اعلان

القاضية.. سقوط سد النهضة.. السعودية تضغط على أثيوبيا لتعديل مواصفات السد

عقب نكسة 76 هبت الدول العربية لنجدة القاهرة وكان في مقدمة الملوك الذي حضروا قمة الخرطوم الملك السعودي الراحل فيصل بن عبد العزيز، على الرغم من عمق الخلافات القائمة بينه وبين عبد الناصر وقتها والتي وصلت فيها العلاقات للحضيض، ومن يومها تمثل السعودية عمقا عربيا لمصر والعكس صحيح تماما، وأثبتت التجارب أن كل الطرق تودي لتحالف حتمي بين القاهرة والرياض، للحفاظ على وحدة العرب وقوتهم.

وعقب ثورة 30 يونية وتلاوة بيان الاطاحة بحكم الإخوان تعرضت مصر لضغوط رهيبة من دول العالم اعتقد البعض انها قد تسقط القاهرة في سيناريوزهات كارثية لكن موقف الملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز، وبيانه السريع والحاسم انقذ مصر من السقوط، وإعلانه التاريخي، وقوف السعودية بكل امكانياتها في ظهر مصر وتسخير كل موارد المملكة لمساعدة القاهرة، كان البيان بمثابة قبلة الحياة للوضع المصرية وهي وقفة لم يساها المصريون وتجسد ذلك في حزنهم الشديد على وفاة الملك السابق.

ومع تولي الملك سلمان مقاليد الأمور في المملكة، سار على خطى شقيقه وجمع الجهود من اجل مساندة الاقتصاد المصري ودعم صفقات تسليح الجيش المصري.

وحديثا ظهر التعاون المصري السعودي في مشهد جديد وهو تحالف محاربة دول الإرهاب، فكان الموقف الموحد من دولة قطر، بعد أن رفضت الأخيرة وقف مساندة التنظيمات الارهابية التي تضرب في كل البلاد العربية خاصة مصر.

واتخذت مصر والسعودية قرارا حاسما بمقاطعة قطر وفرض مايشبه الحصار عليها جويا وبحريا وبريا من أجل اجبارها على تغيير سياستها لكن امارة تميم رفضت وتحدت الجميع وأعادت التأكيد على دعمها لجماعة الاخوان المسلمين الهاربين في قطر.

ـــ اغراء اثيوبيا

في تحدي للواقع سعت قطر وحكامها إلى محاولة ضرب مصر في صميم أمنها القومي، وهو نهر النيل فعرضت ملايين الدولارات على أديس أبابا للاسراع في الانتهاء من سد النهضة وتعطيش مصر، لكن التحرك القطري في القرن الأفريقي رصدته الأجهزة المصرية وكان التحرك هذه المرة سعوديا أيضا وكشفت المعلومات النقاب عن لقاء ظاهري واتفاقية سرية جرت بين مستشار سعودي وإحدي القيادات الأثيوبية الفترة الماضية ناقشا فيها ظاهرياً التعاون بين البلدين، وسرياً أصدرت السعودية أمرا لإثيوبيا لوقف الأعمال مؤقتا في سد النهضة، وجاء ذلك للحفاظ على حقوق القاهرة، وضمان وجود الجانب المصري لاستكمال المسيرة مع السعودية لمواجهة الإرهاب و خاصة أمام قطر.

ـــ في خندق واحد

وأضافت المعلومات أن تحركات السعودية جاءت أيضاَ بعد علم المملكة بمحاولات قطرية للإسراع في بناء سد النهضة لمكايدة مصر حيث زار الأحد الماضي وزير قطري أثيوبيا لدعم بناء السد، من خلال مشروع استثمارى وزراعى ضخم تموله الدوحة لزراعة مليون ومائتى ألف فدان فى منطقة السد ودفعت الجزء الأول من قيمة التعاقد الذى استفادت منه الحكومة الإثيوبية فى بناء السد.

وأضافت أن حجم الاستثمارات السعودية الحالية في إثيوبيا يبلغ 5.2 مليار دولار، مبيناً أن الاستثمارات الزراعية منها تمثل ما نسبته 30%، ولكن بحسب مصادر وفقاً للصحيفة فقد هددت السعودية أثيوبيا بقطع الاستثمارات عنها إذا لم يام وقف العمل في سد النهضة والتزام اثيوبيا ببنود اتفاق 2015.

وتشير المعلومات أيضا إلى أن أديس أبابا قد أعلنت في بادئ الأمر عن بناء سد ارتفاعه 90 متراً، وسعته التخزينية 14.5 مليار متر مكعب من المياه بهدف توليد الكهرباء، ثم غيرت الخطط وأعلنت عن مواصفات جديدة للسد، بارتفاع 145 متراً، يحتجز خلفه 74 مليار متر مكعب من المياه، في الوقت الذي تطالب فيه القاهرة بتخفيض هذه السعة، مع إطالة مدة ملء خزان السد لتتراوح بين 7 إلى 10 سنوات، في حين تتمسك أديس أبابا بملئه خلال 3 سنوات فقط، مما سيضر بشكل مباشر بحصة مصر المائية من النيل والمقدرة بـ55 مليار متر مكعب من المياه سنوياً.

ـــ مصر تنتصر

المعلومات أشارت إلى أن التحرك السعودي يؤكد الانتصار المصري الحقيقي هو اعتراف السعودية بسيادة مصر في مواجهة الإرهاب واحتياج دول الخليج لمصر في هذه الحرب.

ـــ تحرك سعودي ضد إسرائيل

فيما كشفت المعلومات عن أنه بعد أزمة قطر حاولت إسرائيل دعم قطر في الخفاء ضد مصر و جري اجتماع بين هارتسي هيفلي رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية في إسرائيل وبين ديلا ماديسن نائب وزير الخارجية الأثيوبي لعرض استثمارات جديدة من قبل إسرائيل لاستكمال سد النهضة وجاء العرض من خلال مشروع بناء وحدات سكنية ضخمة يصل إلى 2.4 مليون وحدة سكنية، منهم 900 ألف في العاصمة الأثيوبية، بالإضافة إلى 8 محطات صناعية من أجل تحفيز قطاع التصنيع في إثيوبيا.

وفي أعقاب ذلك وفقاً للمعلومات تحركت السعودية لعرض مشروعات أكبر علي أثيوبيا لرفض العرض الاسرائيلي مقابل وقف العمل بسد النهضة وكان العرض السعودية له الإغراء الأكبر، إذ تؤجر أثيوبيا شركة سعودية 25 ألف فدان لزراعة الأرز، لذا عرضت السعودية علي اثيوبيا مساحات أكبر لتوفير الأمن الغذائي لأثيوبيا.

كما عرضت السعودية استثمارات أكبر لشركة سعودي ستار لأن تصل المناطق المزروعة في إثيوبيا إلى 500 آلف هكتار (1.253 مليون فدان).

كما سيتم استثمار 200 مليون دولار لتحويل مساحة من الأحراش إلى مزرعة تعادل مساحة 20 ألف ملعب لكرة القدم.

نقلا عن العدد الورقي.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً