اعلان

ترامب في مواجهة الدولة العميقة.. تحالفات تعمل ضده وتسعى للإطاحة به

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب
كتب : أحمد سعد

لم يكن يتوقع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أن حربه مع الدولة العميقة في الولايات المتحدة الأمريكية، ستكون في غاية الصعوبة، فلم يشأ ترامب أن ينتهي من أزمة الدعوى القضائية ضد المرسوم الجديد حول الهجرة الذي وقعه بعد أن قرر القضاء الأمريكي تعليق العمل به مؤقتا حتى النظر في الطعون، وسرعان ما واجه ترامب نكسة جديدة بعد تأجل التصويت على مشروع قانون الرعاية الصحية الجديد، البديل لـ"أوباما كير" بسبب معارضة بعض أعضاء الحزب الجمهوري، الذي ينتمي إليه الرئيس الأمريكي.

وطلب ترامب الجمعة الماضية، من الجمهوريين في مجلس النواب، سحب مشروع القانون قبيل التصويت عليه، لتعذر جمع أكثرية، حيث من المقرر أن يصوت أعضاء المجلس الـ430 عليه، لكن عدد الجمهوريين الذين أعلنوا معارضتهم له يفوق ثلاثين، ما يعني هزيمة مؤكدة عند التصويت.

بعبع الدولة العميقة في أمريكا، لطالما راود "ترامب"، خاصة بعد تحذيرات المخابرات الأمريكية له من وجود محاولات خفية لمعارضي توجهاته، ونوايا البعض للإطاحة المبكرة به، وهو ماتناوله "أهل مصر" في تحقيقه المنشور منذ عدة أشهر.

"الدولة العميقة"، هو مفهوم يعنى أن هناك شبكة غامضة من الهيئات، أو مسؤولين عسكريين يتآمرون سرا للتأثير على سياسة الحكومة، وهذا المفهوم عادة ما يستخدم لوصف دول مثل مصر وتركيا وباكستان، حيث تجتمع عناصر الاستبداد معا لتقويض سلطة القادة المنتخبين ديمقراطيا.

في سياق متصل حذر عدد من الخبراء، قيام دولة عميقة في أمريكا، مما يمثل خطرا يهدد القائمين على صناعة القرار فيها، مدللين بمجموعة من التشابهات بينها وبين مصر، من حيث امتلاك كل منهما حدود جغرافية مؤمنة، فأمريكا تحاط بمحيطين ودولتين هادئتين، ومصر تحاط بصحراء كبرى، إلى جانب معاهدة السلام مع إسرائيل، وأنه لقيام دولة عميقة لابد أن تتوافر أيديولوجيا سياسية قوية للدولة، وهو ما يتوافر لدى مصر في هيئة القومية العربية، ولدى أمريكا في هيئة الرأسمالية النيوليبرالية الديمقراطية، وأخيرا لابد أن تمتلك الدولة هوية قوية ومتماسكة منذ البداية، فاللعب في هذه الحالة مع السلطة ذاتها وليس الدولة، وإلا ستقوم حرب أهلية حينها كما حدث في التجربة التركية في التسعينيات.

"لكي أكون صريحا أشعر ببعض الذهول، فقد خاب أملي".. بهذه الكلمات عبر ترامب عن قلقه وتخوفه من مجريات الأمور، عقب تأجيل التصويت على مشروع قانون الرعاية الصحية الجديد، إلى جانب تزايد معارضي ترامب من الحزب الجمهوري، مؤكدا أن الفترة المقبلة ستشهد تطورات متعددة داخل البيت الأبيض، ومنها العمل على تنفيذ الإصلاح الضريبي.

وردا على تساؤلات "أهل مصر" حول الحرب الباردة بين الدولة العميقة في الولايات المتحدة الأمريكية، والرئيس الحالي دونالد ترامب، يقول الدكتور طارق فهمي، الخبير السياسي، إن الرئيس الأمريكي الحالي "ترامب" منذ اليوم الأول له في البيت الأبيض، وهو يعلم حقيقة تواجد تيارات بعضها خفية وأخرى معلنة، تحاول الإطاحة المبكرة به، ومنها مؤسسات ذات سيادة وسلطة في الدولة، مشيرا إلى أن سياسات الولايات المتحدة تغيرت كثيرا بعد قدوم ترامب.

وتابع فهمي، في تصريحات خاصة لـ"أهل مصر"، أن مفهوم الدولة العميقة، ليس وليد اللحظة، ومنتشر في دول كثيرة، ويعني في الأساس تعارض سياسات الحاكم مع مؤسسات داخل الدولة، وهو ما ينذر بصراعات مستقبيلة قد تؤدي إلى الإطاحة بالحاكم، مؤكدا أن سياسة ترامب العدائية وتصريحاته غير المنضبطة هي التي خلقت تلك الصراعات داخل الولايات المتحدة، متوقعا أن تشهد الفترة المقبلة تطورات متعددة داخل البيت الأبيض.

"ترامب لن ينعم بالهدوء في المجتمع الأمريكي".. هكذا عبر الخبير السياسي جمال سلامة، مشيرا إلى افتقاد ترامب السيطرة على قراراته داخل الكونجرس الأمريكي، نظرا للانقسامات داخل الحزب الجمهوري، ووجود تحالفات تعمل ضده وتسعى للإطاحة به، مؤكدا أن السياسيات الأمريكية تشهد تغيرا ملحوظا في طريقة التعامل والتوجهات.

وتابع سلامة، أن الدولة العميقة في الولايات المتحدة، بدأت من وسائل الإعلام، والتي حرصت على تناول سقطات الرئيس الأمريكي، كما أن مهاجمته لمؤسسات الدولة ومنها المخابرات والقضاء الأمريكي على خلفية قرار الحظر، ينبئ بوجود صراع مستقبلى داخل المجتمع الأمريكي.

يذكر أن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، هاجم قرار قاض فيدرالي في مدينة "سياتل"، يقضي بالتعليق المؤقت للمرسوم الرئاسي الذي يمنع مواطنين من سبع دول مسلمة من الدخول إلى الولايات المتحدة، ووصف في تغريدة على حسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، قرار القاضي جيمس روبارت بـ "السخيف"، قائلا: "إن رأي هذا الذي يسمى قاضيا، والذي يحرم بلدنا من تطبيق القانون، سخيف وسيتم إلغاؤه".

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً