اعلان

فتنة الوراق.. القرصاية ومثلث ماسبيرو وجزيرة الدهب.. سيناريوهات حكومية فاشلة.. ومواطنون: "الحكومة عايزة تهجرنا وتسلم الأراضى للخليجيين"

الوراق
الوراق

سيناريو يوم "الأحد الأسود" الذى جرت أحداثة بجزيرة الوراق، اختبار فشلت فيه الدولة فى توصيل وجهة نظرها، وسيناريو سىء، أخفقت الحكومة خلاله فى توضيح حقيقة حملات الإزالة، التى استهدفت مبان مخالفة، ما ترك المجال واسعًا للشائعات، وقوى الشر لتسكب البنزين على النار.

أداء الدولة الردىء فى أزمة الوراق خلف قتيلًا وعشرات الإصابات، وغضبًا فى النفوس، وحاولت الأجهزة المعنية استدراك الأمر، لكن بعد فوات الأوان بتصريحات لرئيس الوزراء نفى فيها نية الحكومة إخلاء سكان الجزيرة، كما نفى شائعات بشأن تهجير الأهالى وتسليم الجزيرة لمستثمرين عرب لإقامة مشروعات على حساب الفقراء.

حالة من الجدل سادت أوساط المجتمع المصرى، عقب اتجاه قوات غفيرة من الشرطة نحو جزيرة الوراق، والتى وجدت مقاومة كبيرة من الأهالى، الذى تشبثوا بمنازلهم وأرضهم، وحال لسانهم يقول "على جثثنا أن نرحل من منازلنا".. لكن ما الغرض من كل تلك الضجة؟ وماذا ستجنيه الحكومة من تهجير تلك الجزر؟ وإن كانت ترددت أنباء عن عزم الدولة إخلائها ومنحها لمستثمرين عرب لإقامة منتجعات فاخرة، وكلها شائعات تجاهلت الدولة الرد عليها ما تسبب فى موجة غضب واشتباكات مع الأمن.

1400 فدان للعرب

يبلغ عدد سكان جزيرة الوراق نحو 300 ألف مواطن، وكشف عدد من الأهالى على أن الحكومة تريد إنشاء منطقة استثمارية على أنقاض منازلهم، وتسليمها لرجل أعمال لإقامة مجموعة من الفنادق والأبراج السكنية، وأكد الأهالى أن الحكومة لم تكذب تلك الأخبار ما جعلها عرضة للتصديق.

من جانبه قال محمد عبدالله، أحد سكان منطقة الوراق، "فوجئنا صباح الأحد بقدوم قوات كبيرة من الشرطة لإخلاء المنطقة بالقوة ، فقاومنا حتى سقط منا شاب قتيل، واحنا مش هنسيب المنطقة إلا لو خرجونا على الأكفان".

وأضاف"أنا عشت حياتى كلها فى المنطقة، ومعنديش استعداد إنى أسيبها، أحنا انتخبنا الرئيس علشان يقف جنب الغلابة، وبنطالبه بالنظر لينا بعين الرحمة، ونقوله: "ياريس إحنا مواطنين مصريين مش مغتصبى أراضى، ومعانا ما يثبت ملكيتنا للأراض".

والتقط طرف الحديث أحمد إبراهيم، طالب بكلية الهندسة فى السنة الأخيرة من سكان منطقة الوراق، وقال "أريد أن أوجه رسالة للحكومة، أنتم ليه بتحاولوا تقتلوا أحلامنا، ولو اللى بيتقال دا شائعة، ليه مش بتقولوا الحقيقة؟ وتابع "الدنيا بقت نار، والأسعار فى ارتفاع مستمر، وكل حاجة بقت صعبة ومع ذلك عايشين ورضينا، وبنقول يارب وفق القيادة السياسة لصالح البلد".

وتابع طالب الهندسة: " لصالح من يتم طرد 300 ألف مواطن، وهيروحوا فين ياحكومة؟ فين البديل؟، أم تحاولون جذب استثمارات على حساب وجثث الغلابة، وإذا كان الكلام تطوير فقط لماذا لا تشرحون للناس.

- قطعة التورتة

جزيرة الوراق ليست أحسن حالًا من مثلث ماسبيرو، والتى تبلغ مساحته نحو 12 فدانًا، كما يتشابه الأمر فى غياب الشفافية من جانب الحكومة والتصريحات المائعة، التى تترك الباب مفتوحًا للشائعات والتكهنات.

ويوجد فى محيط مثلث ماسبيرو القنصلية الإيطالية، وعدد من البنوك والتوكيلات التجارية ووزارة الخارجية المصرية، وتحاول الحكومة جاهدة للحصول على تلك المنطقة فى مقابل إعطاء بدائل لقاطنيها، وعلى الرغم من أن المنطقة تعد عشوائية، إلا أن الأهالى يرفضون الخضوع لإملاءات الحكومة، وترك منازلهم، على الرغم من التفاوض الذى حدث بينهم وبين محافظة الجيزة، وعلى الرغم من محاولة الدولة إعطاء أهالى المنطقة مناطق سكنية ووحدات بديلة فى مدينة بدر ومدينة 6 أكتوبر، إلا أنهم رفضوا تلك الاقتراحات، خاصة أنهم يرون أن الحكومة تحاول إخراجهم من تلك المنطقة لصالح عدد من رجال الأعمال وأصحاب المصالح الذين لا يفرق معهم أن يشرد أصحاب تلك المنطقة أم لا.

يقول عبدالرحمن سامح، أحد سكان منطقة ماسبيرو: إنها بالفعل منطقة حيوية واستراتيجية، مضيفًا " الحكومة مش هتقدر الناس، وعايزة تسلم المنطقة لرجال أعمال لإنشاء أبراج وفنادق استثمارية وشركات محلية وخارجية، فى الوقت الذى يلقى بالسكان فى مناطق نائية فى أكتوبر وبدر".

القرصاية جزيرة الأكفان

جزيرة القرصاية تتبع إداريا محافظة الجيزة، تبلغ مساحتها حوالى 139 فدانًا، عدد سكانها نحو أكثر من 5 آلاف مواطن، يصارعون مع الحكومة ورجال الأعمال منذ 10 سنوات، رافضين تسليم أرضهم، وابتكر الأهالى هناك طريقة للتعبير عن رفضهم للإخلاء بالقوة، ويقومون بتسيير جنازات وهمية للتعبير عن رفضهم الشديد الرحيل والتفريط فى الأرض إلا على جثثهم، وترغب الحكومة فى الحصول على تلك البقعة المميزه للاستفادة منها وإقامة مشروعات استثمارية داخلها، إلا أن الأهالى يقفون حائلًا دون تنفيذ تلك المهمة.

فقراء جزيرة الذهب

قرية جزيرة الذهب تعد واحدة من إحدى الأماكن المهددة بالتشريد والبالغ عدد سكانها نحو أكثر 117 ألف مواطن، وهى فى قلب النيل وتابعة لمحافظة الجيزة، وهى منطقة ذات طبيعة جذابة وساحرة وموقع متميز، ويعتمد أهالى المنطقة على الصيد والزراعة والسباكة، وتسعى الحكومة لتهجير سكانها لصالح بعض رجال الأعمال حسب تأكيد الأهالى، لتحويلها لمنتجعات سياحية وفنادق كبرى، إلا أن الأهالى يرفضون بشدة فكرة الرحيل عن المنطقة، خاصة أنهم يعانون الفقر وسوء مستوى المعيشة هناك مع اعتمادهم على بعض الوظائف مثل الصيد والزراعة والسباكة والمحلات التجارية، ومع ذلك فهم يرفضون أن يرحلوا عن منازلهم حتى ولو كلفهم الأمر أرواحهم.

نقلا عن العدد الورقي.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
«عليها أسئلة الامتحانات».. سرقة أجهزة الكمبيوتر بمدرسة بالفيوم قبل ساعات من الامتحانات