اعلان

"خطة الكماشة".. جهات سيادية تخترق أخطر شفرة أمنية لـ"داعش".. و3 شركات أجنبية لملاحقة خلايا الإرهاب في المواقع الإلكترونية

الكشف عن طرق وأساليب التنظيمات الإرهابية في التواصل فيما بينها كان إحدى أهم الوسائل في محاصرة تلك التنظيمات وكشف مخططاتها، وأسهم في التصدي لها وإجهاضها وشل فاعليتها، وهو ما انعكس مؤخرًا على تناقص العمليات الإرهابية، بعد أن نجحت أجهزة الأمن المعلوماتي في فك شفرات قوى الإرهاب ووسائله السرية في التراسل والتواصل لأول مرة.

وكشفت معلومات لمصادر رفيعة عن تفاصيل برامج استخدمتها العناصر الإرهابية فى مصر مؤخرًا، لمنع وصول الأجهزة الأمنية إليها، ولفتت إلى أن على رأس هذه البرامج برنامجي "سجنال" و"تليجرام"، وهي البرامج التي استخدمتها "خلية البطرسية"، ثم استخدمها بشكل أوسع منفذو حادث كنيستي الإسكندرية وطنطا.

وأضافت المعلومات لأول مرة أن الإرهابيين استخدموا هذه البرامج لأنها مشفرة، وقاموا من خلالها بنقل المعلومات وأماكن الأسلحة، مشيرة إلى أن هذه البرامج استخدمها الإرهابيون أيضًا فيما بينهم لنقل معلومات عن أماكن المتفجرات والسلاح، وكيفية تجهيز العناصر الانتحارية من خلال هذه البرنامج.

المعلومات كشفت النقاب أيضًا عن استغلال البرامج لتضليل الأجهزة الأمنية خلال الفترة الماضية، والإفلات منها، مشيرة إلى أن منفذى حادثي الإسكندرية وطنطا قاموا بإرسال جميع المعلومات عبر البرنامجين فى محادثات مشفرة، وأن الأجهزة الأمنية اكتشفت ذلك، واتخذت إجراءات موسعة، وعمدت جهات سيادية وأمنية إلى التشويش على البرنامجين لمنع استخدامهما داخل البلاد، خاصة بعد اكتشاف الأجهزة الأمنية أن الإرهابيين وعناصر تابعة لـ"داعش" و"الإخوان" يستخدمون البرنامجين فى تأمين تحركاتهم.

المفاجأة التي كشفت عنها المعلومات السيادية هي أن جميع مخططى حادث البطرسية صدرت لهم تعليمات باستخدم هذين البرنامجين فقط، للهروب من الأمن، ونقل المعلومات وتحركاتهم وأماكن تقابلهم، بالإضافة إلى إرسال صور العناصر التي ستقوم بمساعدتهم في تنفيذ التفجيرات من خلالهما.

وتابع المصدر، أن الأجهزة الأمنية عملت خلال الفترة الماضية على التعاقد مع شركات صينية وروسية وبريطانية مسؤولة عن مراقبة الأخطار على مواقع الإنترنت، والفيس بوك، وبرامج الآندرويد، والبرامج المشفرة التى تستغلها عناصر التنظيمات.

- حجب المواقع

المعلومات أكدت أيضًا أن الأجهزة الأمنية ستقوم بإغلاق مواقع إلكترونية جديدة، وأخرى تابعة للإخوان خلال الفترة المقبلة، تم من خلالها استقطاب الشباب للسفر إلى سوريا والعراق وليبيا، وانضمامهم للجماعات الإرهابية المتطرفة فى هذه الدول، موضحة أن الأجهزة الأمنية وضعت خطة متكاملة للسيطرة على "شات روم" أيضًا، التي يستخدمها الإرهابيون فى نقل معلومات واستقطاب الشباب، بالإضافة إلى أنه تمت الاستعانة بتجارب من دول خارجية كبرى.

- ضربات استباقية

لفتت المعلوات إلى أن اجتماعات عقدت خلال الفترة الماضية مع أجهزة أمنية كبرى، وذلك لإحكام السيطرة على شبكات التواصل الاجتماعى، ليس بهدف مراقبة المواطنين، ولكن الهدف منها تحجيم تحركات الإرهابيين، وتوجيه الضربات الاستباقية لهم، خاصة أنهم يستغلون شبكات التواصل الاجتماعى فى نقل المعلومات وتحركاتهم، وأيضًا من خلال تجهيز بطاقات هوية وجوازات سفر مزوة لتسهيل تحركاتهم.

وأشارت المعلومات إلى أن مصر تفاوضت مع شركتين روسيتين "روسيا سيكسكو"، و"كاست"، وأخرى بريطانية "ريد ريسكس"، بينما تم استبعاد شركات أخرى لأسباب أمنية، وذلك للتعاقد معها وصد أي مخاطر تأتى عبر الشبكة العنكبوتية.

وأكدت المعلومات أن الأجهزة الأمنية قامت بإعداد ملف كامل عن الشركات الثلاث المقدمة للأمن الإلكترونى، وتم تقديمه لجهات سيادية مختلفة، والتى اجتمعت مؤخرًا مع ممثلى الشركات، تمهيدًا لاختيار شركة واحدة، ولفتت إلى أن شركة روسية للأمن الإلكترونى، متخصصة فى ذلك المجال، هى الأقرب للتعاون مع الجهات الأمنية المصرية.

كما أشارت إلى أنه سيتم التعاقد مع هذه الشركات، وستتولى مسؤولية رصد المخاطر الأمنية الخاصة بموقع "فيس بوك" و"تويتر" و"واتس آب" و"فايبر" و"إنستجرام"، والبرامج التى تقوم بتشفير المكالمات، بالإضافة إلى مواقع الإنترنت المختلفة، وستكون مهمتها أيضًا رصد تداول المعلومات الخاصة بالأجهزة الأمنية التى تهدد أمن وسلامة الأمن القومى، وسيتم ذلك من خلال إنشاء مركز أمنى داخل مصر، ستُكلف الشركة الأجنبية بتأسيسه وتطويره أولًا بأول، بهدف رصد المخاطر الأمنية على هذه المواقع.

وأوضحت أنه ستكون هناك قاعدة أمنية محددة من خلالها، وستعتمد على البحث عن دعوات الحشد والإعتصام، والمصطلحات التى تتضمن تصنيع المتفجرات والأسلحة، وإشاعة الفوضى والفتن الطائفية، ونشر الشائعات، وتجنيد الشباب، ومن مهامها أيضًا العمل على تتبع العناصر الخارجية التى تقوم بتجنيد عناصر لها موجودة فى مصر، لتسهيل القبض عليهم، فضلًا عن سرعة مواجهة الدعوات التخريبية عبر الـ"فيس بوك" ضد الدولة، واستهداف مرافق الدولة العامة والخاصة.

وأضافت المعلومات أن الشركات الأجنبية ستتولى توريد أحدث برامج رصد مخاطر الأمنية، بالإضافة إلى تحديث هذه البرامج بشكل دورى ومتكامل، مع إطلاع الأجهزة الأمنية عليها لفحصها أولًا بأول، وأنه سيتم توفير أجهزة خاصة من الشركة لمصر.

- حجب مصر

ونوهت المعلومات السيادية بأن الشركة الأجنبية التي سيقع عليها الاختيار، ستزود مصر بأجهزة حديثة لمكافحة التجسس ومحاولة سرقة المعلومات والبيانات الحكومية، وتأمينها بشكل متكامل، والاجتماع مع ممثلي الأجهزة الأمنية بشكل دورى، وإطلاعهم على التقارير الخاصة بالأداء الأمني لرصد المخاطر بمواقع التواصل الاجتماعى، بالإضافة إلى التعامل مباشرة من الجماعات الإرهابية، التى تعمل على تجنيد الشباب عبر سوريا والعراق، من خلال عزل هذه الشبكات تمامًا عن مصر، ومنع ظهورها على مصر إطلاقًا، بما يعنى حجب مصر نهائيًا عن هذه الدول، لمنع تواصلها مع الشباب واستقطابهم.

كما نوهت بأن مصر اشترطت أن يكون للشركات التى ستتعاقد معها نشاط خارجى، ولديها سجل مشاركات دولية بشكل واسع، والهدف هو أن تقوم مصر مستقبلًا بإنشاء شركة أمنية مصرية لصد الأخطار الإلكترونية ومواجهتها.

واستفاضت المعلومات بأنه تم تزويد كل جهاز أمنى بلجنة مسؤولة عن تطوير الاستراتيجية الأمنية لمواجهة الإرهاب عبر الإنترنت، ووضع خطط أمنية وتطويرها لمنع استقطاب الشباب للانضمام للجماعات التكفيرية.

وكشفت المعلومات أن الأجهزة الأمنية توصلت إلى هوية المواقع و"الأكونتات" الوهمية على مواقع التواصل الاجتماعى من الخارج، وتحديدًا تركيا وقطر، لافتة إلى أن هناك مواقع تُدار من داخل تركيا بواسطة عناصر مصرية تعمل على استقطاب مصريين، بالإضافة إلى شخصيات مجهولة تدير صفحات عبر الـ"فيس بوك"، تدار من قطر، ويحصل القائمون عليها على أموال كبيرة لاستقطاب الشباب وتسفيرهم إلى ليبيا.

نقلا عن العدد الورقي.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً