اعلان

غدا.. إحياء اليوم العالمي لمكافحة التصحر والجفاف

الجفاف والتصحر

يحيي العالم غدا السبت اليوم العالمي لمكافحة الجفاف والتصحر 2017 تحت شعار "تدهور الأراضي والهجرة" ، ويسلط الاحتفال هذا العام الضوء علي معالجة الكيفية التي يمكن بها للمجتمعات المحلية بناء القدرة على الصمود أمام التحديات الإنمائية المتعددة الجوانب من خلال مكافحة التصحر وتدهور الأراضي.

وتشير تقارير الأمم المتحدة إلي استمرار عدد المهاجرين الدوليين في جميع أنحاء العالم في النمو بسرعة على مدى السنوات الـ 15 الماضية، ليصل إلى 244 مليون شخص في عام 2015، من 222 مليون في عام 2010 و173 مليون في عام 2000. وتشير أمانة اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، إلي أن خلف هذه الأرقام توجد روابط بين الهجرة والتحديات الإنمائية، ولا سيما نتائج التدهور البيئي وعدم الاستقرار السياسي وانعدام الأمن الغذائي والفقر.

وتقوم اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر بتعبئة الدعم العالمي من خلال النداء المتجذر: "أرضنا. بيتنا. مستقبلنا ". ويلفت الشعار الانتباه إلى الدور المركزي الذي يمكن أن تؤديه الأراضي المنتجة في تحويل المد المتزايد للمهاجرين الذين يتخلون عن الأراضي غير المنتجة إلى مجتمعات وأمم مستقرة ومستدامة في المستقبل. 

كما أصدرت اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر شعار الحملة لاستخدامها من قبل أي مجموعة أو منظمة أو حكومة أو كيان ينظم مناسبة احتفالية لهذا اليوم. والشعار الجديد الذي صممه بيت جونسون هو رمز شامل لمساعي اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، فهو يجمع بين العناصر الرئيسية للاتفاقية بطريقة أنيقة يمكن تفسيرها على الفور من قبل جمهور دولي. والعناصر هي: المشهد الذي يمثل الإشراف على الأراضي؛ اليد تبين الوجود البشري؛ طبيعة تقترح الأمل والتقدم والحياة؛ الدائرة التي ترمز إلى اتفاقية شاملة ذات نطاق عالمي؛ إكليل الغار التقليدي للأمم المتحدة الذي يطالب بالاحترام وإظهار السلطة.

وتتمثل خلفية الشعار الجديد للشركات في أنه بعد اتخاذ قرارات تاريخية في مؤتمر الأطراف الثاني عشر في اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر في أنقرة، من المقرر أن تصبح اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر قوة دافعة لتحقيق الهدف 15 من أهداف التنمية المستدامة "الحياة على الأرض" والهدف 15-3 بشأن حياد تدهور الأراضي.

والتصحر جانب هائل من الأراضي الجافة ذات الأثر العالمي، وستؤدي اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، من خلال الإدارة المستدامة للأراضي والسعي لتحقيق حياد تدهور الأراضي، إلى الحد من تأثير تغير المناخ، وتجنب الصراع على الموارد الطبيعية، ومساعدة المجتمعات المحلية على الازدهار.

وسوف تستضيف واغادوغو، عاصمة بوركينا فاسو، الاحتفال العالمي لعام 2017، الذي تنظمه وزارة البيئة والاقتصاد الأخضر وتغير المناخ. وقال "باتيو باسير" وزير البيئة والاقتصاد الأخضر وتغير المناخ في بوركينا فاسو، إنه منذ أوائل الثمانينيات، كنا نعمل على إعادة تأهيل الأراضي المتدهورة من خلال البناء على تقنياتنا التقليدية أو اعتماد تقنيات جديدة تعمل علي التجدد الطبيعي،ونعتزم أن نحقق نجاحا بوقف لتدهور الأراضي بحلول عام 2030. ونحن نستضيف الاحتفال العالمي في 17 يونيو لأننا نريد أن نبين للعالم ما حققناه، وأن يكون ممكنا من أجل إلهام الجميع للعمل .

وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة قد أعلنت بموجب قرارها 115/ 49 في ديسمبر 1994، يوم 17 يونيو يوما عالميا لمكافحة التصحر والجفاف يحتفل به اعتبارا من عام 1995..والغرض من الاحتفال هو زيادة الوعي العام بمسألتي التصحر والجفاف، وبتنفيذ اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر في البلدان التي تعاني من جفاف أو تصحر شديدين، وبخاصة في أفريقيا.

وقالت إيرينا بوكوفا المديرة العامة لليونسكو في رسالتها بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة التصحر والجفاف : "أرضنا وطننا ومستقبلنا" ، يجب أن تكون هذه العبارة شعارنا اليوم في جميع أعمالنا ، ولا سيما في ما يخص مكافحة التصحر، فلا يفتأ دور التغيرات البيئية في دفع الناس إلى الهجرة والنزوح في جميع أرجاء العالم يزداد وضوحاً يوما بعد يوم . ولا يفتأ احتمال اضطرار أعداد هائلة من الناس إلى هجر بلدانهم واللجوء إلى غيرها من جراء العوامل البيئية يذكر بانتظام باعتباره أحد أسوأ العواقب المحتملة لتغير المناخ . 

وأضافت:"سيتفاقم هذا الأمر بالتأكيد، إذ حذرت أمانة اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر من احتمال تسبب التصحر بحلول عام 2030 ، في نزوح 135 مليون شخص ، فضلاً عن انتقال 60 مليون شخص من البلدان الأفريقية الواقعة جنوب الصحراء الكبرى إلى شمال أفريقيا وإلى أوروبا، وتبين هذه التوقعات أن المناطق القاحلة وشبه القاحلة ستكون أشد المناطق تضرراً من التصحر وستشهد أكثر حركات الهجرة والنزوح". 

وتابعت بوكوفا : أنه سيكون سكان المناطق الريفية الذين يعتمدون في سبل عيشهم على الأنشطة الرعوية والزراعة والموارد الطبيعية، عرضة لمخاطر شديدة في هذا الصدد بسبب أوجه الضعف التي يعانون منها، والتي تضم الفقر ومستويات التعليم المتدنية وقلة الاستثمارات والسكن في مناطق نائية ومعزولة ، ويجب علينا أن نتصدى لهذه المخاطر التي تتطلب مواجهتها العمل على صعيدين مختلفين، فلا بد لنا في المقام الأول من إدارة الأراضي إدارة سليمة، إذ يعد هذا الأمر عاملاً حاسماً في تفادي تصحرها وفي المحافظة على إنتاجيتها. 

وذكرت أن محمية المحيط الحيوي "لاس بارديناس رياليس" الموجودة في إسبانيا ، تبين أن إدارة الأراضي القاحلة إدارة مستنيرة قائمة على التناوب بين استخدام الأراضي لأغراض الرعي وزراعتها بمزروعات مختلفة وتركها بوراً لإراحتها تتيح وقف التصحر، وتتيح أيضاً استصلاح الأراضي المتدهورة من جراء التصحر ، ولذلك يلزم برنامج اليونسكو الهيدرولوجي الدولي التزاماً شديداً بالعمل على بناء القدرات وتوفير الإرشادات والأدوات المتعلقة بالسياسات من أجل التغلب على المصاعب الناجمة عن الجفاف والتصحر، ولا سيما المصاعب المرتبطة بإدارة الموارد المائية ، عن طريق الشبكة العالمية للمعلومات المتعلقة بالمياه والتنمية في المناطق القاحلة.ويسعى برنامج اليونسكو الدولي للعلوم الأساسية إلى تعزيز التعليم وبناء القدرات في ميادين العلوم والتكنولوجيا والهندسة لصالح الفتيات والفتيان في البلدان المعرضة للمخاطر البيئية من أجل إيجاد فرص عمل جديدة للشباب ، والحد من مقدار الاعتماد علي مصادر الدخل التي تتوقف على المناخ، سعياً إلي بناء مستقبل يتيح للناس التكيف والصمود في أوطانهم. 

وتعرف ظاهرة التصحر بأنها تعرض التربة للتدهور والقضاء على الغطاء النباتي، أو تحول الأراضي الخصبة إلى أراضي قاحلة، في المناطق الجافة وشبه رطبة، وفي المناطق القاحلة، وشبه القاحلة. وتعود تلك الظاهرة إلى عوامل عديدة أبرزها : التغيرات المناخية؛ كقلة الأمطار والجفاف، ونشاط الإنسان. ولا يؤثر التصحر على التربة وحسب، بل يسبب المزيد من الكوارث البيئية ، فغياب الأشجار والغطاء النباتي يوفر مجاري للرياح، الأمر الذي يؤدي إلى اشتعال المزيدِ من الحرائق في المناطق الجافة، وتسريع امتدادها إلى مناطق شاسعة أُخرى. وقد أصبحت ظاهرة التصحر الشغل الشاغل للمهتمين بالبيئة في الآونة الأخيرة، لما لها من انعاكسات خطيرة على البيئة. 

ويشير تقرير صادر عن برنامج الأمم المتحدة للبيئة بعنوان "البيئة والتنمية المستدامة "، إلى أن الإنسان مرهون ببيئته بل ومرتبط بها ارتباطا وثيقا، ولو اختل هذا الرباط اختلت موازين البشر واعتلت صحتهم وانتابتهم الأوجاع والأمراض المزمنة. لهذا، فإن حفاظه على البيئة فيه حفاظ له وللأجيال من بعده بما يحمله من موروث جيني ورث له من أسلافه وتوارثت معه الأحياء مورثاتها منذ ملايين السنين، وحافظت لنا البيئة على هذه المورثات، حملتها أجيال تعاقبت وراءها أجيال حتى آلت إليه. 

وذكر التقرير أن القضايا التي تشكل تهديداً للبيئة والمناخ مثل قضايا التدهور البيئي والتصحر، والفقر وعدم المساواة الاقتصادية، والدفء الكوني والانفجار السكاني وتزايد معدلات انقراض الكائنات الحية بشكل مخيف، والأمطار الحمضية واستنفاد طبقة الأوزون وتلوث الماء والهواء، وأن تقلبات المناخ كانت في الماضي ترجع أساساً إلى الطبيعة وصارت اليوم ترجع أيضاً إلى الأنسان، غير أن العامل البشري قد أضيف إلى المعادلة المناخية؛ إذ أن إطلاق البعض من الغازات المسببة للاحتباس الحراري في الجو أدى إلى تغير كبير في تركز هذه الغازات، مقارنة بما كانت عليه قبل التقدم الصناعي. وعلى سبيل المثال، فإن نسبة تركز ثاني أكسيد الكربون في الجو قد ازدادت حتى وصلت تقريبا إلى 31% ، فبلغ 868 جزءا في المليون، كما ازداد تركز غازي الميثان بنسبة 145% ، وأحادي أكسيد النتروجين بنسبة 15%. 

وأضاف التقرير إن ظاهرة الاحتباس الحراري الطبيعية موجودة منذ ملايين السنين، إلا أن تزايد غازات الاحتباس الحراري في الجو نتيجة للأنشطة البشرية ينذر بحدوث تغير مناخي خطر، والتغيرات التي حدثت في طرق استخدام الأرض، وإحراق الوقود الأحفوري مؤخرا أدت إلى إضافة أكثر من 180 بليون طن من ثاني أكسيد الكربون في الجو. 

وكشف أن مجموع المساحات المتصحرة في العالم بلغ حوالي 46 مليون كيلومتر مربع ، يخص الوطن العربي منها حوالي 13 مليون كيلومتر مربع، أي حوالي 28% من جملة المناطق المتصحرة في العالم. 

ويؤثر التصحر تأثيراً مفجعا على الحالة الاقتصادية للبلاد، حيث يؤدي إلى خسارة تصل إلى 40 مليار دولار سنويا في المحاصيل الزراعية وزيادة أسعارها. ففي كل سنة يفقد العالم حوالي 691 كيلو متر مربع من الأراضي الزراعية نتيجة لعملية التصحر، بينما حوالي ثلث أراضي الكرة الأرضية معرض للتصحر بصفة عامة. 

ويؤثر التصحر على القارة الأفريقية بشكل خاص، حيث تمتد الصحاري على طول شمال أفريقيا تقريبا.

 كما أنها أصبحت تمتد جنوبا، حيث أنها اقتربت من خط الاستواء بمقدار 60 كم عمّا كانت عليه قبل 50 سنة، وفي أكثر من 100 بلد من بلاد العالم يتأثر ما يقارب المليار نسمة من إجمالي سكان العالم البالغ عددهم 6 مليارات نسمة بعملية تصحر أراضيهم مما يرغمهم على ترك مزارعهم والهجرة إلى المدن من أجل كسب العيش.

 ويخلق التصحر جواً ملائما لتكثيف حرائق الغابات وإثارة الرياح، مما يزيد من الضغوط الواقعة على أكثر موارد الأرض أهمية ألا وهو الماء. 

وحسب تقرير الصندوق العالمي للطبيعة فقدت الأرض حوالي 30 % من مواردها الطبيعية ما بين عامي 1970 و1995، حيث تثير الرياح الأتربة في الصحاري والأراضي الجافة وتدفعها حتى تصل إلى الكثير من مدن العالم، وتصل الأتربة من صحارى أفريقيا إلى أوروبا من خلال رياح الباسات حتى أنها تصل إلى أراضي الولايات المتحدة الأميركية، ويتم استنشاق تلك الأتربة التي قد ثبت أنها تزيد من معدلات المرض والوفاة.

وحول حجم مشكلة التصحر في العالم نبه إلى أن ظاهرة التصحر تؤثر على 80% من مراعي العالم الطبيعية في الأراضي القاحلة، وعلى 60% من أراضي الزراعة البعلية، بالإضافة إلى 30% من الأراضي المروية، ولقد تعرض البعض من المناطق للتصحر، إذ فقدت أكثر من 25% من إنتاجيتها وتحتاج إلى استصلاح هائل، كما أن هناك أراض مهددة بالتصحر جراء النشاطات البشرية غير المرشدة. وتعتبر المنطقة العربية من أكثر المناطق التي تعرضت للتصحر؛ إذ أن 85% من مساحة البلاد العربية تقريبا الواقعة في آسيا قد تضررت من التصحر، إضافة إلى البعض من البلدان العربية في الشمال الأفريقي. 

وذكر التقرير أن وسائل مكافحة التصحر متعددة، ومنها التوعية البيئية بشتى الوسائل لتوضيح أهمية المحافظة على البيئة وتنظيم عمليات الرعي للحد من عمليات الرعي الجائر الذي يسهم في القضاء على الغطاء النباتي وإيقاف زحف الرمال بتثبيتها بالطرق المختلفة كزراعتها أو رشها أو وضع مصدات للرياح التي تعمل على إعاقة حركة الرمال وترشيد استهلاك المياه الجوفية في الزراعة وأيضا ترشيد عملية الاحتطاب، ووضع طرق للوقاية من حرائق الغابات وسن وتطبيق القوانين الرادعة، لتحد من تصرفات البشر الضارة بمكونات البيئة.

وأوضح التقرير أن العاملين البشري والصناعي سرعا في وتيرة الاحتباس الحراري والتغير المناخي ،وإن حماية الغلاف الجوي هي مسعى واسع النطاق ومتعدد الأبعاد يشمل قطاعات مختلفة من الأنشطة الاقتصادية، وعليه فإن الاحتياجات المستقبلية من الطاقة والطعام والمياه لا بد أن تتم من دون أن يؤثر ذلك في المناخ، وهذا يعني أن على البشرية أن تتبنى استراتيجيات من شأنها أن تلبي الاحتياجات الحالية والمستقبلية من الطاقة والطعام دون أن يتسبب ذلك في زيادة مستمرة في غازات الاحتباس الحراري في الجو.

 ومثل هذه الاستراتيجيات يمكن أن تشتمل على نشر السلوكيات الاجتماعية والاقتصادية التي تحافظ على البيئة، وتنفيذ الاتفاقيات الدولية التي تهدف إلى التقليل من الانبعاث الغازي للمحافظة على توازن الغلاف الغازي، مثل بروتوكول كيوتو الملحق، واتفاقية الأمم المتحدة حول التنوع الإحيائي، واتفاقية الأمم المتحدة الخاصة بمحاربة التصحر، والاتفاقيات الخاصة بحماية طبقة الأوزون.

وأشار التقرير إلى أن التنبؤات المناخية تؤكد أن متوسط درجات حرارة الكرة الأرضية سوف يرتفع ما بين درجة واحدة و35 درجة سيلزية في نهاية القرن 21. كما تظهر هذه التنبؤات أن ارتفاع مستوى سطح البحر الذي سيصاحب ارتفاع درجة الحرارة المتوقعة سوف يتراوح بين 15 و95 سنتيمترا، وسوف تستمر الحرارة ومستوى سطح البحر في الارتفاع بعد ذلك نتيجة للأنشطة البشرية المتنامية. وتشير تقديرات التغيرات المناخية إلى أن الخسائر التي سوف تنجم عن تسخين الكرة الأرضية بمقدار 2.5 درجة سيلزية، سوف تتراوح ما بين 1 و 1.5 % من الناتج القومي الإجمالي سنويا في الدول المتقدمة، وما بين 2 و9 % في الدول النامية.

وكشف تقرير لمنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة "فاو" ، أن تدهور التربة الزراعية وانتشار التصحر، خاصة في إفريقيا، يؤدي إلى تكبيد الاقتصاد العالمي خسائر تقدر بتريليونات الدولارات سنويا، إضافة إلى دفع عشرات الملايين إلى النزوح عن ديارهم. وقال تقرير اقتصاديات تجريف التربة الذي جمعته 30 مجموعة بحثية على مستوى العالم إن نحو 52% من الرقعة الزراعية تدهورت عالميا. 

وبحسب التقرير، يتسبب تجريف التربة عالميا في خسائر سنوية تتراوح بين 6.3 و10.6 مليار دولار ناجمة عن انعدام الإنتاج الزراعي وإنتاج الأدوية وتوافر المياه العذبة ودورات المواد المغذية أو امتصاص الانبعاثات الغازية المسببة للاحتباس الحراري. 

وأشار إلى أن ثلث العالم مهدد بتجريف التربة وثلث إفريقيا مهدد بالتصحر. وتوقع أن يؤدي هذا التجريف -الناجم عن إزالة غابات المناطق الحارة والتلوث والرعي الجائر- إلى هجرة السكان عبر الحدود وإثارة صراعات إقليمية في نهاية المطاف. 

واستشهد التقرير بنتائج توصلت إليها الأمم المتحدة عام 2012، أفادت بأن 50 مليون شخص قد يضطرون إلى البحث عن أماكن جديدة للمعيشة ووسائل أخرى لكسب أقواتهم في غضون 10 سنوات بسبب التصحر.

وقد استضافت بوركينا فاسو مؤتمر قمة رؤساء الدول لعام 2005 لبلدان الساحل والصحراء حيث توصلت 11 دولة إلى اتفاق لاستعادة الأراضي المتدهورة على امتداد 8000 كيلومتر من الأراضي عبر الساحل.وتعرف هذه المبادرة شعبيا باسم "الجدار الأخضر الكبير للصحراء والساحل". 

وقالت " مونيك باربوت" الأمين العام لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر :هذا العام دعونا ننفذ حملة لاستثمارها فى الاراضى الريفية ونطلق قدراتها الضخمة لخلق فرص العمل من بوركينا فاسو وتشيلي والصين وايطاليا والمكسيك واوكرانيا وسانت لوسيا. وأضافت أن إمكانية النجاح اليوم أكبر من أي وقت مضى ، وأن أكثر من 100 من أصل 169 بلدا من البلدان المتأثرة بالتصحر أو الجفاف تضع أهدافا وطنية للحد من تدهور الأراضي بحلول عام 2030، وسيؤدي الاستثمار في الأرض إلى خلق فرص عمل محلية وإعطاء الأسر والمجتمعات فرصة للعيش، ، بدورها، تعزيز الأمن القومي وآفاقنا المستقبلية للاستدامة .

وتعلن خطة التنمية المستدامة لعام 2030 ، أننا مصممون على حماية الكوكب من التدهور، بما في ذلك من خلال الاستهلاك والإنتاج المستدامين، وإدارة موارده الطبيعية على نحو مستدام، واتخاذ إجراءات عاجلة بشأن تغير المناخ، حتى يتسنى له أن يدعم احتياجات الحاضر، أجيال المستقبل. وعلى وجه التحديد، ينص الهدف 15 على تصميمنا على وقف تدهور الأراضي وعكس اتجاهه.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً