اعلان

العاهل المغربي يستكمل مسلسل غياب بلاده عن القمم العربية.. خبراء يوضحون سبب عدم مشاركته رغم تواجده في الأردن

الملك محمد السادس ملك المغرب

انطلقت، أمس الأربعاء، القمة العربية الثامنة والعشرون في الأردن، بحضور العديد من ملوك وزعماء ورؤساء الدول العربية، حيث وصل عدد الحضور إلى 16 قائدا عربيًا، وسط غياب الملك محمد السادس ملك المغرب، وسلطان عمان.

وبعدما كان من المرتقب أن يزور الملك محمد السادس الأردن من أجل المشاركة في القمة العربية، لم يشارك واكتفى بوفد مغربي يرأسه صلاح الدين مزوار، وزير الشؤون الخارجية والتعاون في حكومة تصريف الأعمال.

ومازالت أسباب تغيب ملك المغرب عن حضور القمة العربية غامضة، رغم ظهور مؤشرات قوية بالأمس على حضوره، كان أبرزها تصريح صلاح الدين مزوار، وزير الخارجية المغربى، الذي تحدث عن أجواء إيجابية بالقمة العربية، ولم يتطرق لفكرة تغيب ملك المملكة عن الحضور.

فيما أكد مصدر حكومي أردني رفيع المستوى، أن الحكومة الأردنية لم يتم تبليغها بعد مشاركة ملك المغرب في قمة البحر الميت التي تستضيفها المملكة الأردنية، وعلى الجانب الآخر كشفت مصادر صحفية أردنية وعربية أن الملك محمد السادس متواجد بالعاصمة الأردنية، لكنه لم يحضر افتتاح القمة العربية.

وفي العام الماضي رفضت المملكة المغربية احتضان القمة العربية في دورتها الـ27، وهذا ما جعل هناك انشغال في القمة العربية الحالية، بحضور الملك محمد السادس من عدمه، نظرًا لزيارة العاهل الأردنى عبد الله الثانى، للمغرب خلال الأسبوع الماضي، و التقى خلال الزيارة بعدد من المسؤولين المغاربة، وأعلن أن الزيارة تهدف لتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين.

ولا تعتبر هذه أول واقعة تغيب لملك المغرب عن حضور القمة العربية، فمنذ مارس 2005 بدأ الملك محمد السادس في الامتناع عن التواجد في القمم العربية، وكانت في ذلك الوقت الجزائر هي المسئولة عن استضافة القمة العربية، ولكن وضعت علامة استفهام عن تغيب حضوره في القمة العربية الحالية لأن مسئول بالحكومة الأردنية صرح بأن الأردن لم يتم تبليغها بتغيب ملك المغرب عن حضور القمة.

وتعتبر القمة العربية الحالية أكثر مشاركة من القمة السابقة التى تم عقدها فى موريتانيا بعد أن اعتذرت المملكة العربية المغربية عن استضافة القمة العام الماضي، مما تسبب فى نقلها إلى موريتانيا، وحضر القمة العام الماضى ثمانية دول فقط، وهذا يعتبر حضور ضعيف مقارنة بالحضور العام الحالى فى الدورة الـ28 للقمة، حيث شارك 16 من الرؤساء والملوك والأمراء العرب فى أعمال القمة العربية فى منطقة البحر الميت.

فيما تغيب سلطان عمان قابوس بن سعيد، ومثله أسعد بن طارق آل سعيد نائب رئيس الوزراء العماني لشؤون العلاقات والتعاون الدولي، والرئيس الجزائري عبد العزيز ومثله رئيس مجلس الأمة الجزائري عبد القادر بن صالح، والرئيس العراقي فؤاد معصوم ومثله رئيس الوزراء حيدر العبادي، ومثل فايز السراج رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني الليبية دولة ليبيا، و اخيرًا رئيس النظام السوري بشار الأسد، بسبب يرجع لتعليق عضوية بلاده في الجامعة العربية على خلفية الصراع القائم منذ 2011، و تغيب ايضًا عن الحضور سلطان عمان.

وفى سياق متصل قال الدكتور جهاد عودة أستاذ العلوم السياسية بجامعة حلوان، في تصريح خاص لـ"أهل مصر" إن المملكة المغربية لم تتغيب عن حضور القمة العربية الـ28، ولكن مثلها في الحضور الوفد المغربي برئاسة صلاح الدين مزوار، وزير الشؤون الخارجية والتعاون في حكومة تصريف الأعمال، وهذا يثبت وجود مملكة المغرب في القمة المنعقدة في الأردن بمنطقة البحر الميت.

وأوضح عودة أن الممكلة كان لها دور صامت في القمة ولكنها لم تتغيب، مشيرًا أن من تغيب عن القمة الحالية هى دولة سوريا نتيجة للصراع الدائر بها، وتعليق الجامعة العربية لعضوية النظام السوري برئاسة بشار الأسد، نتيجة الخلاف القائم فى سوريا.

ولم يكن تغيب الملك محمد السادس، ملك المغرب، حدث غريب، نظرًا لأن ملك المغرب لم يهتم بحضور القمة العربية منذ عام 2005 ويكتفى في كل قمة منعقدة بإرسال وفد ينوب عنه وعن المملكة العربية المغربية، وهذا ما يجعل من التغيب مشهدد مكرر من جانب ملك المغرب.

فيما نشر موقع "هسبريس" المغربى تصريحًا لـ عبد الفتاح البلعمشي، أستاذ العلاقات الدولية في جامعة القاضي عياض بمراكش، أن العلاقة بين المغرب وجامعة الدول العربية يشوبها جو من التؤتر خلال السنوات الأخيرة، وكان أبرز أسباب هذه الخلافات هو رفض المغرب استقبال أعمال القمة العربية السابقة، موضحًا أن المغرب اعتبرت أن القمم العربية مجرد إجراءات شكلية، وذلك ناتج عن كون العمل العربي التشاركي خضع للكثير من التقاطب من خارج الجامعة العربية.

وأوضح أن الانقسام بين الدول العربية واضح، خاصة فيما يتعلق بالقضايا السياسية، وهو ما جعل دولًا تبحث عن أحلاف، كما هو الشأن بالنسبة إلى التحالف المغربي الأردني الخليجي، مقابل دول أخرى أصبحت تتحرك وفق أجندات خارجية.

وأشار البلعمشي، أنه بالرغم من وجود عدد من التقارير التي أكدت أن زيارة الملك الأردني هي بمثابة دعوة إلى الملك من أجل حضور هذه القمة، يبدو أن المحادثات بين الطرفين جرى الاتفاق من خلالها على أن يبقى المغرب في الموقف نفسه، بالرغم من العلاقات الجيدة والقوية التي تربط المغرب بالأردن، ما يحيل إلى أن موقف الملك من العمل العربي بشكله الحالي هو موقف مبدئي واستراتيجي في حين يشارك وفد يترأسه وزير الخارجية والتعاون، وهو أقصى ما يمكن في ظل غياب تشكيل حكومة جديدة بالمغرب.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً