اعلان

حواديت "أهل مصر": زوجي طفل مُدلل

أنا فتاة على قدر من الجمال، لامست العام الواحد والعشرين من عمرى، وكدت أنهى دراستى بكلية علمية مرموقة، فقد كنت طيلة حياتى من المتفوقات، تعرفت على زوجى أثناء إحدى الرحلات من الأصدقاء، كان شابًا هادئًا ودودًا، سعى كثيرًا للتقرب منى، عرفت عنه كل شىء فى فترة بسيطة، فقد كان ابنًا وحيدًا لوالده الثرى، وله أخت واحدة.

صارحنى مباشرة بأنه يريد الارتباط بى فى إحدى المقابلات، واحترمت صراحته معى حينها، وبالفعل تقدم والداه لأسرتى، وسارت الأمور على أحسن ما يكون، فسرعان ما تمت الخطبة، وبعدها ازداد اقتراب أسرتى منه، فقد كان شديد اللطف والتعلق بهم، وحب مجالستهم، والسهر معهم فى منزلهم، حتى أنه شعر بأنهم أسرته، وبالفعل كانوا كذلك.

لا أخفيك سرًا مرت أيّام الخطوبة سعيدة، لا يعكر صفوها سوى بعض الغيرة المتبادلة بيننا، وكانت خلافاتنا كلها تنتهى بزيادة الحب والارتباط، حتى حل موعد الزفاف، وكان يومًا أسطوريًا بمعنى الكلمة، حيث رتبت لكل شىء معه، وكان اليوم على أكمل وجه، كما خططت وأكثر، فأحيا الزفاف كبار نجوم الفن فى مصر، وتمت الليلة فى جو من البهجة والإبهار.

انتهى الزفاف وسافرنا فى جولة أوروبية، وبدأت أحتك به كروحه وألاحظ عصبيته المفرطة، حتى أنه ضربنى عدة مرات خلال شهر العسل، أخفيت على والدى فى البداية، حتى لا تفسد العلاقة الطيبة بينهم، مع وعود متكررة منه بعدم تكرار هذا الأمر، وعدنا إلى مصر، وكانت شقة الزوجية ما زالت فى التشطيب، فاضطررنا للإقامة فى فيللا والديه.

فى البداية كانت العلاقة طيبة مع أسرته، ولكن تكرر اعتداؤه على مرارًا، حتى أننى كنت أذهب كليتى وآثار ضربه المبرح على وجهى وذراعى، لم أعد احتمل وضقت به ذرعًا، وبحت بالسر لوالدته وأريتها أثار الضرب، لكنها ما كانت أبدا لتقف وتوضح له خطأه، بل كانت توصينى أنا بالصبر والتحمل لأنه مايزال صغيرًا ومتهورًا.

لم أعد أطيق الوضع السىء، فأنا لست بحاجة ولست مجبرة على ذلك، وأخبرت والدى، ودبت المشاكل فى حياتى، وفوجئت برد فعل زوجى بمقاطعتى، حتى أنه لم يأت للسؤال عنى، وصدمت من رد فعل والدته، فى الوقت الذى كان والده شديد التقرب لى واسترضائى بأى شكل ممكن ودعوتى للصبر عليه، وزاد من حيرتى وتشتتى شعورى بجنين يتحرك فى أحشائى، وكأنه رسالة للصبر والتأنى.

جلست مع نفسى كثيرًا، وتوصلت لنتيجة أن زوجى طفل مدلل لا يتحمل مسؤولية، وأن والديه زوجاه سريعًا، حتى يصلحا من شأنه ويتحمل مسؤولية، ولأكون له عونًا فى إنهاء دراسته، التى تعثر فيها مرارًا، أما والدته فكانت تتعامل معى على أنى الدمية، التى فى يد ابنها، يلهو بها كيفما شاء، ويتركها وقتما شاء، وزاد لومها على عندما نجحت فى كليتى وابنها تعثر كالعادة، واتهمتنى بأنى لا أهتم به، ولَم أدفعه للنجاح، وحاولت بشتى الطرق إثارة المشاكل بيننا، وزادت من حدة الخلافات فى أيّام امتحاناتى حتى تعيقنى عن النجاح.

تحملت كل ذلك من أجل جنينى، فأنا لم أشأ أن يولد ابنى وأبواه منفصلان، ضج حمايا من ابنه وحاول إصلاح شأنه، لكنه فشل أمام استمرار والدته فى تدليله، فهو يقضى يومه كله فى الجيم والكافيهات، لا يعمل شيئًا سوى السهر مع الأصدقاء والتعرف على شباب ضايع، وقضاء معظم الوقت معهم.

لا أعلم ماذا أفعل، هل كتب على أن أعيش مع شاب ضائع، لا يعمل، ولا نيه لديه لتحمل المسؤولية، فوالده ينفق علينا ويتحمل مصاريف البيت، وهو لا يدرى عن شؤون المنزل شيئًا.

الرد

عزيزتى دعينا نعترف أن اختيارك كان خاطئًا منذ البداية، فلم تلتفتى للسؤال عن دراسته، وتعجلت فى إتمام الزواج قبل أن ينهى تعليمه، هو كما قلت شاب مدلل، لا يتحمل حتى مسؤولية نفسه، فكيف يتحمل مسؤولية بيت وأسرة؟

أنت الآن حامل، وفات وقت التراجع، لأبد من التحمل ومعك والد زوجك، الذى يعلم جيدًا علة ابنه، ويحاول معك للإصلاح، حاولى الاهتمام به والمثابرة معه، حتى يكمل دراسته الجامعية، والضغط عليه حتى يعمل مع والده ويتحمل مسؤوليته، اصبرى عليه قليلًا حتى ينضج، وليكن والده عونًا لك، فربما بعد ولادتك سيزيد تعلقه بك وبابنه، وسيتحول وجودكما فى حياته لشىء مهم وأساسى.

الصبر هو الحل، ومع الوقت سينضج زوجك، ومع مثابرتك حاولى بناءه نفسيًا حتى يكون رجلًا صالحًا.

نقلا عن العدد الورقي.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً