اعلان
اعلان

الوراق.. الجزيرة التائهة

جزيرة الوراق

هى واحدة من 255 جزيرة مصرية، بل أكبرهم مساحة، تقع فى نهر النيل بمنطقة الوراق بمحافظة الجيزة وتشتهر بزراعتها المزدهرة، وتبلغ مساحتها حوالى 1.400 فدان تقريباً، وفى مشهد دام كمشاهد أفلام الأكشن الأمريكية لم تشهده مصر منذ فترة بعيدة، أسفر عن مصرع شخص وإصابة العشرات فى مواجهة بين الأهالى وقوات إنفاذ القانون.. لتدور فى الأفق جملة أسئلة حائرة تبحث عن إجابات فى طلاسم حكومة شريف إسماعيل والجهات المعنية.

لماذا تركت الجهات المعنية ومن بينها لجنة استرداد أراضى الدولة منطقة جزيرة الوراق نهبًا للشائعات، والدعاية السياسية المغرضة؟ حتى أصبحت الشائعة الرئيسية المنتشرة بين سكان الجزيرة، هى أن الحكومة تريد إخلاء جميع السكان بالقوة لبيع الجزيرة خالية لرجال أعمال كبار، الأمر الذى خلق حالة من الاحتقان عند الناس، لدرجة مواجهة قوات الشرطة بالعنف؟

لماذا لم تبدأ لجنة استرداد أراضى الدولة بإزالة تعديات هؤلاء الكبار على جزر النيل، وبعضهم صادر بحقه أحكام قضائية، وبعضهم الآخر يستولى على جزر ملحقة بجزيرة الوراق، قبل الشروع فى مواجهة الغلابة المخالفين على جزيرة الوراق؟

لماذا لم تنشئ الجهات التنفيذية مع اللجنة المعنية بإزالة التعديات مكتباً خاصاً على الجزيرة لإجراء الحصر المطلوب وتقنين أوضاع الراغبين فى التقنين وفق جدول زمنى يراعى ظروف الأغلبية من الغلابة، قبل نزول بلدوزرات الهدم مباشرة على الجزيرة لأخذ العاطل بالباطل؟

لماذا يسود الصمت الرد الحكومى حيال الانتقادات بسبب إهمال الجزيرة، التى لا ترتبط بالبر الرئيسى بأى جسور، سواء ناحية القاهرة أو الجيزة، وهو ما حولها واقعيًا إلى عشوائية من عشوائيات القاهرة الكبرى؟

لماذا لم تقم الحكومات السابقة أو الحكومة الحالية بأية عمليات تطوير أو استغلال لها، سواء من الناحية العقارية أو السياحية، وبقى سكانها الغلابة من أبناء الفئات الفقيرة، الذين استغلوا الجزيرة للسكنى فى قلب القاهرة بأسعار زهيدة للغاية؟

لماذا لم يطرح ملف تطوير جزيرة الوراق، والذى طفا على السطح عدة مرات خلال فترة حكم المخلوع والمعزول على مجلس النواب الحالى لمناقشته، أم أنهم خافوا من مجلس عبدالعال أن يمرر رفع علم آخر عليها كالجزيرتين الأخيرتين؟

فيا أولى الأمر، ويا صناع القرار، ويا حكومتنا الرشيدة ابحثوا عن إجابات لهذه الاسئلة ولا تتركوا الجزيرة التائهة، خذوا بأيدى أهلها، ليجدوا يومًا جسرًا يأخذهم لبر الأمان، ولا تتركوا المخالفين ولا تدعوها بأوضاعها المعيشية المزرية نهبًا للعشوائيات، ولكن كلموا الناس وفهموهم وعوضوهم، واشرحوا لهم ماذا سيعود عليهم من جراء تقنين أوضاعهم؟ وانفضوا التراب عن الجزيرة، والتى يصفها الناس بقطعة الماس المغطاة بالتراب.. ولكن بالأصول، فبالأصول تحيا الأمم على طووول.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
بايدن: دول عربية مستعدة للاعتراف بإسرائيل