اعلان

عميد أصول الدين الأسبق: العلاقة بين المسلمين وغيرهم قائمة على البر

الدكتور بكر زكي عوض

عقدت وزارة الأوقاف، المحاضرة الثالثة للفوج الثاني المشارك بمعسكر "أبى بكر الصديق" بالإسكندرية، والتي حاضر فيها الدكتور بكر زكي عوض، العميد الأسبق لكلية أصول الدين بجامعة الأزهر، وكانت تحت عنوان: "دور الدعاة في نشر السلام المجتمعي والرد على الغلاة ".

وفي بداية المحاضرة قدم تمهيدًا بيَّن فيه كيفية تعامل المسلمين مع غيرهم في ضوء الكتاب والسنّة بما يحقق السلم والسلام المجتمعي ورسخ فيه لمفهوم المواطنة والحقوق المتبادلة بين المسلمين وغيرهم، مبينًا مظاهر الربط والتعايش والتواصل بينهم، مستدلًا بنصوص قرآنية ونبوية، وليس لبشر أن يعطل تلك النصوص أو يغيرها، مؤكدًا أن الحديث عن السلام المجتمعي يشمل محورين:

المحور الأول: السلام الاجتماعي بين الناس جميعًا، موضحًا فيه أسس العلاقات الإنسانية التي تقوم على البر والتعاون والتواصل والتكاتف والتعاضد بين جميع أفراد المجتمع، كما أمر الله تعالى بها في ضوء قوله سبحانه وتعالى: {لَّا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ{.

كما أوضح أن النبي (صلى الله عليه وسلم) عندما هاجر إلى المدينة وجد يهودًا قد توطنوا، أو مشركين مستقرين فلم يتجه فكره إلى سياسة الخصام والمصادرة، وإنما قبل عن طيب خاطر الجوار والحوار، والمشاركة.

المحور الثاني: معوقات السلم والسلام الاجتماعي، وقد تناول فيه الكثير من المفاهيم الخاطئة الناتجة عن التحزب والتعصب والتقليد الأعمى والجهل بالدين، وقد فند فضيلته هذه المفاهيم الخاطئة بالدليل والبرهان، وبما يضمن تحقيق السلام المجتمعي والتعايش السلمي، والمواطنة الحقيقية بين أفراد الوطن الواحد، مشيرًا إلى أن معوقات السلام المجتمعى تكمن في الخلل في فهم النصوص وحملها على ظاهرها، وعدم مراعاة ظرف الزمان والمكان والوقائع والحقبة التاريخية التي تم فيها تناول هذه النصوص، وغياب فقه الواقع وفهمه والواجب فيه، وتناسي أو تجاهل قاعدة ( الحكم يدور مع علته وجودًا وعدمًا).

وفي ختام المحاضرة حثَّ الأئمة على تحمل أمانتهم في مزيد من توعية الناس وإرشادهم بما يرسخ قيم المواطنة والسلم المجتمعي بين أبناء الوطن جميعًا، مع مراعاة الحقوق والواجبات التي تحقق لهم السعادة في الدنيا والآخرة.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً