا أن انهيار أحد عقاراته أمس الجمعة أعاده إلى الأذهان من جديد.

صُمم الحي، بحيث تكون شوارعه دائرية، وشكل الحي حتى يكون على طبقات وكل شارع مخصص للوازم معينة فكان هناك شارع للحرس وشارع للاسطبلات وشارع للخدم.

محتويات الحي

يوجد به الهيئة العامة للتنمية الصناعية و وزارة الصناعة المصرية وتجتمع فيه سفارات أجنبية، مثل سفارة الولايات المتحدة وبريطانيا وكندا وغيرهم، كما يقع به مبنى مجلسي الشعب والشورى ومستشفى القصر العيني ونقابة الأطباء وعدد من الصحف والمسارح وكبريات الشركات والبنوك المصرية والأجنبية مثل البنك العربي الأفريقي وسيتي بنك وبنك كريدي أجريكول وبي إن بي باريبا والمصرف المتحد وباركليز وبنك التنمية المصري وبنك الأئتمان الزراعي وغيرها.

كما يضم مجموعة نادرة من القصور والفيلات ذات التصميم المعماري الفريد والنادر.

عروض الخيل

كان موضع جاردن سيتي موضعاً قديماً مغموراً بمياه النيل فحوله السلطان الناصر محمد بن قلاوون إلى ميدان سمي بالميدان الناصري، وغرس فيه الأشجار وافتتحه في سنة 718 هـ / 1318، وكانت تقام بالميدان عروض الخيل التي كان الملك الناصر شغوفاً بتربيتها، يتبع حي جاردن سيتي قسم قصر النيل.

3 قصور كبيرة صنعت الحي

"جاردن سيتي" كانت عبارة عن ثلاثة قصور كبيرة جميعها تطل على النيل غربا ولكل منها حديقة كبيرة هي القصر العالي وقصر احمد باشا "اخو الخديوي اسماعيل" وسراي الاسماعيلية التي يوجد مكانها الان مجمع التحرير وما امامه من حدائق حتى شارع كوبري قصر النيل.

اما سراي وزارة الخارجية فكانت قصرا للامير كمال الدين حسين ابن السلطان حسين كامل.

أنشأ ابراهيم باشا، في حي جاردن سيتي مجلس الشورى وهو أول مجلس للشورى في مصر وضم بين أعضائه الأمير احمد رفعت ابن ابراهيم باشا وهو الابن الاكبر واخو الخديوي اسماعيل.

القصر العالي بجاردن سيتي

بنى الأمير أحمد باشا رفعت، قصرا من أهم وأفخم قصور جاردن سيتي وقريب نوعا ما من القصر العالي وأقرب ما يكون إلى قصر أخيه الخديوي إسماعيل "سراي الإسماعيلية"، وكان شارع عائشة التيمورية هو الحد الفاصل بين القصر العالي لإبراهيم باشا وقصر أحمد باشا ومازال حتى اليوم يوجد شارع يحمل اسم القصر العالي بحي جاردن سيتي وكذلك شارع باسم الوالدة باشا زوجة إبراهيم باشا وأم الخديوي إسماعيل والأمير أحمد رفعت.

وترك الأمير يوسف كمال، أحد أحفاد الأمير أحمد باشا رفعت، قصورا رائعة في الوجهين البحري والقبلي، ولكن لم يبق من هذه القصور سوى اسم شارع في جاردن سيتي يحمل اسم أحمد باشا يقع على قمته قصر محمد فؤاد سراج الدين باشا زعيم حزب الوفد.

اللورد كرومر يسكن الحي

أشهر ما في حي جاردن سيتي "قصر الدوبارة" ليس بسبب القصر لكن بسبب وجود السفارة البريطانية منذ كانت دارا للحماية على مصر، وكان الحكم الفعلي في مصر لقصرين هما قصر عابدين حيث مقر الحكم الرسمي لأبناء أسرة محمد علي من عهد اسماعيل وقصر الدوبارة حيث المندوب السامي البريطاني اللورد كرومر أو المعتمد البريطاني او السفير البريطاني فيما بعد.

وفي منتصف الأربعينيات تم بيع منقولات قصر الدوبارة في مزاد علني وتم تقسيم الارض وبنيت عليها عمارتا ايزيس وازوريس في الجزء الجنوبي من الارض والموجود في احدهما مقر للامم المتحدة.

وبعد حريق القاهرة يوم 26 يناير عام 1952 واحتراق فندق شبرد القديم بالقرب من منطقة الازبكية تم بناء المبنى الجديد للفندق على جزء من ارض هذا القصر في الواجهة المطلة على النيل كما انشيء مبنى لوزارة الصناعة شرق الفندق.

الحادث الذي أقلق سكان الحي الهادئ

شهد الحي الراقي، في ساعة متأخرة من مساء أمس الجمعة حادثًا أقلق السكان، إذ راح مواطن وأصيب 9 أشخاص آخرين وتهشمت 5 سيارات بالكامل، نتيجة انهيار 4 طوابق لعقار مكون من 5 طوابق بشارع جمال الدين أبو المحاسن، إلا أن تمكن سكان العقار من الخروج من الجانب الآخر، جعل الإصابات طفيفة.

وقع الحادث في العقار رقم 15 من شارع أبو المحاسن من جلال الدين بجاردن سيتى، وسط حالة من النشاط من قبل رجال الدفاع المدني، إذ دفعوا بعدة لوادر لإزالة الركام، والبحث عن أي أشخاص أخرى، وكذلك استخدموا المعدات الثقيلة للتنقيب عن سيدة أخرى رُجح فقدانها في العقار.

الصحة: إصابة 9 أشخاص في الحادث

أصدرت وزارة الصحة بيانها الذي أكدت فيه أن 9 أشخاص أصيبوا من سكان العقار، كما فرضت قوات الأمن سياج أمنى فى المنطقة، وانتقل اللواء خالد عبد العال مدير أمن القاهرة إلى مكان الواقعة.

كما وصل اللواء خالد عبدالعال، مدير أمن القاهرة، وعدد من قيادات مديرية الأمن إلى موقع العقار المنهار في جاردن سيتي.

وأمر "عبدالعال" بغلق جميع الشوارع المؤدية إلى العقار المنهار وكلف رجال الحماية المدنية بإزالة أنقاض العقار المنهار.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً