اعلان

هل تقع "سوريا ترامب" في مصير "عراق بوش".. خبراء: نقف على أبواب حرب عالمية ثالثة

نفذّ الجيش الأميركي، فجر الجمعة، ضربات صاروخية استهدفت قاعدة جوية للقوات السورية، ردًا على الهجوم الكيميائي الذي يُتهم النظام السوري باستخدامه في بلدة خان شيخون، شمال غرب البلاد.

وقال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، إنه أمر بالضربة العسكرية على المطار الذي شنّت منه الطائرات القصف الكيماوي على خان شيخون في حمص، مضيفًا أن الولايات المتحدة انتصرت للعدالة.

ودعا ترامب في خطاب مقتضب عبر التليفزيون، الأمم المتحضرة إلى العمل من أجل إنهاء سفك الدماء في سوريا، قائلًا إن "الديكتارتور السوري بشار الأسد شنّ هجومًا رهيبًا بأسلحة كيميائية ضد مدنيين أبرياء مستخدما عامل أعصاب سامًا مميتًا".

وجاء وصف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للضربة الأمريكية ضد سوريا بأنها "عدوان ضدّ دولة ذات سيادة"، لأن هذه الهجمات التي شنّتها القوات الأمريكية لم تستند لأي قرار دولي، وهذا ما يشكل خرقًا فاضًحا للقانون الدولي.

الهجوم الأمريكي على سوريا، أثار العديد من التساؤلات حول نية ترامب وراء ذلك، وإذا ما كان دفاعًا حقًا عن الأبرياء، أو اتخذ من قصف الأسد الكيماوي حُجة، لدخول سوريا، كما فعل سابقه جورج بوش، حينما قال إن الرئيس العراقي صدام حسين يمتلك أسلحة كيماوية.

وردًا على تساؤل "هل يكون مصير سوريا ترامب، هو نفس مصير العراق بوش"؛ قال الدكتور سعيد اللاوندي، خبير العلاقات الدولية بمركز الأهرام للدراسات، إن "ترامب كاذب في إدعاءاته بأنه قام بتوجيه الضربات حمايةً للأبرياء، والذي حدث فجر اليوم يؤكد أنه سيناريو واحد يتكرر من وقت لأخر".

أضاف اللاوندي، في تصريحات خاصة لـ"أهل مصر": “ما فعله جورج بوش الابن في العراق يكرره حاليًا ترامب في سوريا، حيث كانت الحُجة الأولى لضرب العراق أن صدام يملك أسلحة دمار شامل، والحُجة الأولى حاليًا في سوريا أن بشار استخدم أسلحة كيماوية ضد شعبه، وهذا إفكُ وضلال".

تابع أنه "لابد من خلق مبرر، ولكن للأسف الشديد السيناريو واحد، ولا يوجد أي رد فعل للدول العربية، أو ما يسمى بجامعة الدول العربية، لا حس ولا خبر".

وردًا على سؤال "إذا كان بوش كان هدفه من العراق استغلال ثرواتها الضخمة آنذاك.. فما الذي يريده ترامب من سوريا بوضعيتها هذه المدمرة؟"؛ قال: “ترامب داخل سوريا لأنه يستمع جيدًا لصديقه نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي الذي ترفض بلاده وجود سوريا من الأصل، وتتمنى أن يتم تقسيمها وإزالتها من الوجود، لأنها تسبب لها صداعًا على الجانب الآخر في فلسطين".

استكمل: "أعتقد أن الذي رسم الخطة هو نتنياهو، والذي نفذّ هو ترامب، وبمعنى آخر، هي ضربات إسرائيلية بإيدِ أمريكية".

وعن الموقف الروسي، قال: “روسيا ترفض ما يحدث تمامًا، ويبدو أن مراحل الصراع بين واشنطن وموسكو انتقلت من حربِ باردة إلى حروب أكثر تعقيدًا تجعلنا نقف على أبواب حرب عالمية ثالثة".

فيما قال الدكتور إبراهيم أحمد، أستاذ القانون الدولي، إنه "يستبعد دخول القوات الأمريكية لسوريا، كاحتلال، كما حدث في العراق"، موضحًا أن "الاحتمال الغالب هو كون الضربات رد فعل حقيقي على استخدام بشار للسلاح الكيماوي".

وأضاف، في تصريحات لـ”أهل مصر”: “ترامب عايز يدي علقة للنظام السوري، جراء استخدامه السلاح الكيماوي، لكنه كونه يدخل سوريا مثلما فعل بوش في العراق، أعتقد أنها مسألة مستبعدة تمامًا".

وأكد أنه "لا تبرير للهجوم العسكري على سوريا، لأنه مخالف لأحكام القانون الدولي، وفيه اعتداء على سيادة دولة أخرى، حتى وإن كانت هذه الدولة تُعاني داخليًا من حرب أهلية، هذا لا يُبرر أبدًا الهجوم عليها عسكريًا".

تابع أن "سوريا حاليًا مسرح للعمليات العسكرية، كل دولة تدخل تضرب شوية، روسيا.. أمريكا.. إيران.. تركيا، للأسف أصبحت سوريا لقمة سائغة في أفواه دول لديها مطامع".

واصل: "مع الأسف أن النظام السوري وصل به الحد لتوريط الشعب السوري في كل هذه المهازل".

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً