اعلان

أحد أبطال أكتوبر يروي لـ"أهل مصر" تفاصيل الحرب: "عرفنا بقرار الهجوم قبل ربع ساعة" (صور)

في العاشر من رمضان، الموافق اليوم الإثنين، يحتفل الشعب المصري بذكرى حرب أكتوبر المجيدة التي ردت اعتبار العرب والعروبة، وانتصر فيها الجيش المصري على نظيره الإسرائيلي، محطمًا أسطورة الجيش الذي لا يقهر.

وأجرت "أهل مصر" حوارًا مع أحد أبطال حرب أكتوبر البطل "عزت محمد محمد قدادة"، والذي تم أسره على يد العدو الإسرائيلي، وإلى نص الحوار..

- كيف التحقت بالقوات المسلحة للمشاركة في حرب أكتوبر؟

البدية كانت عند حصولي على شهادة معفاة من التجنيد نهائيًا من منطقة التجنيد، ولكن بعد حرب النكسة ذهبت إلى مكتب تجنيد المركز وطلبت منه أن أنضم إلي التجنيد، فرفض رفضا قاطع لأنني أخذت معافاة نهائية من الخدمة، فانطلقت إلى مكتب تجنيد الإسكندرية، والتقيت مع قائد المكتب وطلبت منه أن أنضم إلى التجنيد، وعندما رأى حماسي الوطني تجاه الوطن، وافق على تجنيدي فكنت في غاية السعادة، وتم تجنيدي في الفرقة الرابعة مدرعة، اللواء الثالث السارية الثالثة، بقرية عجروت بمدينة السويس وكنت أقود دبابة في السرية.

- كيف تم أخذ قرار حرب أكتوبر:

قبل حرب أكتوبر بأيام قليلة أخبرتنا القيادة الحربية أننا سنقوم بمشروع تدريب تكتيكي لتغيير الأماكن، وكنا كثيرا ما نقوم بهذا المشروع لمدة عدة أيام ولم يخبرونا بأننا سنحارب، وأيضا لم يكن هناك أي شواهد للحرب إطلاقا، وفجأة أخبرتنا القيادة الحربية أنه سيكون هناك بعد "ربع ساعة" فقط، طلعة جوية للمقاتلات المصرية لدك الأماكن والمنشئات العسكرية والحيوية للعدو الإسرائيلي، وبالفعل بعد "ربع ساعة" شاهدنا أول سرب طائرات بأعداد كثيفة وعلى مستوي منخفض من الأرض يتجه إلي مواقع العدو فأخبرتنا القيادة الحربية بعد عودة الطائرات أن الضربة الجوية نجحت بنسبة 100% وأصابت حركة العدو بالشلل التام، حينها استشعرنا بالفرح الشديد لأننا كنا متشوقين للحرب والاشتباك مع العدو خصوصا بعد حرب النكسة وكان يطاردنا إلحاح من داخل كل جندي وصف وضابط بأخذ الثائر، بدأت الحرب وأخذت القوات تتقدم وتعبر قناة السويس وتحطم خط برليف التي كان يلقبه العدو بالمنيع، وبعد يومين من الاشتباك أخذنا أوامر عسكرية بضرورة تدخل سلاح المدرعات لتطوير الهجوم، وعلى الفور عبر سلاح المدرعات قناة السويس وتوغلنا في عمق سيناء حوالي مسافة 7 كيلو من التي كان يسيطر عليها العدو حتى جاءت قوات الثغرة فجاءت الأوامر العسكرية بضرورة التراجع لمواجهة قوات الصغرة في الخلف.

*قوات الثغرة الإسرائيلية اخترقت المناطق التي سيطر عليها الجيش المصري وتم التعامل معها وردعها

- ماهي قوات الثغرة وكيف جاءتكم من الخلف؟

قوات الثغرة هي قوات العدو الإسرائيلي، ارتدت زي القوات المسلحة المصرية واستخدمت سيارت مشابهة لسيارت الجيش المصري، ووضعو العلامات والإشارت التي سهلت لهم الاختراق ودخلو من المسافة الفارغة بين الجيش الثاني والثالث الميداني وتمركزوا في الضفة الغربية المصرية، وعلى الفور تم سحب قوات تطوير الهجوم وهو سلاح المدرعات وعدنا وتمركزنا في قرية تسمي "جنيفة" على خط قناة السويس، وكان العدو أمامنا في الضفة الغربية، وتم الاشتباك لمدة ساعات وأثناء الاشتباك تم إصابة الدبابة التي كنت أقودها واشتعلت النيران بها.

تركت الدبابة ونزلت على الأرض فوجدت الكثير من الجثث غارقة في دمائها ودخلت القرية ومكثت بها يومين وفي اليوم الثالث خرجنا جميعا عسكرين ومدنين من أهل القرية لنسلم أنفسنا لأقرب نقطة تمركز للقوات المصرية، ولكن في الطريق قابلتنا دورية إسرائلية مكونة من مجنزرتين وبهما عدد من جنود العدو، حيث قامو بتفتيشنا واصطحابنا جميعا إلى نقطة تمركز القوات الإسرائلية في الضفة الغربية ومنها أخذونا إلى غزة، وفي اليوم الأول من تواجدنا في سجن غزة نزعت الملابس العسكرية وارتديت ملابس المدنية كانت برفقت أحد المدنين المعتقلين معنا من أهل القرية، واسجوبتنا المخابرات الإسرائلية لمدة 8 أيام في سجون غزة وتعاملو معي على أنني مدني فقاموا بترحيل زملائي الذين كانوا يرتدون زي عسكري إلى إسرائيل، وأخذوني مع المدنين وأطلقوا سراحنا قبل تمركز القوات المصرية بكيلو فقط.

*تم أسري واستجوابي في سجون غزة وارتديت لبس مدني للعودة إلى الجيش المصري

- كيف استقبلتكم القوات المصرية بعد أسركم في سجون العدو؟

عند وصولنا إلى نقطة تمركز الجيش المصري سئلوني فأجبت بأنني جندي وتم أسري وإطلاق سراحي لأنني كنت أرتدي زي مدني، فأرسلوني إلى مقر المخابرات الحربية المصرية لاستجوابي، وبالفعل ذهبت إلى مقر المخابرات واستقبلوني استقبال حافل، واستجوبوني عن الذي رأيته في سجون إسرائيل، وأسماء زملائي الذين على قيد الحياة، وأيضا المصابين منهم والشهداء، والأسري الذين كانوا معي، وفي نهاية الاستجواب أعطوني جوابا وأرسلوني بدون أي حراسة أو مندوب إلى مدرسة المدرعات، وعند عودتي لمدرسة المدرعات أعطوني مهمات أخري، وجواب إلى منطقة "ألماظة" حيث إن هذه المنطقة كان يتجمع بها الجنود الشاردين مثلي ويأتي من كل سلاح مندوب يأخذ جنود سلاحه، فأخذني مندوبي وعت مرة أخرى إلى وحدتي في جبل "عتاقة" وبمجرد وصولي إلى الوحدة جمعونا في أرض الطابور بالملابس المدنية وأخذنا أمر مباشرة من القيادة بفتح طريق مصر السويس بالقوة.

- كيف فتحتم هذا الطريق ولماذا تم إغلاقه:

قوات العدو الإسرائيلي في هذا الوقت كانت أغلقت طريق مصر السويس بشكل كامل، وذلك لأنهم لم يستطيعوا دخول مدينة السويس لأن زملائنا أذاقوهم جميع ألوان العذاب وحرقوهم بالنيران ومثلوا بجثث الجنود الإسرائيليين، فكانت مهمتنا الاشتباك مع العدو وفتح هذا الطريق بالقوة فكنت أخرج من الدبابة وأزحف على صدري وأنظر في المكبرة إلى نقاط تمركز العدو وأقدر المسافة من خلف الساتر الترابي، واتصل بطاقم الدبابة وأعطيهم المعلومات الكافية عن الهدف والمسافة لضبط زواية المدفعية، وبعد انطلاق مدفعية الدبابة ترجع الدبابة خلف الساتر الترابي فنجد وابل من الرصاص على الساتر التي كنت استطلع منه، وتمكنا من فتح طريق مصر السويس بالقوة وتقدمنا علي العدو الإسرائيلي وفجأة جاءت الأوامر من القيادة الحربية بوقف إطلاق النار لأن الزعيم الراحل أنور السادات حينها كان يجري مفاوضات مع العدو الصهيوني، وبعد المفاوضات تم سحب القوات الإسرائلية من باقي الأراضي المصرية وعادت مصر حرة مستقلة من جديد بفضل الله أولا ثم الجيش المصري البطل.

- أي العصور أفضل السادات أو مبارك أو السيسي

لقد عاصرت هولاء الزعماء الثلاثة الرئيس السادات كان بطل الحرب والسلم حرب النكسة هدمة الجيش المصري وكبدته خسائر فادحة، فكان الرئيس السادات يقوم ببناء الجيش من جديد، ويقوم بتسليحة في أوقات عصيبة من عمر مصر الحبية، ومع ذلك نجح السادات في بناء الجيش وتسليحه وأيضا قاد حرب أكتوب بحنكة وحكمة، واستطاع هزيمة الجيش الذي لا يقهر، وتحطيم خط برليف المنيع.

أما مبارك، فقد حدث في عصره تطور ملحوظ لا يعترف به إلا من عاش العصور السابقة وإصلاح الاقتصاد المصري، هذا الرجل كشخص من أخلص الناس لهذه البلد ولكن للأسف من حوله وأقرب الناس إليه هم من وضعوه في هذا الموقف لكنه رجل له باع طويل في حرب أكتوبر المجيد وكان هذا الرجل من أسباب النصر، اما السيسي، فيحمل روحه على يديه وأنقذ مصر من المصير المجهول التي كان ينتظرها، لم يفكر في نفسه لو لم يكتمل مابدأه لكن الدافع الوطني عنده قاده لحماية مصر والحفاظ عليها وعودة الثورة التي كانت مختطفة إلى مسارها الصحيح، فكل هولاء تجمعت فيهم الوطنية وحب مصر وتقديم مصلحتها أولا لأنهم تخرجوا من المؤسسة العسكرية التي تحمل شعار "النصر أو الشهادة".

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً