اعلان

العالم تخلي عن قطر.. "الدوحة" تفشل في استخدام "سلاح الغاز" ضد مطالب الدول المقاطعة.. وتنزانيا خيبت آمالها

كتب : سها صلاح

فشلت قطر في استخدام سلاح الغاز الطبيعي لتجنيد قوى عالمية لصالحها من أجل التهرب من مطالب الدول الداعية لمكافحة الإرهاب.

ويعتمد العالم بشكل رئيسي على الغاز الطبيعي ومشتقاته، حيث تتعدد استعمالاته المنزلية والتجارية، وبالرغم من أن 25% من احتياطي الغاز الطبيعي في العالم يتواجد في قطر، إلا أنها لم تتوقف عن التلاعب في سوق الغاز العالمي دون أدي اكتراث بالتبعات العالمية لمثل ذلك التلاعب.

أزمات الغاز الطبيعي العالمية في سنوات 2006 و2007 و2011 و2013 تسببت في خلل كبير بأسواق الغاز، ويرجع ذلك الى التلاعب الذي قامت به قطر في الأسعار العالمية للغاز، وفقاً لمجلة "ذا أتلانتيك" الأمريكية، شهدت تلك الأسواق اضطرابات كبيرة تم خلها بالضغوط الأمريكية على قطر لوقف التلاعب.

ومن أهم مشتقات الغاز الطبيعي غاز الهيليوم، الذي يدخل في صناعة الإلكترونيات، ووقود الصواريخ، والصناعات الثقيلة، حيث يعتبر جوهرة المواد الخام في الصناعات الحديثة اليوم.

إلا أن الأزمة السياسية الأخيرة التي تسببت بها قطر تضع العالم والاقتصاد العالمي على المحك، فبحسب المجلة، أوقفت قطر إنتاج غاز الهيليوم خلال الأسابيع الأولى من الأزمة، متذرعة بالمقاطعة العربية، مما دفع الأسعار العالمية الى القفز في تلك الفترة، إلا أن عملية المقاطعة دفعت قطر لتصدير الغاز بأسعار أقل.

ولقطر تاريخ طويل في التلاعب بأسعار الغاز، حيث نشرت مجلة "ذا إيكونوميست" تقريرا في عام 2012 تناولت فيه محاولات جدية لاحتكار سوق الغاز العالمي، ولولا التدخل الروسي في السوق العالمية لكانت الأسعار أضعاف ما هي عليه اليوم.

ويقول فيل كورنبلوث، المستشار الدولي في مجال صناعة الغاز، إن قطر تحاول الضغط على الاقتصاد العالمي لدفع الدول الداعية لمحاربة الإرهاب إلى التوقف عن المقاطعة، إلا أن وجود وفرة من الغاز الطبيعي ومشتقاته في السوق العالمية أسهم في إحباط تلك العملية، مع تحول النظرة العالمية لقطر من حيادية إلى سلبية، بحسب "ذا أتلانتيك".

وأسهمت اكتشافات الغاز الأمريكية في العبور من أزمة غاز جديدة هذا العام مع بداية الأزمة القطرية، حيث أسهمت اكتشافات الغاز في حقول "بانهانديل" بولاية تكساس الأمريكية في رفع المعروض العالمي من الغاز الطبيعي والهيليوم.

وترى مجلة "ذا أتلانتيك" أن العالم محظوظ لعدم حدوث أزمة غاز طبيعي جديدة كان يمكن استغلالها من قبل قطر لممارسة الضغوط، حيث إن توافر الإنتاج العالمي بالإضافة إلى اكتشاف حقول جديدة أسهم في حصر الأزمة القطرية ومنع حدوث أزمة عالمية جديدة تؤثر في الاقتصاد العالمي.

وحاولت قطر الحصول على امتيازات تنقيب واستخراج حصرية للغاز الطبيعي في إفريقيا، في تنزانيا بالذات، نظرا لتوافر حقول غاز كبيرة مشبعة بالهيليوم بنسبة 10% لكل قدم مربع، وذلك بحسب تقرير نشرته شركة "هيليوم وان" العالمية، إلا أن الحكومة التنزانية تعلمت من دول أخرى في إفريقيا مثل أرتيريا وإثيوبيا التي أججت فيها التدخلات القطرية الصراعات الداخلية هناك، بحسب تقرير لمركز الأبحاث الأمنية الإفريقي.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً