اعلان

الجزائر تحتفل بالذكرى الـ55 للاستقلال

تحيي الجزائر اليوم، الذكرى الخامسة والخمسين للاستقلال من خلال تنظيم برنامج ثري يشمل عدة فعاليات ثقافية وفنية عبر ولايات البلاد احتفالا بهذه المناسبة التاريخية التي يقف فيها الجزائريون وقفة إجلال لشهدائهم الأبرار ولمن صنعوا وكتبوا أجمل صفحات الكفاح الجزائري من أجل نيل الحرية والاستقلال.

وأعد الجيش "الوطني الشعبي" بداية من الأول من شهر يوليو الجاري، ويستمر حتى العاشر من الشهر ذاته برنامجا ثريا يشمل عدة أنشطة على مستوى المتحف المركزي للجيش، وتهدف هذه الاحتفالات التي تندرج في إطار تقاليد الجيش الوطني الشعبي إلى تثمين مختلف المحطات التي طبعت التاريخ الوطني، وسيتم تنظيم استعراض للمجاهدين بالإضافة إلى عروض متنوعة في الفنون القتالية، والقفز المظلي..فضلا عن مشاركة فرقة موسيقية من الحرس الجمهوري في تنشيط هذه الأجواء الاحتفالية على مستوى ساحات "مقام الشهيد" فيما يتم تخصيص ورشة رسم للبراعم حول موضوع الاستقلال.

ويتم تنظيم ندوات ومحاضرات علاوة على عرض أفلام ثورية ووثائقية وأناشيد وطنية تخلد هذه المناسبة العظيمة وستكون هذه الذكرى أيضا فرصة لتعرف الزوار عن كثب على منتجات عسكرية وطنية متنوعة تعكس مدى التطور الكبير والمستوى الرفيع الذي بلغته الصناعات العسكرية بمختلف فروعها، ودورها البارز في دفع عجلة التنمية الوطنية.

وفي هذا السياق، دعا الجيش الوطني الشعبي الجمهور العريض إلى زيارة المتحف المركزي للجيش وساحة رياض الفتح لحضور هذه التظاهرة المهمة التي تتركز حول القيم النبيلة والسامية للجيش الوطني الشعبي سليل جيش التحرير الوطني.

وأكد الدكتور إبراهيم أبو لحية رئيس اللجنة الخارجية لمجلس الأمة السابق، وأحد أبرز قيادات حزب جبهة التحرير الوطني الحاكم في الجزائر التي قادت الثورة الجزائرية ضد الاستعمار الفرنسي" أن هذا الاستعمار لا يمكن أن نجد له مثيل في التاريخ لأنه استهدف الهوية والانتماء والدين والشخصية الجزائرية، مشيرا إلى أن حروب الاستعمار الفرنسي ضد الجزائر جعلت من ثورة التحرير المجيدة أفضل الثورات في العالم".

وقال أبو لحية، في تصريحات صحفية له، إن الشعب الجزائري استطاع أن ينتصر ويسترد سيادته من دولة قوية مثل فرنسا تحالفت ضد هذا الشعب الذي أبى الاستسلام وقدم قوافل الشهداء يوما بعد يوم حتى بلغت مليونا ونصف المليون شهيد، مهنئا الجزائر شعبا وحكومة ورئيسا التي كانت مضرب المثل لأحرار العالم.

وأضاف أن الشعب الجزائري المغوار الذي آمن بهويته وانتمائه الحضاري استطاع أن يسترجع سيادته المنتهكة من قبل الاستعمار الفرنسي وهو أكبر وأخطر الاستعمارات في العالم ضاربا المثل في التضحية والفداء، مقدما تحيته العاطرة إلى المجاهدين الأحياء وإلى الشهداء الذين هم أحياء أيضا عند ربهم يرزقون.

وثمن القيادي في حزب جبهة التحرير الوطني الحاكم، دور الشباب الجزائري الذي حافظ على بلاده آمنة مطمئنة موحدة مستقرة وتنبه للمؤامرات التي حيكت ضد بلده وضد الشعب الجزائري، مؤكدا أن الفرصة سانحة الآن لأن يستلهم الجزائريون عبر ودروس التاريخ ليواجهوا التحديات ويعبروا بوطنهم إلى بر الأمان.

وأعد المسرح الوطني بالجزائر العاصمة عدة نشاطات ثقافية وفنية تزامنا مع احتفالات عيد الاستقلال وسيكون الجمهور اليوم على موعد مع أكاديمية بروفيل التي ستقدم عمل كوريغرافي (تعبيري)، وستقدم جمعية أهل الفن يوم الجمعة حفلا غنائيا أندلسيا..بينما وسيقيم المركز الإسلامي الثقافي يوم السبت المقبل حفل تكريم لمختلف الشخصيات الثقافية.

وكثفت مؤسسة ثقافة وفنون نشاطاتها فسيتم تنظيم معرض فني يعد الأول من نوعه تحت مسمى "الجزائر المحية بالله" ويتضمن عرض وثائق وصور نادرة خاصة وعروض كوريغرافية تبرز مراحل السيادة الوطنية ستعرض بهذه المناسبة على أن ينظم حفل خاص بالرقص التقليدي اليوم ببن خلدون تنظمه فرقة بالي الجزائر العاصمة.

وعشية الاحتفال بعيد الاستقلال، وجه الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة تحية للجيش الوطني الشعبي على ما أبلاه ويبليه من بسالة واحترافية وروح التضحية التي بفضلها وفق بالتنسيق مع مختلف قطاعات الأمن في التغلب على بقايا الفلول الإرهابية بالجزائر.

وترحم الرئيس بوتفليقة - في رسالة وجهها لشعبه بمناسبة إحياء ذكرى الاستقلال- على أرواح شهداء الواجب الوطني الذين استشهدوا خلال الأشهر الأخيرة من بين أفراد الجيش الوطني الشعبي وأفراد الأمن أثناء مكافحتهم النبيلة لآفة الإرهاب المقيتة.

وأوضح بوتفليقة أنه " ليس في هذا التذكير بالماضي أية دعوة إلى البغضاء والكراهية حتى وإن ظل شعبنا مصرا على مطالبة مستعمر الأمس بالاعتراف بما اقترفه في حقه من شر ونكال، مشيرا إلى أن فرنسا التي باشرت معها الجزائر المستقلة بناء شراكة استثنائية يجب أن تكون نافعة لكلا الطرفين وهي شراكة لن يزيدها الاعتراف بحقائق التاريخ إلا صفاء".

وقال بوتفليقة في هذا الشأن "ذلكم هو المنظور الذي جعلنا نكرس بنص الدستور قدسية النشيد الوطني والعلم الوطني، وذلكم هو المنظور بالذات الذي جعلنا نلزم الدولة بنص الدستور بضمان احترام رموز الثورة وصون ذاكرة الشهداء وكرامة المجاهدين، ووفق التصور هذا ذاته حمل الدستور الدولة مسئولية العمل على ترقية التاريخ وتلقينه للأجيال الناشئة".

من جانبه، أكد جمال يحياوي مدير"المركز الوطني للدراسات والبحث في الحركة الوطنية والثورة الجزائرية" أن الثورة التحريرية هي رمز لاسترجاع السيادة والقضاء على الاستعمار وبلورة فكر عربي وحدوي.

ودعا يحياوي، في تصريحات له، الجيش الوطني الشعبي سليل جيش جبهة التحرير الذي استعاد السيادة والكرامة قبل أن يستعيد الأرض وطرد المستعمر الغاصب، إلى الحفاظ على تلك الرقعة الجغرافية الثمينة "الجزائر" ودحر الإرهاب والتطرف والقضاء على الجريمة المنظمة، مؤكدا ضرورة أن يتوحد الجزائريون جميعا من أجل إجهاض المخططات والمؤامرات التي تحاك ضد الجزائر شعبا ووطنا والحفاظ على الهوية.

وقال يحياوي" نحن مطالبون بالحفاظ على مبادىء ثورة التحرير المجيدة، وانتهاج ذات الدبلوماسية التي اعتمدتها الثورة لمساندة القضايا العادلة في العالم دون التدخل في الشئون الداخلية للدول، داعيا شباب اليوم إلى الحفاظ على هذا الرصيد النضالي الذي تركه شباب الأمس وهم الآباء والأجداد الذين قدموا أنفسهم فداء لوطنهم".

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً