اعلان

«القومي لعلوم البحار»: أسباب بيئية وراء انتشار القناديل بشواطئ مصر

أصدر المعهد القومي لعلوم البحار والمصايد، بيانًا حول أسباب الظهور الكثيف لقناديل البحر المتوسط في الإسكندرية وعدد من المحافظات.

وقال البيان، إن هذا النوع الذي انتشر مؤخرا على الساحل المصري للبحر المتوسط، من نوع Rhopilema nomadica وهو من الأنواع المسجلة في البحر المتوسط ويتميز باللون الأزرق الفاتح والشكل الجرسي الخاص به مدور تقريبًا ويمكن أن ينمو ليصل إلى 10 كيلو جرامات، وقطر الجرس يكون عادة بين 40 إلى 60 سم، وفي بعض الأحيان يمكن أن يصل إلى 90 سم.

وأوضح البيان، أن انتشار قناديل البحر بكثافة خلال فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة إلى عدة أسباب منها بيئية ومنها أسباب فسيولوجية، وأنه يمكن رصد الأسباب البيئية، كانخفاض درجة الملوحة وارتفاع درجة الحرارة الذي يؤدي إلى زيادة النمو والتكاثر بتحرر الميدوزات، ولوحظ في السنوات السابقة لفترات الظهور الكثيف لقناديل البحر قلة الأمطار وارتفاع درجة الحرارة، خاصة في شهري مايو ويونيو وأيضا وفرة الغذاء المناسب للقناديل خلال تلك الفترات.

وأضاف البيان أن هناك أسباب فيسيولوجية، وهي تجمعها للتكاثر، حيث إن موسم التكاثر خلال فصلي الربيع والصيف قد تنتج الأعداد الكبيرة لقناديل البحر عن نمط تكاثرها الفعال النشيط. فالميدوزات تبدأ بالتكاثر في مرحلة مبكرة من حياتها، عندما يكون قطرها أصغر من 15 سم، ويستمر تكاثرها طوال حياتها وكذلك يعطي البَوْلَب الواحد أكثر من مائة إيفيرا في شهرين إضافة إلى الخصوبة المفرطة لهذه القناديل، يقدر عدد البيوض في مرحلة التكاثر الجنسي بـ 43 ×10 5 بيضة.

وأوضح البيان، أن هناك أسبابا أخرى منها التلوث والتغذية، ومن المحتمل أن يكون تجمع الملوثات العضوية في بعض مناطق البحر المتوسط لفترة طويلة، ونتيجة لظروف مناخية معينة، قد كوَّن شروطًا كيميائية حيوية عدتها البوليبات مهددة لها، أدت إلى زيادة تكاثر الحيوان، كما أن ازدياد تلوث الشواطئ والمياه البحرية بالمخلفات البلاستيكية، مما أدى إلى خداع السلاحف بالأكياس البلاستيكية الشفافة المليئة بالمياه، وابتلاعها ظنًا منها أنها قناديل بحر، مما يؤدي إلى انسداد أنبوبها الهضمي وموتها.

ولفت البيان، إلى أن أحد الأسباب هو الصيد الجائر للأسماك، وزيادة صيد الأسماك يؤدي إلى انخفاض كمية الأسماك، التي تعد مفترسة ليرقات القناديل البحرية والمنافسة لها أيضًا في التغذية بالعوالق، بالإضافة إلى الانتشار الواسع النطاق للجدران البحرية المشيّدة لمنع تآكل السواحل التي تهيئ بيئة مثالية لقنديل البحر، إذ يمرّ بمرحلة "البولب" البسيطة للنمو في دورة حياته المبكّرة.

وشرح البيان طرق مكافحة انتشار قناديل البحر، وهي تشمل إجراءات الوقاية أو المكافحة المقترحة إزاء الطفرات العددية لقناديل البحر، وذلك بالسماح للسلاحف البحرية بالنمو والتكاثر مجددًا بعد اختفائها في السنوات الأخيرة نتيجة التلوث والصيد الجائر، ودمج بحوث قنديل البحر في بحوث الثروات السمكية، وتطوير منتجات من قنديل البحر للغذاء والدواء.

وأكد البيان أن بعض أنواع قنديل البحر تمثل مصدرًا للغذاء في العديد من البلدان. ومن بين الإمكانيات الأخرى الماثلة اليوم بعد اكتشاف نوع "Turritopsis nutricula" من قنديل البحر القادر على عكس سياق الشيخوخة لديه، تطوير منتجات فعّالة لتجدد الشباب بين البشر.

وشدد البيان على أن إنشاء نظم للإنذار المبكّر ضد التكاثر المفاجئ لقناديل البحر، وإقامة حواجز وقائية لحماية مناطق تربية الأحياء المائية، وأنه يجب اتخاذ خطوات لخفض إطلاق الغازات المسبِّبة للاحتباس الحراري، والحيلولة دون أسباب الوفرة المفرطة في المغذيات البحرية هي إجراءات من شأنها، في تقدير تقرير منظمة الأغذية والزراعة "فاو"، أن "تنهض بنوعية البيئة عمومًا، وقد تقود بالتالي إلى تقليص الانتشار الراهن لقناديل البحر الهلامية".

وأشار إلى إمكانية جمعها يدويا باستخدام الخطاف، حيث إن جمعها باستخدام الشباك يؤدى إلى استشعار الحيوان بالخطر، وبالتالي يؤدي إلى زيادة التكاثر.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً