اعلان

رحلات داخل المدن باستخدام "الموتوسيكل".. الشباب يهزم البطالة بطريقة مبتكرة (فيديو)

بمجرد الوصول إلى المنطقة الصناعية الثالثة بمدينة العاشر من رمضان تجد ما يشبه الموكب الذي يضم عشرات الدراجات البخارية، لا يمل قادة هذه الوسيلة من استخدام طريقتهم في إقناع المتجمهرين حول المنطقة لاستقلال وسيلتهم مقابل مبلغ مالي لا يقل عن 6 جنيهات، وهو ما جعلهم ينفردون دون غيرهم بكافة الرحلات الداخلية نظرًا لإصرارهم على اجتذاب الزبائن فضلًا عن معرفتهم الكاملة بكافة المناطق المحيطة.

"أهل مصر" تعرف على هذه التجربة بالتواصل مع أبطالها من الشباب الذين قرروا ألا ينحدروا إلى مستنقع البطالة بشراء دراجات بخارية بسعر منخفض لاستخدامها في توفير دخل يساعدهم على تحمل ظروف المعيشة، وقد عرفت مدينة العاشر هذه الوسيلة منذ ما يقرب من 25 عامًا، وأصبحت المهنة تتوارث بتعاقب الأجيال.

اللافت أن جميع من تحدثت معهم "أهل مصر" يشعرون بفخر أنهم تمكنوا من هزيمة البطالة، وأنهم أصبح لديهم ما يجعلهم يعيشون بأمان حتى إذا كان منقوصًا أو نسبيًا، لاسيما في ظل عدم مزاحمة أية وسائل مواصلات أخرى لهم في المناطق التي حددوها لأنفسهم، ولكن دموع هربت من عيونهم عندما تدافعت التساؤلات عن الالتزامات التي تواجههم، فمنهم من يعول أسرة كاملة ما دفعهم إلى تأجيل قرار الزواج، ومنهم أيضًا من يعيش اليوم بيومه لعدم معرفتهم بمتوسط الدخول الخاصة بهم. 

وتعد وسيلة الدراجات البخارية غير مألوفة مقارنة بالوسائل الأخرى، لكنها موجودة في مناطق محدودة في مصر، ويخشى عدد كبير من المصريين استقلالها نظرًا للصورة الذهنية المترسخة داخل أدمغتهم نظرًا لارتباطها ببعض حوادث السرقة، ما يدفع العديد منهم إلى التخوف من ذلك، كما أنه يظل معظم مستقليها من الرجال نظرًا لعدم مشاركة النساء في هذا المجال.

يقول عبد العزيز حسانين، شاب ثلاثيني، إنه وجد أمامه ظروف شديدة الصعوبة دفعته إلى هذه المهنة، فهو يعول أسرة كاملة، ويسعى إلى توفير أموال لتجهيز شقيقته، وهو لم يتزوج حتى الأن نظرًا للأعباء المتراصة حوله، لكنه يشعر بسعادة أثناء العمل فهو أفضل بكثير من الجلوس على المقاهي بحد قوله.

وأضاف حسانين في حديثه مع "أهل مصر"، أنه يجمع الأن بعض الأموال لشراء "تاكسي" والعمل عليه في أي منطقة، لكنه لن يبتعد عن مهنته إلا إذا شعر أن لديه فائض من النقود يشجعه على اتخاذ خطوة جديدة.

ويواصل الشاب الثلاثيني حديثه متباهيًا بمهنته: "إحنا مفيش حد بينافسنا في العاشر، الناس بتحب تركب معانا، ومعرفتنا بالطرق يجعلنا مصدر مطلوب بالنسبة للركاب، مفيش في المنطقة أي وسائل داخلية أخرى، ومحدش بيخاف يركب معانا، أنا فخور بمهنتي، ونفسي الشباب يفكر في أي طريقة تجعلهم يوفرون متطلباتهم دون اللجوء إلى أسرهم" 

محمد عثمان، شاب عشريني، ترك دراجته البخارية جانبًا متجهًا إلى معد التقرير، بدأ كلامه معنا بكلمات يكسوها الفخر بقول: " أنا ورثت الشغل ده عن أبويا الله يرحمه، كان من أوائل الناس اللي بدأت المهنة منذ 25 عامًا، وهو صاحب الفضل في اتجاهي لـ"عالم الموتوسيكلات".

وأوضح، أن ظروفه سيئة للغاية، لكنه أثناء العمل لا يفكر في شىء حتى يستطيع أن يواصل دونما أية ضغوطات، وأنه لا يمتلك ما يجعله ينتقل إلى تطوير نفسه بشراء وسيلة مواصلات أكثر راحة وأغلى ثمنًا.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً