اعلان

الطريق إلى الحج مفروش بالدماء.. قصة "الحاجة زينب" ضحية حفيدها المراهق

في بيت مكون من 4 طوابق، عاشت الحاجة زينب معظم حياتها في ثراء فاحش عاشت حياة غامضة، فجيرانها يعرفون غناها ولكن لا يعرفون حياتها الغامضة لترحل وتترك ورائها غموضا أكثر من حياتها لتكون نهايتها بطريقة مأساوية ويا لها من أبشع طريقة.

انتقلت "أهل مصر" إلى مكان الجريمة لننقل عن قرب ما حدث.. فى البداية سمح لنا أحفاد الجدة المقتولة بالدخول إلى غرفتها الموجودة في شقة بالطابق الرابع ولكنهم رفضوا التصوير ففي غرفة واسعة، يوجد بها دولاب وسرير عليه مرتبة بيضاء ملأها الدم كان آخر ما تركته الحاجة زينب لأبنائها".

سألنا عن أبنائها فأخبرنا زوج حفيدتها ويدعى كرم، أن رجال المباحث حضروا قبل مجيئنا بساعة واحدة فقط، واقتدتهم إلى قسم الشرطة ولكنهم رفضوا الحديث في الموضوع مؤكدين أن الحقيقة لا يعلمها إلا الله.

وفي ورشة للسيارات مجاورة للعقار الذي شهد الجريمة البشعة قال لنا أحمد م، صاحب الورشة، انة يعرف القتيلة معرفة جيدة فقد كانت سيدة تتمتع بسمعة جيدة ولم يسمع عنها اى سوء، وكانت دائمة العطف على الفقراء فهى سيدة غنية تذهب كل عام إلى الحج.

وأضاف أنها تمتلك عدد من العقارات السكنية بالمنطقة وجميع أهالي المنطقة يعرفونها وهي لديها 4 أبناء وهم عصام حسين عزوز، وأشقائه محمد، وحسين وحسني وأحدهم يملك مقهى والآخر لدية سيارة نقل يحمل بها الطوب والآخران يملكان ورشة أسفل العقار، وبنتان متزوجتان أحدهما تقطن بنفس الشارع.

وأضاف: "الحاجة زينب" فضلت يومين ما ظهرتش ولكننى لم اتوقع ابدا ان تكون نهايتها بهذه الطريقة، الله يرحمك يا حجة زينب كنتى ست طيبة".

وتابع: "وفى يوم أكتشاف الجريمة فؤجئنا باصوات صراخ سيدات فى المنزل واعتقدنا فى البداية ان والدة الحاجة زينب توفت فهى سيدة مسنة تخطى سنها الـ100 عام وعندما صعدنا لشقتها اخبرنا أبنائها انهم عثروا على جثة الحاجة زينب مقتولة ودخلنا وجدنا الغرفة مبعثرة للغاية واثار دماء على المرتبة بينما كان جسدها ممدا وبعدها حضرت المباحث واخرجونا من المنزل.

أما عمر م، عامل بورشة مجاورة فقال ان السيدة المقتولة كانت محبوبة من الجميع ولكن أبنائها كانت طباعهم سيئة واصحاب مشاكل حيث كان الناس يتحاشوهم بسبب المشاجرات الدائمة بينهم على الاموال.

واستطرد قائلا انه يوم الحادث كان موجودا عندما سمع اصوات الصراخ تدخل من المنزل وان ابناء القتيلة اخبروهم ان حفيدها وهو طفل يدعى أحمد جمال وعمرة 17 سنة هو من قتلها لسرقتها والاستيلاء على اموالها ولكن الكل يعلم انه كانت هناك خلافات بين ابناء القتيلة وام ذلك الولد بسبب حب الحاجة زينب لبناتها اكثر من الاولاد وإغداق الاموال على بناتها وأطفالهم حتى أنها عندما تغضب منهم كانت تترك المنزل وتتوجه لتقيم مع ابنتها أم أحمد.

والتقطت منه أحدى الجارات طرف الكلام وقالت أن الحاجة زينب كانت تستعد لأداء فريضة الحج خلال الأشهر القليلة القادمة، كعادتها كل عام وأضافت أن جارتها كانت معتادة على وضع أموالها من التجارة فى مرتبة أسفلها.

واضافت ان البيت الذى تقطن به جارتها القتيلة من الصعب على اى شخص دخولة بسبب وجود ابنائها واحفادها بداخله بالإضافة الى أن ورشة أبنائها احمد ومحمد موجودة اسفل العقار وبالتالى يستحيل على اى شخص دخوله.

واضافت ان علاقة جارتها بأبنائها الأربعة كانت سيئة وانهم كانوا دائما يتشاجرون معها وانها كانت تحب ابنتيها اكثر من اولادها حتى ان أحفادها من البنات كانوا يقومون بخدمتها دائما وكانت لا تبخل عليهم بشيء.

وعلى بعد خطوات قليلة توجهنا الى منزل ابنة القتيلة وام المتهم حيث فؤجئنا بإغلاق الشقة وتركها وزوجها وابنها الآخر المنزل بعد القبض على ابنهم ولكن صاحب ورشة لبيع قطع غيار السيارات أسفل العقار يدعى عصمت الصعيدى، روى لنا قصة مغايرة حيث قال ان الواقعة تحمل غموضا كبيرا خاصة ان ابناء الحاجة زينب ساوموا الشيخ جمال بعد عثورهم على جثة والدتهم مقتولة وقالوا له تنازل عن المنزل ولن نتهمك انت ولا ابنك بقتلها.

وأضاف أن الشيخ جمال يعمل فى الالكترونيات وإصلاح الاجهزة ونجله أحمد الذى اتهمة ابناء القتيلة فى الحادث كان يسير على خطى والده وهو شاب محترم وجدته كانت تحبه.

تعود تفاصيل الواقعة عندما تلقى المقدم وائل عرفان رئيس مباحث قسم شرطة حلوان بلاغًامن شرطة النجدة بوجود جثة داخل عقار بمساكن أفكرو وبالانتقال والفحص عثر على جثة سيدة تدعى زينب علي علي فرج، 72 سنة، وتبين أن السيدة تقيم في عقار مكون من «5 أدوار» يسكن به أولادها، وهي تعيش في شقة منفصلة مع والدتها التي تبلغ من العمر 100 عامًا، ومصابة بـ«الزهايمر» وكشفت مناظرة النيابة للجثة عن انتفاخ البطن والوجه وتغيير لونه إلى اللون الداكن، بالإضافة إلى وجود دماء بالأنف والأذن والفم، وخروج جزء من اللسانووجود كدمات بالساعد اليمين نتيجة لآثار عنف أدت إلى تغيير لو الأصابع.

وكشفت تحقيقات النيابة عن سرقة 3 "غوايش" كانت ترتديها المجني عليها باليد اليمنى، بالإضافة إلى سرقة مبلغ مالى غير محدد قيمته، وبالتحقيق مع أهل المجني عليها وبسؤال نجلها "محمد ح" 47 سنة، صاحب كافتيريا ومقيم دائرة القسم اتهم نجل شقيقته "أحمد ر" 18 سنة، طالب ومقيم ـ دائرة قسم شرطة المعصرة بسبب سابقة قيامه بسرقتها مرتين بأسلوب المغافلة ولم يقم بالإبلاغ.

وبإجراء التحريات وجمع المعلومات تبيَّن صحة الواقعة وأن المتهم وراء ارتكابها، وعقب تقنين الإجراءات تم إعداد الأكمنة اللازمة بالأماكن التي يتردد عليها أسفرت إحداها عن ضبطه، وبمواجهته اعترف بارتكاب الواقعة بقصد السرقة وأقر بأنه نظرا لمروره بضائقة مالية اختمرت فى ذهنه فكرة سرقة المجني عليها لكونه يتردد عليها وتنفيذًا لذلك انتظر لحين استغراقها فى النوم ودخل إلى غرفتها وقام بالعبث بمحتويات الغرفة فاستشعرت بوجوده فقام بكتم أنفاسها وخنقها بإيشارب حتى فارقت الحياة خشية فضح أمره، وقام بالاستيلاء على مشغولات ذهبية عبارة عن (سلسلة، دلاية)، كارت فيزا خاصة بصرف معاش "كرامه" تابعه لوزارة التضامن الاجتماعي،وتم بإرشاده ضبط المسروقات بمسكنه والإيشارب المستخدم فى ارتكاب الواقعة.

تم تحرير محضر بالواقعة، وبالعرض على النيابة العامة، أمر المستشار أحمد مدكور، وكيل النائب العام بحلوان، بنقل الجثمان لـ«مشرحة زينهم»؛ لتشريحه، وبيان أسباب الوفاة، واستدعاء أبناء المتوفية، عصام حسين عزوز، وأشقائه محمد، وحسين وحسني، وطلب تحريات المباحث حول الواقعة، وضبط المشتبه فيه.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً