مثالًا رائعًا ونموذجا يحتذي به للمرأة المصرية المثابرة التي تتحدي الظروف المعيشية الصعبة وتتغلب عليها، فعلي الرغم أنها لا تملك من المال ما يجعلها تفتح مشروعًا أو تستأجر محل، إلا أنها فضلت السعي وراء رزقها مادامت على قيد الحياة دون أن تنتظر أن يعطف عليها أحد بالمال.
التقت "أهل مصر" بالحاجة فهيمة، التي تبلغ السبعين من عمرها، وتظهر عليها ملامح اعتراها الكبر والعجز من التعب والإنهاك، حيث توفي زوجها وترك لها 7 أبناء، فقررت أن تعمل وتبحث وراء لقمة العيش، من خلال عربة من الخشب صغيرة جدا تجرها، عليها قفص به طيور مختلفة، ويعلو القفص أكياس بها دواجن مذبوحة ومجهزة على الطهى، تجوب بهذه العربة الخشبية الصغيرة العديد من شوارع الإسكندرية، وتنادي بأعلى صوتها على زبائنها.
"زوجي متوفي من 20 سنة، وعندي 3 صبيان و4 بنات متزوجين، وعايشة في غرفتين شركة مع ناس" بهذه الكلمات بدأت الحاجة فهيمة حديثها لـ"أهل مصر"، مضيفة: "عربيتي الخشب هي أكل عيشي وببيع جوزين أرانب وجوزين فراخ بلف أبيعهم، وممكن زبون يطلب منى إنى أدبحله أرنب أو فرخة وبسترزق".
وأضافت العجوز التي مازالت تكافح من أجل لقمة العيش: "أنا عايشة من خلال معاش والدي والعربية اللي شغالة عليها، وبحب الشغل وبحب السعى وربنا دايمًا بيجبر بخاطرى وبرجع البيت مبسوطة، وبشترى الطيور بتاعة بكرة وكل يوم على كده والحمد لله ربنا مقويني وبقدر أشتغل".
وتابعت صاحبة عربة الطيور: "الشغل مش عيب، العيب إنى أمد أيدي أطلب من الناس بغير حق، وطول ما ربنا رزقنى الصحة لن أكف عن العمل وسأعمل حتى أموت في عملى"، مطالبة المسؤولين بتوفير شقة لها، قائلة: "أنا محتاجة شقة علشان أنا ساكنة في حجرتين شركة مع ناس تانية".
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
