اعلان

بالأسماء.. موقع أمريكي يكشف عن مدبرين انقلاب 15 يوليو في تركيا

كتب : سها صلاح

كشف موقع "medium" الأمريكي، بالأدلة والوثائق عن مدبري محاولة الانقلاب التي لا تزال تبعاتها مستمرة في تركيا ويبدو أنها ستستمر لفترة طويلة قادمة.

بعد 53 سنة من تاريخ 1962، بعد إعدام رئيس الوزراء عدنان مندريس، فازت الأحزاب التي كانت امتدادًا لحزبه، أزعجت النتائج مجموعة كمالية متطرفة في الجيش، وحاول قائد الأكاديمية العسكرية طلعت أيديمير تنفيذ انقلاب عسكري، وفي ليلة الخامس عشر من يوليو 2016، شهدت تركيا محاولة انقلاب أخرى.

فقد 246 شخصًا حياتهم أثناء مقاومتهم للانقلابيين، وجُرح أكثر من 2000 آخرين. فيما استمرت الفعاليات المؤيدة للديمقراطية لستة وعشرين يومًا في الميادين التركية.

وقال الموقع لم يتمكن انقلابيو 15 يوليو من فعل ما كان الانقلابيون قبل 53 عامًا قادرين على القيام به، فحتى الجنرالات الكبار لم يعترفوا بمشاركتهم في الانقلاب، واستمروا في إنكار تورطهم في المحاولة.

ووفقًا للموقع فقد ترك الإنقلابيون مجموعةً كبيرة من الأدلة والبصمات أثناء فرارهم بعد هزيمة الانقلاب.

الأدلة التي تُركت في موقع الجريمة

1-عادل أوكسوز

قال الموقع أن عادل أوكسوز أستاذ مساعد في كلية الإلهيات بجامعة سقاريا الصغيرة، البالغ من العمر 50 عامًا واحدًا من أقرب المقربين إلى فتح الله غولن، الذي يعيش في ولاية بنسلفانيا بالولايات المتحدة الأميركية.

وفي 11 يوليو 2016 غادر أوكسوز على رحلة الخطوط التركية رقم TK003، على مقعد رقم 4G بدرجة رجال الأعمال إلى نيويورك وبعد رحلة طويلة استغرقت 11 ساعة بقي ليومين وعاد إلى تركيا في 13 يوليو 2016،أي قبل يومين فقط من محاولة انقلاب 15 يوليو.

وفي صباح يوم 16 يوليو، وبعد مواجهة الانقلاب تم القبض على عادل أوكسوز مع الجنود الانقلابيين الذين كانوا يحاولون الفرار من قاعدة أكينجيلار الجوية، التي كانت مقر قيادة الانقلابيين في أنقرة.

ووفقًا للموقع قال أوكسوز أثناء استجوابه، إنه ذهب إلى الضواحي المحيطة بالقاعدة العسكرية، التي تبعد كثيرًا عن المدينة "للبحث عن قطعة أرض زراعية للشراء".

ووفقًا للتسجيلات التي تم الكشف عنها لاحقًا أثناء احتجاز أوكسوز، فقد ذهب الأخير إلى المرحاض، وبعد ذلك بقليل دخل أحد أفراد قوات الجيش نفس دورة المياه التي استخدمها أوكسوز.

وأثناء محاولة الجندي الحصول على منديل ورقي، أدرك وجود جهاز ما داخل علبة المناديل، وهو ما أبلغ به رؤساءه فورًا.

لاحقًا عندما سُئل عادل أوكسوز عما إذا كان هذا الجهاز له، أجاب الرجل "نعم، إنه لي، لا بد أنه سقط في الحمام"، لكن ضابط الجيش قال له "أنت لم تسقطه، لقد خبأته"، وعندما سأل الضباط عن هذا الجهاز، لم يعرف أحدهم، لكن بحثًا سريعًا على شبكة الإنترنت أخبرهم أنه جهاز تحديد مواقع GPS.

لكن عندما ظهر أوكسوز أمام المدعي العام والمحكمة، كانت كل هذه الأدلة قد "فقدت" ومنذ ذلك الحين، تحاول كل من الشرطة والجيش إلقاء القبض عليه والبحث عنه في كل مكان.

2-كمال باطماز

كمال باطماز وهو أحد كبار المديرين التنفيذيين لشركة كايناك القابضة كان في المقعد رقم 27H بالدرجة السياحية على نفس الرحلة التي طار على متنها أوكسوز إلى الولايات المتحدة في 11 يوليو.

تأسست كايناك القابضة عام 1979، كواجهة للعمليات التجارية لحركة فتح الله غولن. وكان رئيسها الأخير ناجي طوسون بصحبه فتح الله غولن، واعتُقل معه عندما تم احتجازه عام 1986، كان الرجل أيضًا إداريًا بصحيفة زمان التابعة لغولن، باختصار إنه شخصية بارزة في المنظمة.

في 2015 أسس باطماز شركة عقارات اسمها ماتريس بشراكة مع مدير كبير بشركة كوتش القابضة.

لم تكن الرحلة المشتركة للولايات المتحدة هي الأولى بالنسبة لعادل أوكسوز وكمال باطماز، ففي 18 أكتوبر 2009 سافر عادل أوكسوز إلى نيويورك، وبعد يومين فقط لحقه باطماز، عاد باطماز في الثاني والعشرين من نفس الشهر، فيما عاد أوكسوز في الثالث والعشرين، وفي 16 مايو 2010 سافر كل منهما وعادا يوم 25.

وفي 13 يوليو 2016 عاد كمال باطماز وعادل أوكسوز إلى تركيا من الولايات المتحدة معًا على متن طائرة الخطوط التركية TK002، وعندما هبطت الطائرة في مطار أتاتورك، رصدت كاميرات الأمن الرجلين يسيران جنبًا إلى جنب حتى وصولهما إلى سيارتيهما.

في شهادته بشأن هذه الصور قال باطماز "احتجت أن أقوم ببعض العمليات المتعلقة ببطاقة الخطوط التركية خاصتي. وربما مررنا بجوار بعضنا، لكنها كانت محض صدفة".

لكن الصدفة لم تنته عند هذا الحد، فقد اعتُقل كمال باطماز مثله مثل عادل أوكسوز بالقرب من قاعدة آكينجي الجوية، بالقرب من أنقرة، صباح يوم 16 يوليو، وبالصدفة أيضًا قال باطماز إنه كان "يبحث عن أرضٍ زراعية للشراء".

لكنه لم يكن المدني الوحيد الذي يسير في ممرات القاعدة الجوية في تلك الليلة، ففي ليلة الانقلاب، رصدت الكاميرات مدنيًا آخر يسير بين الممرات إلى مقر الوحدة 143.

3-هارون بينيش

و انتقل تقرير الموقع إلي هارون بينيش وهو خريج كلية الهندسة الكهربائية بجامعة بيلكينت التركية، وفي 2001 قدم الرجل محاضرة بعنوان "قصة نجاح: المعمل الجنائي" في قمة اللوتس الخامسة، التي حضرها بصفته مدير الشبكات بشركة سورات لتكنولوجيا الكمبيوتر.

وشركة سورات، التي تم تغيير اسمها لاحقًا إلى شركة سورات للمعلومات، هي شركة تابعة لكايناك القابضة، التي يديرها أتباع فتح الله غولن.

وبين عامي 2010 و2013 عمل بينيش في إدارة الاتصالات، وهو مركز نشاط المراقبة الجنائية في تركيا.

ونشرت صحف تركية أخبارًا عنه مؤخرًا، قدمته بصفته المهندس الذي أنشأ البنية التحتية لمنظمة غولن، التي مكنتها من التنصت على نطاق واسع.

وكان الرجل متهمًا في قضية رُفعت ضده في تحقيقات عام 2014 بعد الكشف عن نشاط التنصت غير المشروع في منظمة غولن، وشهد أمام المحكمة.

و بالصدفة اعتُقل بينيش على بعد أميال من قاعدة أكينجي الجوية مع كمال باطماز وعادل أوكسوز، وأخبر المحققين أنه كان هناك للبحث عن "قطعة أرض للشراء".

وخلافًا لعادل أوكسوز، الذي تمكن من الهرب، تم القبض على كمال باطماز وهارون بينيش، وهما الآن قيد الاحتجاز.

4-سيف الله جينتش

و انتقل الموقع سيف الله جينتش، كان رئيسًا لشركة سوبركم إنفورماتيكس، وهي شركة تقنية يملكها هارون شاهين، وأثناء الانقلاب كان يعمل مدير تقنيات المعلومات في واحدة من أكبر شركات الإسمنت التركية.

كانت مهمتهم جميعًا أثناء ليلة الانقلاب تتمحور حول مساعدة الانقلابيين في الاستيلاء على شبكات بث قنوات تي آر تي TRT الإذاعية والتلفزيونية، ومنصة البث الرقمي ديجي ترك،التُقطت صورهم بواسطة كاميرات المراقبة، صباح يوم 16 يوليوتموز، أثناء محاولتهم الفرار قفزًا على سور مبنى TRT.

سيطر الانقلابيون على مقرا TRT،وأجبروا مذيعة التلفزيون الرسمي على قراءة إعلان الانقلاب على الهواء مباشرة.

5-أونور ديميرجان

متخرجًا في قسم هندسة الكمبيوتر في جامعة الشرق الأوسط التقنية، التي لا تستقبل إلا الطلاب ذوي أعلى المعدلات في تركيا، أكمل ديميرجان دراساته العليا في نفس الجامعة.

وفي وقت الانقلاب كان الرجل يعمل في شركة هافيلسان، التي تقدم خدماتها للقوات المسلحة التركية في مجالات الدفاع والطيران.

وفي ليلة الانقلاب كان ديميرجان يسير بصحبة الانقلابيين في مبنى TRT بأنقرة مع عدد آخر من المدنيين الذين لم نتمكن من معرفة هوياتهم.

ظهر لاحقًا أن ديميرجان كان قد سجل إجازته السنوية بين يومي 15 و29 يوليو، لكن بعد الكشف عن محتوى كاميرات المراقبة، اختفى فورًا وأرسل استقالته لمديره عبر البريد الإلكتروني.

كان هناك أيضًا بعض رجال الشرطة الذين تم فصلهم في 2014، بسبب ارتباطهم بجماعة غولن،وظهروا من العدم في تلك الليلة أحدهم كان وجهًا مألوفًا أثناء احتجاجات غيزي بارك.

6-مدحت آيناجي

أثناء مظاهرات غيزي بارك، كان مدحت آيناجي مساعد مدير الشرطة في الوحدة المسؤولة عن مواجهة وتفريق المتظاهرين. وكان لآيناجي دور كبير في استخدام القوة المفرطة ضد المتظاهرين، واستخدام الغاز المسيل، والاعتقالات العشوائية أثناء تلك المظاهرات.

وفي الأول من نوفمبر 2014، فُصل آيناجي من قوات الشرطة على خلفية انتمائه لجماعة غولن،ثم عاد إلى منصبه بقوة المحكمة، لكن لم يتم تكليفه بأي مهام.

في ليلة الانقلاب أخرجت الجماهير رجلًا بزي عسكري من واحدة من الدبابات التي أحضرها الانقلابيون للسيطرة على مقرات شرطة إسطنبول الرئيسية، لم يكن الرجل إلا مدحت آيناجي، عاد الشرطي مع الانقلابيين إلى مقر عمله الذي فُصل منه في السابق.

7-هاكان تشيتشيك

تم القبض على مالك المدرسة، هاكان تشيتشك في قاعدة آكينجي ليلة الانقلاب، وبعد مواجهته قال إنه "جاء لزيارة والد أحد طلاب مدرسته، الذي يعمل مسؤولًا في الجيش".

تم لاحقًا الكشف عن أن مدرسة آنافارتالار قد تأسست من أجل أبناء العسكريين المنتمين إلى منظمة غولن، وتم إغلاقها بعد محاولة الانقلاب، ج. تشيتشك، شقيق هاكان، الذي كان رائدًا في القوات الجوية كان يعمل كطيار صيانة لطائرات الهليكوبتر، واعتُقل أيضًا على خلفية اتهامات تتعلق بالانقلاب.

أثناء التحقيق معه، قال الادعاء إن هاكان تشيتشك سافر إلى الولايات المتحدة في يناير ومارس ويونيو 2016، في نفس التواريخ التي سافر فيها كل من عادل أوكسوز وكمال باطماز. لكن تشيتشك قال في معرض دفاعه عن نفسه، إن ذلك كان محض مصادفة، وادعى أنه "سافر إلى الولايات المتحدة من أجل عمله الشخصي".

كان حساب "تحليلات حربية" حسابًا معروفًا على موقع تويتر، يتابعه أكثر من 40 ألف شخص، شارك الحساب معلومات تقنية وعسكرية وتحليلات تتعلق بالمواجهات مع حزب العمال الكردستاني أو الحرب السورية، كما تعددت انتقاداته للحكومة.

تضمنت التغريدات من هذا الحساب تغريدات من قبيل شكر المدعي العام الأميركي الذي اعتقل رضا ضراب، رجل الأعمال الذي كان في قلب تحقيقات أحداث 17 ديسمبر 2013.

شارك هذا الحساب تغريدات أو بالأصح نبوءات، صباح يوم الخامس عشر من يوليو، فقط قبل ساعات من محاولة الانقلاب.

لاحقًا خلال هذا اليوم، وبعدما بدأ تنفيذ الانقلاب، كتب صاحب الحساب ردًا على أحد متابعيه قائلًا "عزيزي، لقد تم تعييني مسؤولًا عن القانون العسكري، تعال إلى ملعبي إذا كنت تريد المشاكل".

كيف تنبأ صحفيو غولن بالانقلاب؟

كان عثمان أوزسوي أستاذًا للعلوم السياسية وعضوًا بحركة غولن، أنتج أوزسوي وقدم برامج تلفزيونة على قنوات مثل سمانيولو وبوغون، وهي القنوات التي تديرها حركة غولن.

وقبل شهر واحد من الانقلاب، وفي 15 يونيو 2016، عندما ظهر في مقطع فيديو مباشر على الإنترنت على موقع تركي اسمه "زمن الحرية"، يصدر من الولايات المتحدة.

قال أوزسوي: الأوقات الجيدة اقتربت. ليتني كنت عقيدًا في الجيش، ليتني لم أكن أستاذًا جامعيًا، ساعتها كنت سأقدم للبلاد أكثر وأكثر.

المحاور: ما الذي تعنيه؟

أوزسوي: لقد قلت ما قلت وحسب، لا يمكنني أن أعلق أكثر، لو كنت قائدًا عسكريًا اليوم لكان بإمكاني أن أخدم أكثر.

كذلك كان إمره أوسلو، مفتش الشرطة السابق، صحفي ومحلل تابع لغولن، كان مشهورًا بتنبؤاته، وبعد عدد من القضايا التي أثيرت ضده في 2014، صدر قرار باعتقاله، لكنه هرب من البلاد ولم يعد أبدًا.

في سبتمبر 2015، كتب ردًا على أحد متابعيه، الذي سأله عن موعد عودته لتركيا قائلًا "يوليو 2016."

في 14 مارس 2016، قال إمره متابعيه طالبًا منهم أن يجمعوا له نقودًا تكفي لشراء تذكرة من واشنطن إلى إسطنبول يوم 22 يوليو.

أما أحد أغرب "الصدف"، فقد كان الإعلان الذي تم بثه يوم 5 أكتوبر2015، عندما أُغلقت صحيفة زمان، الجريدة المملوكة لمنظمة غولن.

كان الإعلان بعنوان "دوي الصمت"، كان مشهد البداية يظهر منظرًا رأسيًا لمدينة، مع دوي صافرات الإنذار في الخلفية، ثم مشهد طفل يضحك. وبعد تسعة أشهر بالتمام، جرت محاولة الانقلاب.

كيف ترى السفارة الأمريكية فتح الله غولن؟

يمكنك قراءة رسائل سفراء الولايات المتحدة في تركيا إلى واشنطن بشأن فتح الله غولن عبر هذا الرابط: كيف ترى السفارة الأمريكية.

في أنقرة فتح الله غولن؟

الأخ الأكبر: التنظيم الموازي للضباط الانقلابيين داخل الجيش.

يمكنك قراءة المزيد عن وسائل أتباع فتح الله جولن للتخفي داخل الجيش هنا: خمر ونساء، كيف يتخفى ضباط فتح الله غولن داخل الجيش التركي؟

مركز الانقلاب: 1857 طريق ماونت إيتون، 18353 سايلورسبرغ، بنسلفانيا

منذ الخامس عشر من يوليو، تمت إقالة 20088 مسؤولًا عسكريًا في الجيش التركي على خلفية مشاركتهم في الانقلاب وعضويتهم في حركة غولن. بلغ عدد الأشخاص الذين تم فصلهم من قوات الدرك (الجاندرمه) 12985 شخصًا، وتم تسريح قرابة 77000 موظف مدني، تم تحديدهم باعتبارهم أعضاء في الحركة استنادًا إلى معايير مختلفة، من بينها استخدام تطبيق باي لوك Bylock.

كذلك ضمَّت قائمة المعتقلين أشخاصًا يقيمون في الخارج، ويتبوأون مناصب رفيعة، وما زال بعضهم هاربًا.

كما تم استدعاء 149 من المسؤولين العسكريين الذين خدموا في الناتو في أوروبا والولايات المتحدة إلى تركيا.

وبعض هؤلاء لم يعودوا إلى البلاد وما زالوا هاربين.

كذلك تم استدعاء العميد شينر توبوك، الذي كان قائد القوة الدولية للمساعدة الأمنية في أفغانستان.

وجاهد بكر، قائد فرقة العمل التركية في أفغانستان، ولكنهم فروا جميعا إلى دبي، حيث أُلقي القبض عليهم في المطار وتسليمهم إلى تركيا.

أيضًا ظهر فيما بعد أن العقيد محمد تانجو بوشور، الذي عمل كقائد للحرس الرئاسي مع الرئيس السابق عبدالله غول، والحالي رجب طيب أردوغان، قد عاد من كوسوفو إلى أنقرة في 15 يوليو، ليساعد الانقلابيين الذين احتلوا مقر TRT في تلك الليلة.

أما أكثر ما يلفت النظر فهو أن قائد الحرس الرئاسي، فضلًا عن مساعدي الرئيس العسكريين الذين بدأوا خدمتهم في 2015، جميعهم تم اعتقالهم على خلفية تهم تتعلق بالانقلاب، مع العلم أنهم عملوا خلال السنوات الثلاث الأخيرة بجوار الرئيس الذي كان في حرب طاحنة ضد الكيان الموازي من حركة جولن.

تمكن مساعدو الرئيس من أتباع غولن من إخفاء ولاءاتهم الحقيقية، وتمكنوا من العمل في مناصب قريبة للغاية من أردوغان.

لقد احتفظ الجنود الذين بايعوا منظمة غولن في سن الرابعة عشرة مع دخولهم للمدرسة العسكرية بولائهم، وبموقعهم تحت شيوخ مدنيين طوال حياتهم المهنية كضباط عسكريين.

أما المبدأ الأساسي الذي اعتمد عليه هذا النوع من التنظيم، فكان مبدأ السرية، وكانوا أشبه ما يكونون بعنقود العنب.

فكل جنديين أو ثلاثة يرأسهم شيخ مدني خارج الجيش، وليس جنديًا آخر عضوًا في المنظمة، ونتيجة لذلك، فلا أحد يعرف أي شيء عن أي شخص آخر خارج دائرة تعامله المباشرة.

لكن مَن هو أعلى أخ في ذلك الجيش من الإخوة الكبار؟

أجاب الجنرال خلوصي آكار، رئيس الأركان، الذي احتُجز خلال محاولة الانقلاب ونُقل إلى القاعدة الجوية في آكينجي، حيث قيادة الانقلاب، عن هذا السؤال في شهادته أمام مكتب المدعي العام: "لقد صرخت فيهم: من تظن نفسك؟! من أنتم حقًا؟ أين هم قادة هذه القوات؟ أين وزراؤكم؟ لتخبرني الآن من أنتم؟!" وردًا على ذلك قال هاكان إفريم شيئًا مثل: "إذا رغبت في ذلك، أوصلتك الآن بزعيمنا فتح الله غولن". وبَّخته واعترضت قائلًا: لن أتحدث إلى أي شخص".

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً