اعلان

قراءة القرأن وتوزيع الفضة ووضع التراب على الرأس.. عادات المصريين عند القبور

صورة تعبيرية

حضارات وشعوب وملايين السنوات مرت بالشعب المصري ولم تؤثر فيه بالشكل الذي كان يتوقعه القادة والزعماء، ولهذا يعد الشعب المصري من أكثر الشعوب تأثيرا في ما يحيط به، حتى عوامل المكان تتأثر به وبظروفه المعيشية.

ومثل كل المناسبات اعتبر المصري الموت مناسبة تحمل بين طياتها الهيبة والخوف والعظة، حيث أن الموت لا يعترف بحضارة أو لغة أو ديانة، فقط لكل أجل كتاب، ومن هنا كانت التعامل مع الموت مختلفا بين محافظات مصر،خاصة عند القبور.

قراءة القرأن

من العادات الأصيلة عند المصريين تلاوة القرأن الكريم عند القبر، وخاصة وقت دفن الفقيد، ويكون القرأن هو الونيس لكل راحل في وحشته، لهذا تحرص أسرة المتوفي على تلاوة القرأن لأطول وقت ممكن بجوار قبور الأحباب.

يقوم بتلاوة القرأن أشخاص من الأسرة أو الأهل أو الأصدقاء، أو يأتون بأحد المقرئين، وعد وقت الدفن أصعب مرحلة في فراق المتوفي، لهذا لا يطول أمر القراءة هنا لأكثر من دقائق، وتمتد في بعض المحافظات إلى ربع ساعة لا اكثر.

توزيع العملات المعدنية من الفضة

من عادات بعض الأسر خاصة في الصعيد المصري توزيع العملات الفضية على كل من يأتي لسؤال أهل الفقيد صدقة، وتكون هذه العادة بغرض الصدقة لصالح روح من فارقهم، على أن يقوم بتوزيعها رجل بالغ أو إمرأة طاعنة بالسن، ولا يجوز أن يقوم بتوزيعها فتاة عذراء أو صبي صغير بالسن.

يحصل كل متسول على قطعة أو قطعتين من الفضة فقط، وغالبا ما يكون هناك عشرات منهم، ويتم توزيع الفضة على طول طريق الخروج والعودة من المقابر الخاصة بالعائلة، المهم ألا يعود من يوزعها بأي قطع فضية للمنزل، لأن هذا يعتبر فأل سئ، من الممكن أن يعذب روح الراحل.

وضع التراب فوق الرأس

تأتي بهذا الفعل زوجة المتوفي، واحيانا والدته ايضا، وتفعل هذا بأن تأتي بالتراب من أرض المقابر وتضعها على رأسها مرارا، كنوع من التعبير عن الحزن، ويخص هذا الفعل النساء في معظم الأحوال، وإن كان يفعلها الرجال في حالات مثل فقد الأب عائل الأسرة أو فقد الأبن الصبي الذكر، لأنه السند في رأيهم وحامل الإسم الذي غيبه الموت.

ويصاحب وضع التراب على الرأس كلمات وجمل تعبر عن مدى الحزن والحسرة التي تشعر بها السيدة لرحيل عائلها، مع البكاء والصراخ احيانا حسب الحالة النفسية التي تمر بها، ولا يمكن أن يرحل عائل أسرة كبيرة دون أن تفعل النساء في أسرته هذا الأمر.

السلام فوق القبر

في حالة الثأر يتم دفن الميت والتصافح بين المعزيين ولا تتلقى أسرة الراحل التعزية بأي كلمات، بل يتم تأجيل العزاء حتى الأخذ بالثأر، وتكتفي الأسرة بالسلام والتصافح دون كلاما يذكر، وإلا وقع من يقدم كلمات العزاء الرقيقة في المحظور، واصبح مكروها.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً