اعلان

بعد هزائم "داعش" وعودة "القاعدة" للمشهد.. مخاوف من تحالف أخطر تنظيمين جهاديين.. وخبراء "الأهداف المشتركة تعزز من احتمالية اتحادهما"

تنظيم القاعدة
كتب : أحمد سعد

تصاعدت في الأيام القليلة الماضية وتيرة الصراعات في سوريا، وتبادل الهجمات بين قوات النظام السوري، وقوات المعارضة من ناحية، وقوات تنظيم الدولة "داعش" من ناحية أخرى، إلا أن تنظيم القاعدة، الذي يقاتل باسم جبهة فتح الشام و"النصرة" سابقًا، لم يحظى بمثل الاهتمام والضوء الذي سلطته وسائل الإعلام، على داعش رغم عملياته ريف مدينة حماة غربي سوريا.

تنظيم القاعدة هو منظمة وحركة متعدد الجنسيات، تأسست في الفترة بين أغسطس 1988، وأواخر 1989، وتدعو إلى الجهاد الدولي، وترتكز حاليًا وبكثافة في اليمن، وخاصة في المناطق القبلية والمناطق الجنوبية، والمسمى بتنظيم القاعدة في جزيرة العرب.هاجمت القاعدة أهدافًا مدنية وعسكرية في مختلف الدول، أبرزها هجمات 11 سبتمبر 2001، تبع هذه الهجمات قيام الحكومة الأمريكية بشن "حرب على الإرهاب.وتشمل التقنيات التي تستخدمها القاعدة الهجمات الانتحارية والتفجيرات المتزامنة في أهداف مختلفة، والتي يقوم بها أحد أعضاء التنظيم الذين تعهّدوا بالولاء لأسامة بن لادن أو بعض الأفراد الذين خضعوا للتدريب في أحد المخيمات في أفغانستان أو السودان.وتتضمن أهداف القاعدة إنهاء النفوذ الأجنبي في البلدان الإسلامية، وإنشاء خلافة إسلامية جديدة. وتعتقد القاعدة أن هناك تحالفًا مسيحيًا - يهوديًا يتآمر لتدمير الإسلام.

تهديدات القاعدة للعالم، لم تعد كما كانت في السابق، فمع مرور الوقت ظهرت تنظيمات أخرى منها منشق عن تنظيم القاعدة ومنها جبهات تكونت تحت وطأة المظلة الإرهابية، المنتشرة بشكل كبير حاليا في العالم، إلا أن أبرز التنظيمات الإرهابية حاليا هو تنظيم الدولة "داعش"، والذي مازال يتحرك ليطلق سهامه الإرهابية على كافة بقاع العالم.بعد الإعلان عن وجود "داعش" رسميًا في سوريا، اتخذت الأحداث مسارًا مختلفًا، دفع إلى زعزعة الشكل الهرمي لقيادة التنظيمات الجهادية، فغالبية المنضوين تحت لواء "النصرة" سارعوا إلى الانشقاق والانضمام إلى "داعش" بصفة أن الأخيرة هي أصل التنظيم.الأحداث الأخيرة في سوريا، والعمليات المشتركة لتنظمي "الدولة" و"القاعدة"، وهو ما أشار إليه مجلس الأمن الدولي، حول التعاون بين الجماعات الإرهابية لمهاجمة التراث الثقافي في البلاد الإسلامية والأوروبية، أعطى مؤشرات عدة حول تلاقى وجهات النظر والأهداف بين التنظيمين "داعش" "القاعدة"، فهل يمكن للطرفين أن يتحالفا؟.

في ذات السياق، قال الخبير السياسي أيمن سمير، إن تنظيمي "داعش" و"القاعدة"، هما وليدة فكر متطرف واحد، إلا أن ظهور داعش وسيطرته على المشهد، أبعد الأضواء نوعا ما، عن تنظيم القاعدة، إلا أن الفكر والأهداف المشتركة بينهم، قد تدفعهم للتحالف في قوة واحدة، ذلك بالتزامن مع التراجع الذي يشهده تنظيم داعش في العراق، وتوجهات الرئيس الأمريكي لخلق تحالفات جديدة للقضاء على التنظيم، مشيرا إلى أنه في حالة توحد التنظيمين ربما يمثل خطروة حقيقية وتطور في الأحداث الإرهابية في العالم.وتابع سمير، في تصريحات خاصة لـ"أهل مصر"، أنه رغم الخلافات بين تنظيم الدولة، والقاعدة، إلا أن الهجوم الذي يطول التنظيمين في قواعدهم في سوريا والعراق، يجعل من تحالفهم أمر متوقع.

وفي سياق متصل، استبعد الدكتور رفعت سيد أحمد، رئيس مركز يافا للدراسات، التحالف بين التنظيمين، مشيرا إلى أن تنظيم الدولة "داعش" و"القاعدة" نظرا للخلافات بين الطرفين، مشيرا إلى أن السعي وراء السيطرة والهيمنة على الحركات الجهادية العالمية، وامكانية كسب المقتالين، وفرض النفوذ وتصدر المشهد، كل هذا أدى بدوره إلى الانفصال بين التنظيمين، مستبعدا التحالف في الوقت الراهبن.

وفي تصريحات صحفية له، يقول السفير رؤوف سعد، سفير مصر السابق بروسيا، إن التحالف بين التنظيمين أمر مستبعد للاختلاف بين الطرفين، مشيرا إلى أن داعش تختلف عن القاعدة، حيث أصبح الأول يمثل الجو المثالي للجماعات المتطرفة بعدما ظهر بموجة جديدة من الإرهاب ليس من النوع التقليدي وجدت السبل اللازمة لذلك من عسكريين قدامى في حالة العراق أو من تمويلات وخلافه من المساعدات في حالات أخرى، مضيفًا أن الخطير فى هذا الموضوع هو مشاركة مجموعات فى هذه التنظيمات ليست كالمجموعات التقليدية التي كانت تنضم في السابق كالفقراء وخلافة، إنما نتاج طبقة متوسطة تميزت بالمشاركة الاجتماعية عن طريق سهولة شبكات التواصل الاجتماعي.يذكر أنه حذر خبراء استراتيجيين من النمو الحالي لتنظيم القاعدة، في سوريا، مهددا بذلك المستقبل السوري، في حالة القضاء على تنظيم الدولة "داعش".

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً