اعلان

"جويس باندا"..‏ الفقيرة التي قوّاها "ضرب زوجها": هل تعود "الهاربة" إلى "عرش مالاوي"؟

لم يتوقع أحد أن تلك المرأة المنعدمة التي يضربها زوجها، ستصبح يوما ما، أول رئيسة في تاريخ مالاوي.

إنها جويس باندا، التي ولدت في مثل هذا اليوم قبل 67 عاما، لأب يعمل عازفا في فرقة موسيقا الشرطة، وهي الوحيدة من بين أشقائها التي أكملت تعليمها الجامعي.

بداية الثمانينيات

كان قرار "باندا" بالطلاق من زوجها الذي اعتاد ضربها، رغم إنجابها 3 أطفال منه، هو الخطوة الأهم في حياتها، إذ عملت بعده في المزارع؛ لادخار نفقاتها، إلى جانب عملها لفترة سكرتيرة بجمعية خاصة؛ للإنفاق على أطفالها، حتى جاءت خطوة "التحول"، إذ بدأت نضالها في العمل العام؛ لتلتقي زوجها الثاني قاضي المحكمة العليا في مالاوي.

سيدات الأعمال

كان مشروع صناعة الملابس، الذي قامت عليه، بابا لتشكيلها الرابطة الوطنية لسيدات الأعمال، وهي منظمة تقدم الدعم للمشروعات الصغيرة، وما لبست أن أنشأت مؤسسة جويس باندا لتقديم خدمات متكاملة في مجال التعليم والغذاء ودعم الأيتام والأطفال والمرأة وتحقيق التنمية الاقتصادية لأكثر من 250 ألف شخص.

الانتخابات.. والوزارة

دفاعها عن حقوق الفقراء زاد من شعبيتها، ما شجعها على خوض الانتخابات الديمقراطية الثانية عن دائرة زومبا، التي أوصلتها إلى تولي وزارة الخدمات والمجتمع.الخطوة الأكبر، حين عُينت وزيرة للخارجية، عام 2006، وبخاصة أن المعارضة انهالت عليها بانتقادات، تتمثل في "كيف تتولى سكرتيرة سابقة مهام الدبلوماسية؟"، إلا أن ذكاء باندا أنهى كل هذا سريعا، إذ قادت بلادها إلي قطع العلاقات مع تايوان لمغازلة بكين، ما أدى إلى زيادة المعونات الاقتصادية عليها من الصين؛ ما ساعدها على دعم البنية التحتية للبلاد وإقامة العديد من المشروعات التنموية.

نائبة الرئيس

نجاح "باندا"، أجبر الرئيس موثاريكا على اختيارها نائبة له عند ترشحه لخوض الانتخابات الرئاسية 2009، وبعد نجاحهما سرعان ما بدأت الخلافات بينهما بعد اعتراض باندا على سياسة الرئيس في إدارة البلاد اقتصاديا، وعلمها بأنه يعد شقيقه بيتر وزير الخارجية ليصبح خليفته، فما كان منه إلا أن عزلها من عضوية الحزب الديمقراطي التقدمي وأقالها من منصب نائب الرئيس.إلا أن المحكمة العليا هناك أنصفتها، ورفضت إصدار قانون بعزلها من منصبها، فانتقلت إلى مقاعد المعارضة مدافعة عن الحقوق والحريات.

إحباط المؤامرة

بعد وفاة بينجو وا موثاريكا، بأزمة قلبية، في 5 أبريل 2012، حاول أنصاره الحيلولة دون تسلمها السلطة، إلا إنهم فشلوا في ذلك بسبب دعم الجيش لها؛ حيث أدت اليمين الدستورية أمام البرلمان في 7 أبريل 2012.وأكدت التزامها بدستور البلاد، ودعت شعبها إلي التوحد والصبر علي البلاء، وبذلك أصبحت أول امرأة ترأس مالاوي حتى موعد انتخابات 2014 التي أطاحت بها.

الهروب والعودة

قال موقع ملاوي نياسا تايمز إن جويس باندا، رئيسة ملاوي السابقة التي ابتعدت تمامًا عن الأضواء منذ خسرت الانتخابات الرئاسية الأخيرة في عام 2014، أعلنت أنها سوف تكشف قريبًا عن برنامجها التحضيري للانتخابات الرئاسية القادمة في عام 2019 .وقالت باندا: "رغم أنني لا أستطيع أن أحدد التوقيت المناسب، ولكن بالتأكيد سوف أنافس بقوة على الرئاسة، وسوف أفوز. وتابع الموقع أن باندا خسرت الانتخابات عام 2014 والتي فاز بها بيتر موثاريكا، ولم يكن الفارق ضئيلًا بينهما، بل جاءت باندا في المركز الثالث بعد زعيم حزب المؤتمر عازر شاكويرا".كانت تلك الصدمة التي تلقتها باندا دفعتها لمغادرة البلاد والهرب من المحاكمة التي كانت تنتظرها؛ لتورطها في قضايا فساد مالي.وأضاف الموقع: "منذ خسارة باندا وهروبها ويعاني حزب الشعب الذي كانت تمثله من انشقاقات واسعة الأطراف، وكذلك القتال من أجل المناصب، خاصة منذ فرضت باندا على نفسها منفى اختياريًّا في جنوب إفريقيا، ولكن منذ تصريحاتها الأخيرة بالعودة تولد لدى حزب الشعب فرصة العودة للسلطة من جديد".

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً