اعلان
اعلان

بعد تخطى الـ100 مليون نسمة.. توفير أقراص منع الحمل بـ70 قرشًا

صورة تعبيرية

في ظل التقدم الذي يواكب مجال الطب، أصبح هناك فارق كبير بين عدد المواليد مقارنة بعدد الوفيات، وهذا ما يظهر سنويًا في التعداد الذي يصدره الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء، وكان أخر تقرير له يوضح أن عدد سكان مصر لعام 2017 وصل إلى 92.75 مليون نسمة بالداخل، بالإضافة إلى 8 ملايين نسمة بالخارج، وبالتالى تعدى تعداد مصر رسميا لـ100 مليون نسمة.

وهذا ما دفع الحكومة تسير في طريق ابتكار مشاريع وحلول يمكن من خلالها توعية وتنبيه السكان إلى ضرورة تنظيم الأسرة، وكان أخر هذه الطرق ما أعلنت عنه وزارة الصحة، حيث وفرت 300 ألف شريط من أقراص "ميكروسبت" الذي يستخدم مانعًا للحمل، بسعر في متناول الجميع وهو 70 قرشًا للشريط، كما أكدت الصحة عن توفير الأقراص في 70 ألف صيدلية، حتي يسهل الحصول عليه في كل المحافظات.

وكان لحبوب منع الحمل أزمة سابقة مع المصريين، وظهر ذلك في سبتمبر العام الماضي، حيث أختفي عدد كبير من أدوية منع الحمل في الأسواق المصرية، ولكن الكارثة انها تم بيعها بالسوق السوداء بأكثر من 70 جنيهًا وبالتالي ارتفاع عدد نواقص الأدوية الذي بات صداعًا مزمنًا في رأس وزارة الصحة والمواطن على حد السواء.

وبهذا يكون ارتفاع الدولار وتسرب الدواء إلى السوق السوداء وبيعه بأسعار مضاعفة عن سعره الاساسي، صارا سببن أساسيين في حرمان المصريين من تنظيم الأسرة، حيث إن حبوب منع الحمل هي الوسيلة الأكثر شيوعًا في الأوساط الشعبية لتنظيم النسل.

أما المحاولة التي سبقت توفير حبوب منع الحمل بسعر مخفض، هى مشروع الـ ألف يوم حياة الأولى في حياة الطفل، حيث أعلنت عنه الدكتورة غادة والي، وزيرة التضامن الإجتماعي، بالتعاون مع وزارة الصحة والتموين والتجارة الداخلية، وبرنامج الأمن الغذائي العالمي، ويهدف هذا المشروع إلى تعزيز صحة الأم من بداية فترة الحمل إلى أخر يوم رضاعة، إضافة إلى حماية الطفل من سوء التغذية.

وأوضحت والي أن بروتكول التعاون في مشروع الألف يوم حياة يهدف إلى توفير سلع غذائية بسعر 80 جنيهًا شهريًا، لكل سيدة من الحوامل والمرضعات من الأسر الفقيرة، وسوف يستفيد منها حوالي 40 ألف سيدة كمرحلة أولى للمشروع، وذلك بداية بمحافظات سوهاج وقنا وأسيوط.

وأضافت بأن هذه الخطة تهدف إلى رعاية صحة الأمهات والأطفال، لتنمية جيل جديد من أطفال مصر يتمتع بصحة بدنية وعقلية وصحية جيدة، مؤكدة بأن البرنامج سيحتوي على سلع غذائية "1.5 كيلو فول، وكيلو عسل أسود ونصف كيلو جبنه بيضاء و3 كيلو لبن ونصف كيلو عدس"، أي ما يعادل 80 جنيهًا لكل سيدة حامل.

وجاءت فكرة مشروع الألف يوم اﻷولى في حياة الطفل، تهدف إلى حماية الطفل منذ أول يوم في الحمل إلى أخر يوم في الفطام، وتعد فترة الحمل 9 أشهر بما يعادل 270 يوم، وتستغرق فترة الرضاعة 24 شهر، وهي730 يوم، وبالجمع بينهم يصبح العدد النهائي هو 1000 يوم، وتعتبر هذه الفترة هى اﻷهم في حياة الطفل، لأنها المسئولة عن بناء الجسم، ويؤدي نقص التغذية والفقر وتدهور الحالة المعيشية خاصة في الوجه القبلي وبشكل أخص في الريف، إلى التأثير السلبي على الطفل واحداث تقزم له أو معاناته من قصر القامة.

ولم تتوقف محاولات الحكومة عن تشجيع الاسر المصرية لخفض عدد الأطفال، وظهر ذلك في يوليو 2016 حينما أوضح المهندس شريف إسماعيل، رئيس مجلس الوزراء، خلال الاحتفال باليوم القومي الأول للسكان، أن مصلحة المواطن تأتى على قمة أولويات الأجندة السياسية والوطنية في مصر، وأن الإرتقاء بنوعية حياة المواطنين من خلال تحسين خصائصهم السكانية تحتل أهمية قصوى فى برنامج الحكومة.

ودعا في هذا اليوم إلى تبني مفهوم الأسرة الصغيرة، وهذه دعوة حتمية لضمان مستقبل أفضل للأجيال القادمة حتى تستطيع كل أسرة أن تقدم لأبنائها الرعاية الملائمة وتستطيع الدولة بدورها توفير المستوى اللائق لهم.

وحث على ضرورة تقبل المواطنين لتحديد النسل بأسرع وقت، حيث قفز التعداد السكاني من 16.5 مليون نسمة فى عام 1996 إلى 91 مليون نسمة فى عام 2016، بنسبة زيادة قدرها 48%، وهى من أعلى النسب فى العالم، فى الوقت الذى استمرت فيه حصة مصر من مياه النيل ثابتة ولم تزد مساحة الأرض الزراعية إلا زيادةً محدودة، كما ازداد اعتماد مصر على الاستيراد من الخارج لسد الفجوة المتزايدة بين الإنتاج المحلى والاستهلاك لعدد من السلع الغذائية الرئيسية.

وفي سياق متصل قالت الدكتورة مني المهدي، عضو هيئة التدريس بكلية الصيدلة بجامعة أسيوط وعضو منظمة الصحة العالمية، أن الفترة السابقة شهدت انخفاض في كمية شرائط موانع الحمل في الصيدليات، ويرجع ذلك إلى أن وزارة الصحة تواجه عدة مشاكل، أضافة إلى ارتفاع سعر الدولار الذي كان القشة التي قسمت ظهر البعير، مشيرة إلى أن الوزارة تعمل في الوقت الحالي على زيادة كمية موانع الحمل في الصيدليات باسعار مخفضة، حتي تكون متاحة في لمحدودي الدخل، لانهم هما أهم سبب في الزيادة السكانية التي تعاني منها مصر، نظرًا لإنعدام الثقافة الصحية والانجابية لدي قاطنى المناطق الشعبية.

وأوضحت أن توفير أقراص منع الحمل بسعر 79 قرشًا للشريط، قرار تأخر تنفيذه، وارجعت السبب إلى أن تعداد مصر أصبح يقرب من الـ 100 مليون نسمة، وهذا يترتب عليه قلة الخدمات المقدمة من جانب الحكومة مثل الخدمات الصحية والمواصلات وغيرها، لانه كلما زاد عدد السكان، كلما تقلص حجم الخدمات المقدمة.

وأشارت إلى أن وزارة الصحة عليها أن تقدم حملات توعية دورية في المناطق الشعبية والمناطق الريفية، لانها من أكثر الأماكن التي يتبع بها السكان المثل المصري "العيل بيجي برزقه"، وهذا ما يدفعهم للانجاب الكثير دون النظر إلى مستوي الرعاية والتربية الخدمات المقدمة للطفل.

وعلى الجانب الأخر، أكدت الدكتور محمد البدوي، رئيس الجمعية المصرية لحقوق الانسان، أن من حق المواطن أن يتمتع بالخدمات التي يجب توفيرها له من جانب الحكومة، ولكن في ظل الارتفاع الرهيب الذي يتمتع به المجتمع المصري في معدلات الزيادة السكانية، تصبح الخدمات التي يحصل عليها الفرد مقلصة مقارنة بحقوق المواطن في الدول الأخرى، وذلك لعدم قدرة الحكومة على توفير الخدمات المطلوبة، لان الحكومة في مصر توزع خدماتها على مجتمع قارب أفراده على الوصول إلى 100 مليون نسمة.

وأوضح أنه على الحكومة أن تجد حلولًا تشجيعية للمواطنين، حتى يتبنوا من خلالها فكرة تحديد النسل، مثلما فعلت وزارة الصحة في توفير أقراص منع الحمل بسعر مخفض وسبقها مشروع ألف يوم حياة.

وفي السياق ذاته قال الدكتور مينا، صيدلي، أن توفر أقراص منع الحمل بمثل هذا السعر في الصيدليات من شأنه أن يرفع نسبة أقبال النساء على شراء موانع الحمل، بعدما شهدت الفترة الماضية انخفاض في اعدام الأقراص الوزعة على الصيدليات، موضحًا أن هناك عدة وسائل تستخدم في منع الحمل ولكن الأقراص يكون لها المفعول الأقوى والأسهل، وذلك على حسب طلبات السيدات على نوعية مانع الحمل.

وأشار أن وزارة الصحة عليها أن تستمر في توفير أقراص منع الحمل بنفس السعر الذي ذكرته، حتى يظل هناك تقبل لفكرة تحديد النسل من جانب الأزواج، هذه بجانب التوعية التي يجب أن ينالها كل الشباب المقبلين على الزواج، وبهذا يكونون قادرين على تنظيم حياتهم الانجابية.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
سعر الدولار اليوم الجمعة 29 مارس 2024 في البنوك والسوق السوداء