اعلان

تعرف على رئيس جامعة القاهرة الجديد.. رحلة "عثمان الخشت" من تطوير الفلسفة الدينية إلى رئاسة جامعة القاهرة

الدكتور محمد عثمان الخشت

يستعد الدكتور محمد عثمان الخشت، لمواجهة العديد من التحديات، بعد توليه منصبه كرئيس لجامعة القاهرة، ومن خلال سيرته الذاتية، يبدو أنه قادرًا على مواجهة تلك التحديات، فهو رائد علم فلسفة الدين، ونائب رئيس جامعة القاهرة لشئون التعليم والطلاب، والمستشار الثقافى المصرى فى السعودية، وتولى عدد من المناصب الثقافية في الجامعة والبعثات الخارجية؛ حيث عمل مستشارًا ثقافيًا لجامعة القاهرة خلال 2002 2013، فيما شغل منصب مدير مركز جامعة القاهرة للغات والترجمة خلال الفترة من 2010 2013.

كما عين مسؤول التدريب والتثقيف للجامعات المصرية بوزارة التعليم العالي 2013، بجانب منصبه كعضو اللجنة الدائمة لاختيار الوظائف القيادية بجامعة القاهرة في نفس العام، كما عمل مستشارًا للدراسات العليا بجامعة القاهرة وعضو المكتب الفني 2009 2013، وخلال الفترة من عام 2013 وحتى 2015؛ عمل "الخشت" كمستشارًا ثقافيًا مصريًا ورئيس أكبر بعثة تعليمية بالخارج لدى المملكة العربية السعودية.

ويعتبر "الخشت" أول من ألف وأول من حصل على الدكتوراه ثم الأستاذية في فلسفة الدين، وكتابه "مدخل إلى فلسفة الدين" يعد أول كتاب في الفكر العربي حيث صدر عام 1993 م، وأكثر ما يميز الخشت، أنه يجمع بين التعمق في التراث الإسلامي والفكر الغربي، وتتميز مؤلفاته بالجمع بين المنهج العقلي والخلفية الإيمانية ونسج منهجا جديدا في فنون التأويل يجمع بين التعمق في العلوم الإنسانية والعلوم الشرعية وتاريخ الأديان والفلسفة.

وبلغت مؤلفات "الخشت"، 41 كتابا، و24 كتابا محققا من التراث الإسلامي، وله 27 من الأبحاث العلمية المحكمة المنشورة، وترجمت بعض أعماله إلى لغات أخرى (الألمانية والإنجليزية والإندونيسية)، وصدر أول كتاب منشور له عام 1982 وكان عمره 19 عاما.

تم تصنيفه من كرسي اليونسكو للفلسفة ضمن الفلاسفة العرب المعاصرين في "موسوعة الفلاسفة العرب المعاصرين" الصادرة عن كرسي اليونسكو للفلسفة 2017. وتم اختياره شخصية العام 2014 بالسفارة المصرية بالمملكة العربية السعودية. وحصد جوائز كبيرة، حيث حصل على سبع جوائز علمية في العلوم الانسانية والاجتماعية، وجائزة في النشر الدولي، وجائزة الأستاذ المثالي من كلية الآداب عام 2010، وجائزة الأستاذ المثالي من نادي أعضاء هيئة التدريس لاختياره استاذا مثاليا عن هيئة التدريس بقسم الفلسفة-كلية الآداب عام 2010. وكرمته جامعة القاهرة في عيد العلم 2013 نظرا لإسهاماته الأكاديمية والإدارية في الدراسات العليا والبحوث والمشروعات الثقافية. وحصد وعشرات من شهادات تقدير ودروع من جامعات ومؤسسات دولية وإقليمية ومحلية.

ألف أكثر من سبعين بحثا وأربعة كتب عن فكر الخشت واسهاماته العلمية باللغة العربية والإنجليزية، ووصفه عشرات الباحثين الأكاديميين في العالم العربي بأنه صاحب عقلانية بلا ضفاف، وللخشت نظرية فى تطور علم الأديان، ونظرية لأخلاق التقدم، وأعماله تقدم رؤية جديدة لتاريخ الفلسفة الغربية تتجاوز الصراع التقليدي منذ بداية العصور الحديثة بين المثالية والواقعية.

وله مؤلفات تدرس في العديد من الجامعات في علوم الدين المختلفة: أصول الدين، وعلم الحديث، والشريعة، ومقارنة الأديان، كما أن له مؤلفات عديدة عن الفرق الإسلامية، فضلا عن الكتابات الاجتماعية. تتميز كتاباته بالوسطية والعقلانية، وتكشف هذه الكتابات عن تعمق كبير في العلوم الإنسانية والعلوم الشرعية، ويتميز أسلوبه بالوضوح والمنطقية.

قدم الخشت مشروعا جديدا لتجديد الفكر الديني قائم على العقلانية النقدية، ويرى ضرورة تطوير علوم الدين، وليس إحياء علوم الدين القديمة، نظرا لتجمدها الذي يحوّل القرآن من نص ديناميكي يواكب الحياة المتجددة إلى نص إستاتيكي يواكب زمنا مضى وانتهى. ويؤسس الخشت لتفسير جديد ينتقل من الوعظ والإدهاش والتخويف إلى تفسير من أجل التعقل والتفكير، النص حمّال أوجه، لكن المعاني ليست مفتوحة بلا قيد أو شرط. وتأسيس فقه جديد ينبع من المصلحة ومن الواقع، وعلم حديث جديد ينتقل من نقد السند إلى نقد المتن، وإزاحة كل المرجعيات الوهمية التي ترسبت في قاع تراث بشري اختلط بالمقدس.

ودعا الخشت إلى صياغة خطاب ديني جديد بدل تجديد الخطاب الديني القديم في كتابه "نحو تأسيس عصر ديني جديد"، وافتتح الخشت مشروعه بالتأكيد على أن الإسلام الذي نعيشه اليوم هو خارج التاريخ ومنفصل عن واقع حركة التقدم، ومن ثم بات من الضروري العودة إلى “الإسلام المنسي”، لا الإسلام المزيّف الذي نعيشه، ورأى أن ذلك لا يمكن أن يكون دون تخليص الإسلام “من الموروثات الاجتماعية وقاع التراث” و”الرؤية الأحادية”، فالنظرة إلى الإسلام من زاوية واحدة ضيّقة تزيّف الإسلام، ولذا من الفرائض الواجبة توجيه النقد الشامل لكل التيارات أحادية النظرة سواء كانت إرهابية أو غير إرهابية.

ورأى أن المطلوب تكوين خطاب ديني جديد وليس تجديد الخطاب الديني المتكلس، لأن تجديد الخطاب الديني عملية أشبه بترميم بناء قديم، والأجدى هو إقامة بناء جديد بمفاهيم جديدة ولغة جديدة ومفردات جديدة وتهجينها بلغة ومفردات العلوم الاجتماعية والإنسانية وفق متغيرات العصر وطبيعة التحديات التي تواجهه.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً