اعلان

بعد غياب طويل.. عاصم عبد الماجد يعود بمراجعات فكرية

عاد عاصم عبد الماجد أحد مؤسسي الجماعة الإسلامية في مصر، من جديد بعد غياب لشهور عن الساحات الاعلامية والسياسية، خاصة بعد وضعه على قوائم الإرهاب العربية التي أصدرتها "السعودية ومصر والامارات والبحرين"، مطلع يونيو الماضي، ليتحدث عن مراجعات فكرية.

وبحسب ما نشره "عبد الماجد" على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "الفيس بوك"، والذي حملت عنوان "الأمة.. لا الجماعة"، عرض خلالها المواقف التي فشلت فيها الجماعات الاسلامية "اصطفاء ثلة مختارة لتقوم بالدفاع عن الأمة ودينها وأرضها ومقدساتها نيابة عن الأمة؛ لأنها- أي الأمة- غير صالحة لتنفيذ أوامر الشرع بالقيام بهذه المهام، إما لجهلها بها أو إعراضها عنها".

وتابع: "وقد كانت هي بعض الأسس التي قامت عليها أكثر الجماعات وتشكلت في صورتها المعروفة اليوم، وإذا كان بعضهم يغالي فيها حتى يجعلها من مُسَلَّمات الدين أو بديهيات العقل (وكلاهما لا يمكن مراجعة صدقه أو صحته) فإن من سلموا من هذا الغلو فيها لم يسلموا من العمل وفقها وبمقتضاها".

واستكمل: "أزعم أن الصورة الحالية للجماعات الإسلامية لم تكن موجودة في تاريخ أمتنا، لا أقول كما يدعي بعضهم أن مجرد وجود جماعات هو أمر باطل أساسا وأنها نوع من الحزبية المنهي عنها وأنها تؤدي إلى تمزيق الأمة. فهذه دعوة (مدخلية) قبيحة مقصودها الإبقاء على الأمة في حالة استكانة وخنوع تحت حكم طواغيت مرتدين يسميهم المداخلة زورًا ولاة الأمر!!

فالمفترض أن كل ما يتعلق بالسلطة السياسية شأن عام، يشترك في تحمله مجموع الأمة، كما تتأثر به كل الأمة. وهذا شيء راسخ في تاريخنا الإسلامي، ظهر أول ما ظهر يوم وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فحينما اجتمع الأنصار رضي الله عنهم في سقيفة بني ساعدة، يتشاورون فيما بينهم دون إخوانهم المهاجرين في تنصيب خليفة للأمة منهم هم أي من الأنصار؛ لاعتقادهم أنهم أحق بهذا الأمر من المهاجرين، سارع إليهم أبو بكر الصديق وعمر الفاروق وأبو عبيدة الأمين. وأنكروا عليهم بلطف ولين كلا الأمرين، وأوضحوا لهم خطأ الظنين؛ ظن أنهم أحق بتقرير هذا الأمر دون بقية الأمة، وظن أنهم أحق بالخلافة دون بقية الأمة".

"لقد ظن المؤسسون الأوائل لكثير من هذه الحركات أنهم يدشنون أمة مصغرة، تكون بديلا عن الأمة الإسلامية الكبيرة. بعد أن اعتبروا هذه الأمة العظيمة قد ماتت، وأن جماعاتهم هم ورثتها الشرعيون. وقد ترتب على ذلك أنهم أخذوا على عاتقهم وحملوا على كاهلهم كل مهام ووظائف الأمة. فلم يعد دورهم هو تعليم الأمة ودلالتها على طريق الله وحثها على سلوكه والسير فيه. بل صار دورهم هو انتقاء أفراد من هذه الأمة واصطفاءهم ليكونوا بديلا عن الأمة ذاتها. ومن ثم تعليمهم وتهذيبهم وتهيئتهم للقيام بكل أدوار الأمة"، حسبما قال عبد الماجد.

وعرض الاهداف الخفية التي تتمسك بها الجماعات الاسلامية، بقوله: "فلم تعد الأمة ـ في نظر هؤلاء ـ معنية بنصرة الدين وإقامته. لذا هم لا يخاطبون الأمة ولا يطالبونها بما أمرها الله به من جهاد وأمر بمعروف ونهي عن منكر وحكم بالشرع. وإنما يطالبون الأمة بأن تكون ساحة كبرى وسوقا واسعة يختارون هم منه من يرونه صالحا للالتحاق بصفوف أمتهم المصغرة. فيكون معنيا بعد هذا الاصطفاء والاختيار للقيام بهذه الأدوار".

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً