اعلان

في سوق الجمعة.. "الباعة الجائلين" يقلقون الأموات: "اعتدنا مجاورتهم" (صور)

"هنا يباع أي شيء تود شرائه".. هذه الجملة اشتهر بها سوق الجمعة على أطراف مقابر السيدة عائشة، حتى لو كانت أشياء لم يجد لها أي وجود في العالم الرقمي الذي نعيش فيه مثل "شرائط الفيديو أو الكاسيت"، فعلى مسافة تمتد لعدة كيلومترات، بداية من موقف السيدة وتوغلا في المقابر، يقام كل يوم جمعة سوق يحوي كل شيء، وهذا السوق يقام في المقابر.

في هذا اليوم لا يمكن لوسائل النقل أن تسلك الطريق المعتاد القادم من منطقة البساتين نحو السيدة عائشة، وإجباريا يجب المرور من منطقة المقابر، وبما أن هذه الطرق افترشها الباعة، واحتشد فيها الناس للشراء؛ فلا يمكن لوسائل المواصلات العبور من هناك وبالتالي يجب البحث عن طرق بديلة، كما أنهم لا يعرفون مقولة دعهم يرقدون في سلام التي تقال عن الموتى، فالأحياء لا يكفون عن إزعاج الأموات منذ بزوغ أول ضوء فجر حتى غروب الشمس في هذا اليوم، وإذا رغبت في شراء أي شيء من هناك عليك السير في السوق، ولكن الأمر ليس بهذه السهولة فالشوارع ضيقة والعدد كبير والباعة يفترشون بضائعهم أمام المقابر، وبالتالي تكون حركة السير بطئية، بسبب تلاحم اللحم البشري الذي يدوس فوق رؤوس من سبقوه في الحياة على هذه الأرض.

وبينما تسير في المقابر بغية شراء شيء ما قد تشم رائحة تأنفها النفس، وهي رائحة معروفة جيدة إنها جثة حديثة تمر بأحد أطوار تحلل الجسم البشري، ولكن الباعة قد يبدو ان أنفوهم قد تعودت على هكذا أشياء ومتمرسون على التعامل، وحتى المشترين غير مكترثين بسبب الزحام وتعالي أصوات البيع والشراء، والجدال الذي يتم بين هذا البائع وذاك المشتري.

ومن أغرب الأشياء التي قد تقع عينك عليها، شاب في بداية العشرينات من عمره قد رص بضاعته في فاترينة زجاج ليعرضها على المارة، ولكن ما هي البضاعة هذه؟ إنه يبيع الثعابين وقد تجد ما أغرب من الثعابين، فقد تجد شخص يعرض فردة حذاء واحدة للبيع، وغيرها من المشاهد الغريبة التي قد تشاهدها في هذا السوق.

يذكر أن السوق، قد شهد حريقًا هائلًا يوم 26 نوفمبر الماضي، وأكد مصدر أمنى وقتها، أن النيران التهمت عددا كبيرا من الأكشاك والعشش التي تحتوى على الألمونيوم والثلاجات المخزنة والموبيليا ويقوم رجال الإطفاء بعمليات تبريد للأكشاك والعشش المحترقة خشية تجدد نشوب الحريق مرة أخرى، وبعدها حاولت الدولة منع هؤلاء الباعة من إقامة السوق في منطقة المقابر، وعرضت عليهم إيجاد مكان آخر احتراما لحرمة الموت، ولكن الأمر لم يجد نفعا، وعاد بعدها الباعة لافتراش المقابر مرة أخرى.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً