اعلان

من إرهاصات ثورة يوليو.. قصة احتلال "الخواجات" لقريتين في دمياط: "الطويل باشا" هزمهم وحول دوار العمدة لسجن (صور)

لازالت العديد من القصص والأساطير، حاضرة في أذهان سكان قريتي "الخواجة كرم والخواجة رزوق"، في مركز فارسكور بمحافظة دمياط، وهي تلك القصص التي قرر الأهالي الإفصاح عن بعضها بالتزامن مع ذكرى ثورة 23 يوليو عام 1952، وذلك في التقرير التالي..

- الخواجة كرم ورزوق اقتسما القرية:استغل أحد نبلاء الإنجليز الخواجة "كرم" موقع القرية المتميز فهي عبارة عن شريط من القرى المجاورة بعضها البعض، وتقع على شريط من ترعة السلام، فكان تأثير هذا الموقع شديد على رجال الأعمال الراغبين فى الحصول على أفضل حاصلات زراعية تنتجها المنطقة، فسكن الموقع الشرقى منها ليباشر أعماله، عقب استيلائه على آلاف الأفدنة من القرية. روايات متعددة قصها علينا المسنون من أهالى القرية والذين عاشوا تلك الفترة، فكان "كرم" اسمًا فقط فروى أحد أهالى القرية قائلًا: "أول ما وفد إلينا الخواجة كرم كان شديد فى التعامل معانا، كان دايما مهتم بالزراعة على حساب الأنفار، اللى يتعب ماكانش يعالجه ولا يشغله تاني". 

- الخواجة رزوق:لم يلفت موقع القرية المتميز أنظار الخواجة كرم فقط، بل كان هناك من يراقب الأمر في صمت، حتى حانت لحظة الانقضاض على ما تبقى من الأراضى الزراعية بالمنطقة، فوفد الخواجة "رزوق" أحد أبناء الإنجليز من أصل يهودي، والذي أقام بالطرف الغربي للقرية، واستولى هو الآخر على أجزاء من القرية عقب التفاهم مع البلاط الملكي، ولم تختلف معاملته للأهالي عن الخواجة "كرم"، فأكد الأهالي، أنهم لم يجنوا من ثمار هذا الصراع سوى وجود شخص آخر يلجأوا إليه للبحث عن السخرة.

- الطويل باشا يهزم الخواجان:استمر الأهالي في رصد الحكايات، لحظات صمت تدل على تذكر حدثًا ما، بعدها قال لنا الحاج محمود، إنه شهد اليوم الذى تسلم فيه "الطويل باشا" تلك العزبة من الخواجان "كرم ورزوق"، بعد صراع طويل معهم: "أنا أول مهية قبضتها من الطويل باشا كانت "تعريفة" وكنا بنشتغل أكثر من 10 ساعات يوميًا"، وأوضح "عم محمود" وملامح الهم بدرت على وجهه "كنا أول ما نسمع عن حد جديد امتلك العزبة نفرح ونظن إنه هايعملنا كويس، لكننا بسرعة بنفهم إنهم كلهم واحد والمحاسيب بس هما اللى مرضى عنهم، ودوار العمدة كان سجن لأى حد يدور على حقه".

- ثورة يوليو طوق النجاة لفلاحي مصر:"الثورة نجحت فى إننا نخرج من البيوت ونقف فى وش الناس دى لأول مرة".. بهذه الجملة بدأ الحاج هشام حديثه لـ"أهل مصر"، والذي لا زال يتذكر جيدًا مشاهد الثورة وتسلم الحكومة تلك المساحات من الإقطاعيين، قائلًا: "أول مرة نقدر نقف فى وش الناس دى ومن غير ما نخاف، حسينا إن ورانا ناس هاتجيب حقنا، وإننا ودعنا أيام الذل".وعن سر ارتباط القرية بأسماء الخواجات "كرم ورزوق" لم نحصل على إجابة وافية، فبالرغم من نقل ملكيتها لعائلات الطويل وبالرغم من اندلاع ثورة أطاحت بالإقطاع وبالإنجليز أيضًا، إلا أن القرية أبقت على الخواجان "كرم ورزوق" كأحد عناوين الإقطاع فى مصر لتشهد على ما شهده الفلاح المصرى من أحداث على يد الإقطاع.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً