اعلان

مدينة البهنسا بالمنيا.. مهد الفتح الإسلامي لمصر.. والشاهد على رحلة العائلة المقدسة (صور)

تعج قرية البهنسا بالآثار الإسلامية الشاهدة على تاريخ الفتح الإسلامي لمصر، والتي يُطلق عليها مدينة الشهداء لكثرة من اسُتشهد فيها خلال الفتح الإسلامي، ففي عام 22 هجرية، أرسل عمرو بن العاص جيشا لفتح الصعيد بقيادة قيس بن الحارث، وعندما وصل إلى البهنسا، كانت ذات أسوار منيعة وأبواب حصينة، كما أن حاميتها الرومانية قاومت جيش المسلمين بشدة، مما أدي إلي سقوط عدد كبير من الشهداء المسلمين، وهو ما كان سببا في قدسية المدينة داخل نفوس أهلها الذين أطلقوا عليها مدينة الشهداء تبركًا والتماسًا للكرامات.

وفي البهنسا غربا بجوار مسجد علي الجمام، تقع جبانة المسلمين التي يوجد فيها وحولها عدد كبير من القباب والأضرحة التي تنسب للصحابة والتابعين والعلماء الذين زاروا المدينة، ومقابر (مقامات) لشهداء الجيش الإسلامي الذين شاركوا في فتح مصر، واستشهدوا على هذه الأرض خلال حملتهم في فتح الصعيد المصري، ويفخر أهلها اليوم بهذه القرية لاحتواء ترابها على أجساد هؤلاء الشهداء من الصحابة، بل والبدريين منهم (أي من حضروا بدر مع الرسول صلى الله عليه وسلم).

وتضم قائمة الشهداء، أمير السرية الصحابي الشهيد، وحفيد الحارث عم الرسول زياد بن أبي سفيان بن الحارث بن عبد المطلب الهاشمي القرشي، سليمان بن خالد بن الوليد المخزومي القرشي، محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق التيمي القرشي، الحسن الصالح بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب الهاشمي القرشي، محمد بن أبي ذر الغفاري الكناني، محمد بن عقبة بن نافع الفهري القرشي، هاشم بن نوفل القرشي، عمارة بن عبد الدار الزهري القرشي، عبيدة بن عبادة بن الصامت، جعفر بن عقيل بن أبي طالب الهاشمي القرشي، علي بن عقيل بن أبي طالب الهاشمي القرشي، خولة بنت الأزور، السبع تابعيات الشهيدات (السبع بنات)، والقاضي الكبير علي الجمام قاضي قضاة البهنسا وإمام المالكية في عصره.

ومن أبرز مزارات القرية مقام سيدى على الجمام قاضى قضاة البهنسا، الذى يقع حوله عشرات من الأضرحة، التى تعود لشهداء معارك الفتح الإسلامى، كما يوجد الجامع القديم الملحق بضريح الجمام، علقت لوحة قديمة، لشيخ بلحية بيضاء، تظهر عليه ملامح الوقار، يمسك بالمصحف بين يديه، وفى ساحة الضريح، شجرة قديمة، علقت عليها لافتة كتب عليها "شجرة مريم" والشجرة تعود لزمن رحلة العائلة المقدسة، حيث استظلت السيدة العذراء بظلها، هى والطفل يسوع، وتتبرك نساء القرى القريبة بتلك الشجرة، وينتشر اعتقاد بأن بركتها تساعد فى حل أزمة تأخر الإنجاب لديهن.

ولفتت الوثائق التاريخية، أن القرية مدفون بها ألف من شهداء الفتوحات الإسلامية، منهم 70 صحابيا "بدريا"، أى ممن حضروا غزوة بدر، أولى الغزوات الإسلامية فى زمن الرسول "صلى الله عليه وسلم"، ولدى أهالى البهنسا ولع، بدفن موتاهم بالقرب من تلك الأضرحة، التى باتت فى حالة سيئة، بسبب عدم الترميم، رغم إدراجها ضمن آثار العصر الإسلامى، لمحافظة المنيا.

وقديمًا كانت البهنسا مليئة بالكنائس ولكن مع مرور الأيام تلاشت هذه الكنائس ولم يتبق منها سوى جدران خاوية ومن المعالم التاريخية الإسلامية، مسجد القاضي علي الجمام، وتم بناؤه حديثًا (وليس أثريًا) بجوار ضريح الشيخ علي الجمام وقد صمم وفق الطراز الإسلامي بطابع أندلسي، وتحتوي القرية أيضا على مسجد ومقام الحسن الصالح بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب، أي حفيد رسول الله محمّد (صلى الله عليه وسلم) وهو يعتبر من أقدم المساجد في القرية بل في مصر فهو أقدم من الأزهر الشريف إذ يزهو عمره على الألف والمائتي سنة (أكثر من 1200 سنة).

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً