في ظل اهتمام العالم بمحاصرة الأمراض والأوبئة التي تنشتر من حين لآخر، وتحصد أرواح آلاف المواطنين، ظهر هناك اهتمام بتدشين عدة حملات تدعو إلى الاهتمام بالنظافة لأن إهمالها يشكل خطر كبير على صحة الإنسان مثل حملة غسل اليدين، التي بدأت عام 2008.
وتحتفل مصر اليوم الجمعة الموافق الخامس من مايو باليوم العالمي "لغسل اليد" من خلال تعاون وزارة الصحة والسكان مع مكتب منظمة الصحة العالمية في مصر، ووزارة الشباب والرياضة، ووزارة التعليم، لإقامة احتفالية بالملاعب الرياضية بحي الأسمرات بالمقطم، تحت شعار "اغسل إيديك واحمي نفسك واللي حواليك".
ويعرف اليوم العالمي لغسيل اليد بـ GHD اختصارًا لـ " Global Handwashing Day"، واليوم هو عبارة عن حملة تهدف لحث ملايين الأفراد في العالم على غسل أيديهم بالصابون، ورفع الوعي بأهمية غسل اليدين بالصابون باعتبارها عاملًا أساسيًا في الوقاية من الأمراض.
ويرجع تاريخ تدشين هذه الحملة إلى عام 2008 وقت الاحتفال السنوي بالأسبوع العالمي للمياه، الذي تم عقده في "ستوكهولم"، واحتفل العالم لأول مرة باليوم العالمي لغسيل اليدين في 15 أكتوبر 2008، وهو اليوم الذي اختارته الجمعية العامة للأمم المتحدة تزامنًا مع إعلان الأمم المتحدة عام 2008 عامًا دوليًا للصرف الصحي.
أصحاب الحملة
أطلقت الشراكة العالمية بين القطاعين العام والخاص المكونة من البنك الدولي وبرنامج المياه والصرف الصحي ووصندوق الأمم المتحدة للطفولة والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، شركة بروكتر آند جامبل، شركة يونيليفر، المجلس التعاوني لتوفير المياه والصرف الصحي، ومركز الصحة بكلية لندن للصحة وطب الأمراض الاستوائية، دعوة للاحتفال بيوم عالمي لغسل اليدين بالصابون عام 2008، باعتباره وسيلة للحث على الاهتمام بغسل اليدين على على الصعيد المحلي والعالمي.
أهمية حملة غسل اليدين
إن غسل اليدين بالصابون بوصفه سلوكًا تلقائيًا يمارس في المنازل والمدارس ومختلف المجتمعات في العالم من أنجح الطرق وأقلها تكلفة للوقاية من الإسهال والعدوى التنفسية الحادة.
ويعد الالتهاب الرئوي، أحد أهم أمراض العدوى التنفسية الحادة، السبب الأول لوفيات الأطفال الذين لم يكملوا سن الخامسة، نظرًا لأن هذه الأمرض تحصد أرواح ما يقرب من 1.8 مليون طفل سنويًا، ويحصد الإسهال والالتهاب الرئوي معا أرواح حوالي 3.5 مليون طفل سنويًا.
أنشطة اليوم العالمي لغسل اليدين حول العالم
شارك عدد كبير من الدول في الاحتفال بهذا اليوم، منها زامبيا، المملكة المتحدة، تيمور الشرقية، طاجيكستان، سيريلانكا، سيراليون، رواندا، الفلبين، باكستان، نيبال، منغوليا، ماليزيا، مدغشقر، جمهورية لاو الديمقراطي، كينيا، العراق، الهند، غانا، ألمانيا، إثيوبيا، مصر، الصين، كمبوديا، أفغانستان، وأخيرًا بنغلاديش.
وفي عام 2008، قامت مصر بتدشين مبادرة اليوم العالمي لغسل اليدين كجزء من مشروع التثقيف بشأن الصرف الصحي والنظافة الصحية في المدارس والمدعوم من اليونيسيف والسلطات المحلية ووزارة التعليم، والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية والهيئة العامة لمرفق مياه الشرب في مصر.
ويشارك في هذا المشروع المدرسون ومجالس الآباء وتلاميذ حوالي 159 مدرسة ابتدائية والمجتمعات المحلية في 3 مراكز بمحافظة سوهاج، وهي "دار السلام وجهينة وساقلته".
ومن جانبهم، بذل التلاميذ مجهودًا لجعل الاحتفال باليوم العالمي لغسل اليدين احتفالًا رائعًا، وساعدهم على ذلك مدرسوهم وأولياء أمورهم.
وزين سور المدرسة حينها بالملصقات والرسومات التي قام بها التلاميذ، وأنشد الأطفال الأغاني والأناشيد عن فوائد غسل اليدين بالصابون والتي حفظوها خصيصًا لهذه المناسبة، وفي وقت لاحق، صعدت مجموعة من الفتيان خشبة المسرح وقدموا أمام حشد كبير من أقرانهم وأولياء أمورهم ومدرسيهم وبعض المسؤولين المحليين مسرحية لمدة 5 دقائق كتبوها، بمساعدة أساتذتهم، عن أهمية النظافة الشخصية والبيئة.
أما عن الصين، فقد احتفلت هي الأخرى باليوم العالمي لغسل اليدين بعمل أنشطة تعليمية عن الوسائل المثلى لغسل اليدين واشترك فيها 8 مليون تلميذ في مدارس 10 أقاليم صينية، وأعلن مسؤولون في وزارة التعليم وشركاء آخرون من القطاعين العام والخاص عم افتتاح مؤسسة "سور الصحة العظيم"، وتهدف هذه المؤسسة لتوعية 100 مليون طفل صيني بحلول عام 2015، بالإضافة لوضع لوحات إعلانية في أنحاء الصين وبث إعلانات تليفزيونية للتذكير بالمشاركة في الاحتفال.
وكان لإثيوبيا دور في المشاركة بالاحتفال بهذا اليوم، حيث شارك 300 تلميذ من 5 مدارس ابتدائية في فعاليات اليوم العالمي لغسل اليدين في ميدان ماسكال لمدة نصف يوم، واحتشد الأطفال في مسيرة في الميدان وغنوا جميعًا لتعزيز أهمية غسل اليدين بالصابون بوصفه ممارسة صحية مهمة.
وشاركت مدغشقر على مدار أسبوع كامل، باحتفال 19 مدرسة ابتدائية في اليوم العالمي لغسل اليدين وتوجت الفعاليات والأنشطة التي أقيمت على مستوى المدارس والمجتمعات المحلية لغسل اليدين بالصابون بقيام 3.5 مليون طفل بغسل أيديهم بالصابون عند ظهر يوم الـ 15 من أكتوبر والذي يوافق اليوم العالمي لغسل اليدين.
وترأس رئيس الدولة "رافالومانا" احتفالات هذا اليوم، وأصدرت ثلاث وزارات بيانًا مشتركة طالبت فيه من رئيس الوزراء جعل اليوم العالمي لغسل اليدين مناسبة قومية، وفي نفس اليوم أيضًا، سار التلاميذ في موكب عبر شوارع العاصمة في إطار الاحتفالات بهذه المناسبة.
ومن جانبها احتفلت المملكة المتحدة باليوم العالمي لغسل اليدين من خلال مجموعة من الأنشطة التي تركز على رفع الوعي العام، وشارك الأطفال في سن المدرسة في الاحتفال بفعاليات هذه المناسبة، وأعلنت كلية لندن للصحة وطب الأمراض الإستوائية نتائج دراسة عن نسبة تلوث أيدي ركاب المواصلات في 5 مدن بريطانية.
بالإضافة إلى تنظيم وكالة حماية الصحة حملات ترويجية تفاعلية لغسل اليدين في المناطق الفقيرة في لندن، وأجريت مسابقة لتصميم بوستر لفئة الأطفال من 6-11 سنوات، مما منحهم الفرصة للتفكير في طرق للترويج لغسل اليدين، وحصل الأطفال على جائزة فريدة من نوعها لزيارة الهند ورؤية برامجها للدعوة لغسل اليدين.
أما بالنسبة للأنشطة التي أجريت بالتعاون مع صناع السياسات، فقد تضمنت حدث إعلامي ضم بعض النواب في البرلمان، بالإضافة إلى تقديم طلب إحاطة للحكومة لدعم الترويج للنظافة الشخصية.
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
