اعلان

حماس تعلن وثيقة جديدة.. تتخلى عن الإخوان وتعود لحدود 67.. وخبراء: حبر على ورق ومليئة بالمراوغات

أدخلت حركة حماس، للمرة الأولى، تعديلًا على برنامجها السياسي، ووافقت على إقامة دولة فلسطينية على حدود عام 1967، مشدّدةً على الطابع السياسي غير الديني للنزاع مع إسرائيل.

وأتى هذا الإعلان قبل 48 ساعة من لقاء مرتقب بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس والرئيس الأميركي دونالد ترامب في البيت الأبيض.

وتتضمن وثيقة "المبادئ والسياسات العامة" 42 بندًا مقسمة على 11 عنوانًا، تتحدث فيها "حماس" عن تعريف نفسها ومشروعها ورؤيتها لمشروع التحرير والنظام السياسى، وتحمل مبادئ أساسية بالقضية بالفلسطينية ووحدة الشعب والأرض والقضية وتعريف النظام السياسي.

وفي هذا الصدد، قال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل لوكالة الأنباء الفرنسية، إنه يأمل أن تقوم الإدارة الأميركية الجديدة بـ"تحرّك أكثر جدية من أجل القضية الفلسطينية وأن تُغيّر المفاهيم الخاطئة عن الشعب الفلسطيني".

من جهته، أكّد نائب رئيس حركة حماس إسماعيل هنية، أنّ حركته ستجري اتصالات مع المجتمع الدولي ودول عربية لشرح الوثيقة الجديدة.

وردًّا على سؤال عن الاتصالات مع مصر والدول العربية والغربية لتسويق الوثيقة، قال هنية: "بالتأكيد، حماس ستجري اتصالات ولقاءات، سنكون منفتحين أمام أية إيضاحات أو استفسارات ومناقشات حول الوثيقة، بما يعزز سياسة واستراتيجية الانفتاح على الجميع".

- خبراء: الوثيقة مليئة بالعبارات المراوغة:

بينما رأي الخبراء أن هذه الوثيقة هي مراوغات فقط وليس حقيقة، حسبما أكد طارق البشبيشي القيادي الإخواني المنشق، حيث أكد أن وثيقة حماس الجديدة مليئة بالعبارات المراوغة والملغومة، وليس بها أى جديد على مستوى الأفكار الرئيسية للحركة والتي قامت على أساسها.

وأضاف "البشبيشي" في تصريح خاص لـ"أهل مصر"، أن مجرد خروج هذه الوثيقة من قطر يثير الريبة في صدق حماس بأنها فكت ارتباطها عن تنظيم الإخوان، كما أن هناك متناقضات أصيلة في الوثيقة، على رأسها اعترف حماس بحدود 4 يونيو 1967 وفى نفس الوقت ترى أن أرض فلسطين هي حدود 1948.

وتابع: "لا تعترف حماس بأوسلو رغم أنها دخلت الانتخابات وسيطرت على مجلس النواب والحكومة فى غزة بموجب التسليم السياسي بأوسلو، وهذا أكبر دليل على كم الانتهازية السياسية لدى الحركة، لافتًا إلى أن هناك تلميحا وإشارات من بين سطور الوثيقة تنبئ عن أن الحركة لا تعترف بشرعية منظمة التحرير الفلسطينية وتريد حماس أن تنقض على المنظمة كما انقضت على غزة".

وأشار إلى أن الحركة مرجعيتها إسلامية وهى بذلك تستمر فى الزج بالدين فى الصراع السياسي وتستغله لدغدغة مشاعر المتعاطفين مع القضية الفلسطينية، كما أنها استخدمت ألاعيب الإخوان في اختيار ألفاظ مطاطة وخادعة فى محاولة للمكسب السياسي طوال الوقت سواء برفع شعارات المقاومة أو تقديم نفسها للعالم كفصيل سياسي يعترف بأدوات الديمقراطية التي أثبتت الأيام عدم إيمانها بها إلا فى المرة الأولى لحظة الوصول للسلطة فقط.

- قيادي منشق: انفصال شكلي

أما طارق أبو السعد، القيادي المنشق عن جماعة الإخوان، فقال: إن إعلان حركة حماس فك الارتباط عن التنظيم الدولي لجماعة الإخوان سيكون انفصال شكلي، مشددًا على أنه جاء لمعايير سياسية تفرضها ظروف المنطقة على الحركة وليس انفصال بناء على قناعات.

وأضاف أبو السعد، في تصريح خاص لـ"أهل مصر"، أن حماس ستبقى على أفكار حسن البنا وإن غيرت فيها سيكون لعوامل سياسية، معتبرًا إن ما حدث هو نتيجة للعداء العام لمشروع الإسلاميين ومن ثم فإن حماس تسعى للتخلي عن صبغتها الإسلامية.

وأكد "أبو السعد" أنه ليس فشل للمشروع الإسلامي بالضبط ولكنه عدم نجاح، إذ تركت لهم الفرصة في السنوات الأخيرة وأدت سياستهم لخسارتهم للسلطة حتى في المناطق التي كانوا يحكموها منذ سنوات مثل قطاع غزة.

- التنظيم الدولي يعقد اجتماعًا للرد:

من جانبه عقد التنظيم الدولي للجماعة، عدة اجتماعات بالدوحة، للرد على وثيقة حماس، التي من أهم بنودها حذف الدعوة لتدمير إسرائيل، والإعلان عن فك ارتباط الحركة بجماعة الإخوان، كخطوة لتحسين علاقات حماس مع الدول العربية، ومصر.

وكشف أحمد عطا، الباحث في شئون الحركات الإسلامية، أن وثيقة حماس هي بمثابة إعلان الحرب على الثوابت التاريخية التي تؤكد عمق العلاقات بين جماعة الإخوان، وحركة حماس، التي هي بمثابة جناح عسكري لجماعة الإخوان منذ أن أسس الشيخ أحمد ياسين الحركة عام ١٩٨٧ مع سعيد الرنتيسي ومحمد شمعة وصلاح شحادة.

وأضاف عطا في تصريح خاص لـ"أهل مصر"، أنه قبل إعلان التأسيس كانت الحركة تعمل تحت اسم حركة الكفاح الإسلامي، ومنذ ذلك التاريخ وحماس لا تتخذ قرارًا إلا بعد الرجوع لمكتب إرشاد القاهرة قبل انهيار التنظيم بعد ثورة ٦٣٠، ولهذا قررت حماس أن تحدث ثورة في منهجيتها وثوابتها بجماعة الإخوان بعد انهيار مشروع الربيع العربي الأمريكي، والتي كان مخطط أن يكون لحركة حماس دور عسكري محوري في منطقة الشرق الأوسط.

وتابع: "لهذا أجرت قيادات الحركة عدة اجتماعات سرية في خان يونس واتخذت العديد من القرارات المصيرية بل وتخلت عن شعارها الذي ظل قيادات الحركة يرددونه وهو بأن صراع حماس مع إسرائيل صراع وجود وليس صراع حدود، وهذا الشعار عكس ما جاء بالوثيقة التي طرحتها حماس صباح اليوم الإثنين، بأنها حذفت عبارة الرغبة في تدمير إسرائيل، والالتزام بإقامة دولة على حدود ٦٧".

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
جولة الحسم| بث مباشر مباراتي مانشستر سيتي ووست هام وأرسنال ضد إيفرتون في الدوري الإنجليزي (لحظة بلحظة)