اعلان

ذكر هذا الإسم 11 مرة في القرآن.. من هو إبليس وأعوانه وطرق التخلص منه

"أبليس" مشهورٌ جداً لدى القاصي والداني بحيث لا يكاد يوجد أحدٌ لا يعرفه و لم يحتكّ به سواءً من قريب أو من بعيد ، أعاذنا الله و إياكم من شروره و مكائده و وساوسه .

قال العلامة الراغب: الإبلاس : الحزن المعترض من شدة البأس ، يقال : أبلس ، و منه اشتق إبليس فيما قيل .

قال العلامة الطُريحي: إبليس إفعيل من أبلس أي يئس من رحمة الله ، يقال إنه اسم أعجمي فلذلك لا ينصرف ، و قيل عربي.

و لقد تكررت مفردة " إبليس " في القرآن الكريم 11 مرة .

و إبليس اسم خاص للشيطان الذي أغوى آدم و زوجته حواء، قال الله تعالى : ﴿ فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُواْ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ ﴾.

و إبليس هو الذي عصى أمر الله جَلَّ جَلالُه و إمتنع من السجود لآدم ( عليه السَّلام ) و استكبر فأبعده الله عَزَّ و جَلَّ عن رحمته .

قال الله جَلَّ جَلالُه : ﴿ وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِّن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ * فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُواْ لَهُ سَاجِدِينَ * فَسَجَدَ الْمَلآئِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ * إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى أَن يَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ * قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا لَكَ أَلاَّ تَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ * قَالَ لَمْ أَكُن لِّأَسْجُدَ لِبَشَرٍ خَلَقْتَهُ مِن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ * قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ * وَإِنَّ عَلَيْكَ اللَّعْنَةَ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ ﴾ .

و منذ ذلك الوقت و إبليس يجهد في إغواء بني آدم و ذريته بكل ما لديه من الوسائل و السبل ، و هذا القرآن الكريم يُحدثنا عن عزم إبليس على إضلال الناس جميعاً إلا عباد الله المخلصين ، فيقول : ﴿ قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ ﴾.

و يقول أيضاً عن لسان إبليس : ﴿ قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ * ثُمَّ لآتِيَنَّهُم مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَآئِلِهِمْ وَلاَ تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ * قَالَ اخْرُجْ مِنْهَا مَذْؤُومًا مَّدْحُورًا لَّمَن تَبِعَكَ مِنْهُمْ لأَمْلأنَّ جَهَنَّمَ مِنكُمْ أَجْمَعِينَ ﴾.

جنود إبليس و أعوانه :

إن إبليس اللعين و الشيطان الرجيم ليس وحيداً في محاولاته لإغواء البشر و جرِّهم إلى الفساد و الإفساد و ترغيبهم إلى أنواع الرذائل و الخطايا و الموبقات و تزينها في أعينهم ، بل يستعين بجنوده و أعوانه و مساعديه من شياطين الجن و الأنس ، و هذا ما أشارت إليه الآيات القرآنية و الأحاديث الشريفة .

قال عَزَّ مِنْ قائل : ﴿ وَجُنُودُ إِبْلِيسَ أَجْمَعُونَ ﴾.

و قال جَلَّ جَلالُه عن لسان إبليس : ﴿ قَالَ أَرَأَيْتَكَ هَذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إَلاَّ قَلِيلاً * قَالَ اذْهَبْ فَمَن تَبِعَكَ مِنْهُمْ فَإِنَّ جَهَنَّمَ جَزَآؤُكُمْ جَزَاء مَّوْفُورًا * وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِم بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الأَمْوَالِ وَالأَوْلادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلاَّ غُرُورًا ﴾.

و قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب في كتاب له إلى الحارث الهمذاني : " ... وَ احْذَرِ الْغَضَبَ فَإِنَّهُ جُنْدٌ عَظِيمٌ مِنْ جُنُودِ إِبْلِيسَ ... " .

إِخْوَانُ الشَّيَاطِينِ :

قال الله عَزَّ وَ جَلّ: ﴿ إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُواْ إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا ﴾

وَ رَوَى الشَّيْخُ أَبُو الْفُتُوحِ الرَّازِيُّ فِي تَفْسِيرِهِ ، عَنْ عَكَّافِ بْنِ وَدَاعَةَ الْهِلَالِيِّ ، قَالَ :

أَتَيْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ( صلى الله عليه و آله ) ، فَقَالَ لِي : " يَا عَكَّافُ أَ لَكَ زَوْجَةٌ " ؟

قُلْتُ : لَا .

قَالَ : " أَ لَكَ جَارِيَةٌ " ؟

قُلْتُ : لَا .

قَالَ : " وَ أَنْتَ صَحِيحٌ مُوسِرٌ " ؟

قُلْتُ : نَعَمْ ، وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ .

قَالَ : " فَإِنَّكَ إِذاً مِنْ إِخْوَانِ الشَّيَاطِينِ ، إِمَّا أَنْ تَكُونَ مِنْ رُهْبَانِ النَّصَارَى ، وَ إِمَّا أَنْ تَصْنَعَ كَمَا يَصْنَعُ الْمُسْلِمُونَ ، وَ إِنَّ مِنْ سُنَّتِنَا النِّكَاحَ ، شِرَارُكُمْ عُزَّابُكُمْ ، وَ أَرَاذِلُ مَوْتَاكُمْ عُزُّابُكُمْ ـ إِلَى أَنْ قَالَ ـ وَيْحَكَ يَا عَكَّافُ ، تَزَوَّجْ ، تَزَوَّجْ فَإِنَّكَ مِنَ الْخَاطِئِينَ "

قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ زَوِّجْنِي قَبْلَ أَنْ أَقُومَ .

فَقَالَ ( صلى الله عليه و آله ) : " زَوَّجْتُكَ كَرِيمَةَ بِنْتَ كُلْثُومٍ الْحِمْيَرِيِّ " .

عمر إبليس :

إبليس من المُعمرين و هو ذو عمر طويل جداً و لا يموت بل يبقى حياً إلى يوم القيامة ، و إلى هذا الأمر يُشير القرآن الكريم حيث يقول : ﴿ قَالَ رَبِّ فَأَنظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ * قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنظَرِينَ * إِلَى يَومِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ ﴾.

إبليس من الجن :

هذا و يُصرِّح القرآن الكريم بأن إبليس كان من الجن و لم يكن من الملائكة ، قال الله تعالى : ﴿وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاء مِن دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا ﴾ .

اسم إبليس و كُنيته :

عن العلامة الطُريحي نقلاً عن ابن عباس و قتادة و ابن جرير و الزجاج و ابن الأنباري : كان إبليس من الملائكة من طائفة يقال لهم الجن ، و كان اسمه بالعبرانية عزازيل ـ بزاءين معجمتين بينهما ألف ـ فلما عصى الله لعنه و جعله شيطاناً مريداً ، و بالعربية الحارث .

و عن العلامة الطُريحي أيضاً نقلاً عن كتاب حياة الحيوان للدميري : أن كُنية إبليس هو أبو مُرَّة .

الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم :

وَ كَانَ مِنْ دُعَاءِ الإمام زين العابدين إِذَا ذُكِرَ الشَّيْطَانُ فَاسْتَعَاذَ مِنْهُ وَ مِنْ عَدَاوَتِهِ وَ كَيْدِهِ

اللَّهُمَّ إِنَّا نَعُوذُ بِكَ مِنْ نَزَغَاتِ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ وَ كَيْدِهِ وَ مَكَايِدِهِ ، وَ مِنَ الثِّقَةِ بِأَمَانِيِّهِ وَ مَوَاعِيدِهِ وَ غُرُورِهِ وَ مَصَايِدِهِ . وَ أَنْ يُطْمِعَ نَفْسَهُ فِي إِضْلَالِنَا عَنْ طَاعَتِكَ ، وَ امْتِهَانِنَا بِمَعْصِيَتِكَ ، أَوْ أَنْ يَحْسُنَ عِنْدَنَا مَا حَسَّنَ لَنَا ، أَوْ أَنْ يَثْقُلَ عَلَيْنَا مَا كَرَّهَ إِلَيْنَا .

اللَّهُمَّ اخْسَأْهُ عَنَّا بِعِبَادَتِكَ ، وَ اكْبِتْهُ بِدُءوبِنَا فِي مَحَبَّتِكَ ، وَ اجْعَلْ بَيْنَنَا وَ بَيْنَهُ سِتْراً لَا يَهْتِكُهُ ، وَ رَدْماً مُصْمِتاً لَا يَفْتُقُهُ .

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ ، وَ اشْغَلْهُ عَنَّا بِبَعْضِ أَعْدَائِكَ ، وَ اعْصِمْنَا مِنْهُ بِحُسْنِ رِعَايَتِكَ ، وَ اكْفِنَا خَتْرَهُ ، وَ وَلِّنَا ظَهْرَهُ ، وَ اقْطَعْ عَنَّا إِثْرَهُ .

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ ، وَ أَمْتِعْنَا مِنَ الْهُدَى بِمِثْلِ ضَلَالَتِهِ ، وَ زَوِّدْنَا مِنَ الْتَّقْوَى ضِدَّ غَوَايَتِهِ ، وَ اسْلُكْ بِنَا مِنَ التُّقَى خِلَافَ سَبِيلِهِ مِنَ الرَّدَى .

اللَّهُمَّ لَا تَجْعَلْ لَهُ فِي قُلُوبِنَا مَدْخَلًا وَ لَا تُوطِنَنَّ لَهُ فِيمَا لَدَيْنَا مَنْزِلًا .

اللَّهُمَّ وَ مَا سَوَّلَ لَنَا مِنْ بَاطِلٍ فَعَرِّفْنَاهُ ، وَ إِذَا عَرَّفْتَنَاهُ فَقِنَاهُ ، وَ بَصِّرْنَا مَا نُكَايِدُهُ بِهِ ، وَ أَلْهِمْنَا مَا نُعِدُّهُ لَهُ ، وَ أَيْقِظْنَا عَنْ سِنَةِ الْغَفْلَةِ بِالرُّكُونِ إِلَيْهِ ، وَ أَحْسِنْ بِتَوْفِيقِكَ عَوْنَنَا عَلَيْهِ .

اللَّهُمَّ وَ أَشْرِبْ قُلُوبَنَا إِنْكَارَ عَمَلِهِ ، وَ الْطُفْ لَنَا فِي نَقْضِ حِيَلِهِ .

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ ، وَ حَوِّلْ سُلْطَانَهُ عَنَّا ، وَ اقْطَعْ رَجَاءَهُ مِنَّا ، وَ ادْرَأْهُ عَنِ الْوُلُوعِ بِنَا .

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ ، وَ اجْعَلْ آبَاءَنَا وَ أُمَّهَاتِنَا وَ أَوْلَادَنَا وَ أَهَالِيَنَا وَ ذَوِي أَرْحَامِنَا وَ قَرَابَاتِنَا وَ جِيرَانَنَا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَ الْمُؤْمِنَاتِ مِنْهُ فِي حِرْزٍ حَارِزٍ ، وَ حِصْنٍ حَافِظٍ ، وَ كَهْفٍ مَانِعٍ ، وَ أَلْبِسْهُمْ مِنْهُ جُنَناً وَاقِيَةً ، وَ أَعْطِهِمْ عَلَيْهِ أَسْلِحَةً مَاضِيَةً .

اللَّهُمَّ وَ اعْمُمْ بِذَلِكَ مَنْ شَهِدَ لَكَ بِالرُّبُوبِيَّةِ ، وَ أَخْلَصَ لَكَ بِالْوَحْدَانِيَّةِ ، وَ عَادَاهُ لَكَ بِحَقِيقَةِ الْعُبُودِيَّةِ ، وَ اسْتَظْهَرَ بِكَ عَلَيْهِ فِي مَعْرِفَةِ الْعُلُومِ الرَّبَّانِيَّةِ .

اللَّهُمَّ احْلُلْ مَا عَقَدَ ، وَ افْتُقْ مَا رَتَقَ ، وَ افْسَخْ مَا دَبَّرَ ، وَ ثَبِّطْهُ إِذَا عَزَمَ ، وَ انْقُضْ مَا أَبْرَمَ .

اللَّهُمَّ وَ اهْزِمْ جُنْدَهُ ، وَ أَبْطِلْ كَيْدَهُ وَ اهْدِمْ كَهْفَهُ ، وَ أَرْغِمْ أَنْفَهُ .

اللَّهُمَّ اجْعَلْنَا فِي نَظْمِ أَعْدَائِهِ ، وَ اعْزِلْنَا عَنْ عِدَادِ أَوْلِيَائِهِ ، لَا نُطِيعُ لَهُ إِذَا اسْتَهْوَانَا ، وَ لَا نَسْتَجِيبُ لَهُ إِذَا دَعَانَا ، نَأْمُرُ بِمُنَاوَأَتِهِ مَنْ أَطَاعَ أَمْرَنَا ، وَ نَعِظُ عَنْ مُتَابَعَتِهِ مَنِ اتَّبَعَ زَجْرَنَا .

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ خَاتَمِ النَّبِيِّينَ ، وَ سَيِّدِ الْمُرْسَلِينَ ، وَ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ الطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِينَ ، وَ أَعِذْنَا وَ أَهَالِيَنَا وَ إِخْوَانَنَا وَ جَمِيعَ الْمُؤْمِنِينَ وَ الْمُؤْمِنَاتِ مِمَّا اسْتَعَذْنَا مِنْهُ ، وَ أَجِرْنَا مِمَّا اسْتَجَرْنَا بِكَ مِنْ خَوْفِهِ ، وَ اسْمَعْ لَنَا مَا دَعَوْنَا بِهِ ، وَ أَعْطِنَا مَا أَغْفَلْنَاهُ ، وَ احْفَظْ لَنَا مَا نَسِينَاهُ ، وَ صَيِّرْنَا بِذَلِكَ فِي دَرَجَاتِ الصَّالِحِينَ وَ مَرَاتِبِ الْمُؤْمِنِينَ ، آمِينَ رَبَّ الْعَالَمِينَ.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً