اعلان

هاني أبو الفتوح: قانون تنظيم الجمعيات الأهلية أغلق الأبواب الخلفية للتمويل الأجنبي (حوار)

في الأونة الأخيرة، صدر "قانون تنظيم عمل الجمعيات وغيرها من المؤسسات العاملة في مجال العمل الأهلي" رقم 70 لسنة 2017 المعروف باسم قانون الجمعيات الأهلية الجديد، بعد أن أقره السيد رئيس الجمهورية ووافق عليه مجلس النواب في نوفمبر الماضي بأغلبية فاقت الثلثين.

وصاحب اصدار القانون مزيح من الشعور بالارتياح لتنظيم قطاع طالما عانى من فوضى عارمة، وشعور مناقض بالتضييق على المجتمع المدني والعمل الأهلي.

قامت "أهل مصر بإجراء حوار صحفى مع الخبير المصرفى هانى أبو الفتوح لأخذ رأيه في هذا القانون.. وهل يوجد له مؤيدىن ومعارضين وكيف سيؤثر على العمل الخيري في مصر.

وإلى نص الحوار..

في البدايه كم مادة يحويها قانون الجمعيات الأهليه الجديد؟

صدر قانون الجمعيات الأهلية الجديد في 89 مادة وبموجبه يُلغى قانون الجمعيات والمؤسسات الأهلية الصادر برقم 84 لسنة 2002 ويلزم القانون الجديد الكيانات التي تمارس العمل الأهلى بتوفيق أوضاعها خلال ستة أشهر وإلا يتم حلها.

يرفض البعض تقييد وتكبيل القانون الجديد لمنظمات المجتمع المدني ماهي المحاظير؟

حظر القانون على الجمعيات إجراء استطلاعات الرأي أو نشر أو إتاحة نتائجها أو إجراء الأبحاث الميدانية أو عرض نتائجها قبل عرضها على الجهاز القومى لتنظيم عمل المنظمات الأجنبية غير الحكومية، وإبرام اتفاق مع جهة أجنبية قبل موافقة الجهاز، وكذلك الدعوة إلى تأييد أو تمويل العنف أو التنظيمات الارهابية.

وما فائدة القانون من وجهة نظرك ؟

نظم القانون قبول وجمع التبرعات بشرط إخطار الجهة الإدارية في خلال ثلاثين يوم عمل، وصدور الموافقة اللازمة لذلك، ولا يتم الصرف من تلك الأموال إلا بعد صدور هذه الموافقة. كما حدد القانون، عدم جواز قبول أموال نقدية تزيد قيمتها على 10 آلاف جنيه إلا بموجب شيك بنكي، مع الالتزام بالإفصاح عن مصادر التمويل.

ما المخالفات التي حددها القانون؟

حدد القانون المخالفات التي يصدر بشأنها حكم المحكمة المختصة بعزل مجلس إدارة الجمعية وتعيين مجلس مؤقت، وكذلك حل الجمعية وتعيين مُصفٍ لأموالها وتفصل المحكمة في هذه الدعاوى على وجه السرعة ودون العرض على هيئة مفوضي الدولة.

ما شروط تأسيس المنظمات الأجنبية غير الحكومية؟

وضع القانون شروط تأسيس المنظمات الأجنبية غير الحكومية، وأهمها دفع رسم لا يجاوز مقداره ثلاثمائة ألف جنيه أو ما يعادله بالدولار الأمريكي، وأن يكون نشاطها متفقًا مع اولويات واحتياجات المجتمع المصري وفقًا لخطط التنمية، وألا تمارس نشاطًا يدخل في نطاق عمل الأحزاب أو النقابات أو نشاط سياسي. كما يحظر عليها إرسال أو نقل أو تحويل أي أموال أو تبرعات إلى أي شخص أو جهة إلا بعد التصريح لها بذلك.

وأنشأ القانون الجهاز القومي لتنظيم عمل المنظمات الأجنبية غير الحكومية، الذي يتبع رئيس مجلس الوزراء يتولى الجهاز البت في كل ما يتعلق بشؤون المنظمات الأجنبية وتعاونها مع الجهات الأخرى داخل البلاد، والتمويل الأجنبي للجمعيات والمؤسسات الأهلية المصرية. كما أنشأ القانون صندوق دعم الجمعيات والمؤسسات الأهلية من أجل توفير الدعم المالي لاستمرارية الأنشطة التي تقوم بها الجمعيات والمؤسسات الأهلية.

وما عقوبة المخالفات القانون؟

حدد القانون عدة عقوبات تتدرج في شدتها تصل للحبس خمس سنوات، وغرامات مالية تصل لمليون جنيه، حال إنشاء جمعية تمارس الأنشطة المحظورة، وتلقي أموالا من جهة أجنبية أو جمع التبرعات بالمخالفة لأحكام هذا القانون، أو الاستيلاء على الأموال، أو معاونة منظمة أجنبية في ممارسة نشاط أهلي في مصر دون الحصول على تصريح من الجهة المختصة، كما تسري العقوبة على اجراء استطلاعات رأي أو بحوث ميدانية دون الحصول على موافقة الجهة المختصة. وحدد القانون عقوبة الحبس لمدة لا تزيد عن سنة أو غرامة لا تقل عن عشرين ألف جنيه على أي جهة أعطت تصريح لكيان بمزاولة أي نشاط يدخل ضمن أغراض الجمعيات والمؤسسات الأهلية، بخلاف الجهة الإدارية المختصة، ويعاقب المسؤول عن الإدارة الفعلية للجمعية بذات العقوبات عن المخالفات لأحكام هذا القانون متى ثبت علمه بها وكان إخلاله بواجبات الإدارة قد سهل وقوع الجريمة.

وماذا عن المعارضين لقانون الجمعيات الأهلية الجديد؟

أعرب المناهضون للقانون عن عدم رضائهم عن العديد من المواد التي وصفوها بأنها تضع شروط صارمة تعوق العمل الخيري ومؤسسات المجتمع المدني التي يقدر عددها بنحو سبعة وأربعون ألف منظمة غير حكومية محلية إضافة إلى مائة منظمة يتم تمويلها من الخارج. فالقانون يشجع فقط على الأعمال التنموية التي تعجز عن قيامها الدولة لمواطنيها وسيجعل الكثير من المتطوعين عازفين عن التطوع خوفا من الحبس وتقييد الحريات.

كما وصف معارضي القانون، الجهاز القومي لتنظيم عمل المنظمات الأجنبية غير الحكومية، بأنه ليس سوى أداة للتدخل من جانب الأجهزة الأمنية للدولة، وعبروا عن مخاوفهم من أن تستغل العقوبات القاسية التي نص عليها القانون في التضييق على العاملين والناشطين في مجال الجمعيات الأهلية ومنظمات المجتمع المدني.

وأظهر بعض السياسيين في الغرب موقف معارض للقانون، مثل السياسي الأمريكي لينديسي غراهام حيث صرح بأنه سيتم تعزيز شروط المعايير الديمقراطية وأوضاع حقوق الإنسان بشأن المساعدات الأمريكية لمصر في السنوات المالية 2017 و2018 في حالة إصدار القانون.

المؤيدون للقانون.. يرون أنه ضبط ممارسات الجمعيات الأهلية.. ما تعليقك؟

في مقابل المعارضين يري المؤيدون للقانون، أن تلك الإجراءات القاسية ضرورية لمواجهة التهديدات الناتجة عن الجماعات المتطرفة مثل "داعش". ومن مزايا القانون أنه حدد كثير من الأمور التي كانت غير منضبطة في ممارسات الجمعيات الأهلية ومنظمات المجتمع المدني وأهمها التمويل الأجنبي وجمع التبرعات وضوابط صرف الأموال ونقلها وتحويلها داخليا وخارجيا خصوصا في ضوء العدد الهائل من الجمعيات والمنظمات العاملة في مصر.

ما رأيك كخبير مصرفي فى قانون الجمعيات الخيرية؟

في رأيي أن القانون الجديد، يتضمن أحكاما فعًالة أدت إلى تسوية العديد من أوجه القصور التي لم تكن منضبطة بالقدر الملائم في الماضي. فقد أغلق القانون الأبواب الخلفية للتمويل الأجنبي، الذي طالما أُسيئ استخدامه منذ اندلاع ثورة يناير 2011، بل عانت منه جميع دول الربيع العربي والدول الأخرى التي تشهد اضطرابات سياسية وأمنية. وسوف يضيق القانون، الخناق على تمويل الإرهاب من خلال الضوابط المفروضة على تلقي التبرعات داخليا وخارجيا، بالإضافة إلى تحجيم ظاهرة الاستيلاء على أموال العمل الخيري التي كانت تمارسها الجمعيات الوهمية. ومع ذلك، فإن العقوبات في القانون الجديد تميل إلى أن تكون على الجانب الصعب، غير أن هناك حاجة ماسة إليها في هذه الأوقات العصيبة.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً