اعلان

السيسي ينجح في التوسط لوقف إطلاق النار في الغوطة الشرقية وريف حمص..المعارضة السورية: مصر عادت لتمارس دورها..زهران: القاهرة مصرة على ضرورة الحل السلمى والحفاظ على وحدة الدولة

لا يغفل أحد دور "مصر" الإقليمي في المنطقة على مدار التاريخ، وبعد ثورتين وانشغال الدولة بأزماتها الداخلية، عادت مرة أخرى لمكانتها الرائدة، للوقوف بجانب الشعوب العربية في كافة الأزمات، على رأسها قضية الشعب الفلسطيني، واليمن وسوريا، باستضافة جميع الأطراف في القاهرة وعقد مباحثات للوصول إلى حلول حقيقية.

كما يري البعض أن جيش "مصر" وإمداده بالأسلحة المتطورة، كـ"حاملتى الطيران" "عبدالناصر وأنور السادات" وسط الظروف الاقتصادية الصعبة، هذا في حد ذاته تحد كبير يثقل من جبهة "مصر" أمام العالم.

وعلى الصعيد الداخلي، استطاعت القيادة السياسية، المتمثلة في رئيس الجمهورية، أن تتعامل بحكمة مع كافة التحديات، وأن تكسب ثقة الشعب المصري، من خلال المشروعات التى قامت بها الحكومة في الآونة الأخيرة، والمرور بعدة قرارات صعبة قابلها المواطن المصري بوعي وإدراك، وفي ظل تلك الظروف الصعبة لم تغفل الدولة المصرية دورها الحقيقي في العديد من الملفات الدولية، ونجحت في تحسين الصورة الذهنية لدى العالم حول مصر وشعبها، في ظل انشغال دول أخري بالعديد من الصراعات.

هدنة حمص والغوطة

من جانبه، قال عضو الأمانة العامة لتيار الغد السورى، قاسم الخطيب، إن اتفاق وقف إطلاق النار فى الغوطة الشرقية، يؤكد أن مصر تعود للمنطقة لتمارس دورها مؤكدة حقائق التاريخ والجغرافيا ومسؤليتها.

وأعلن تيار الغد السوري المعارض، أنه أنجز وساطة من أجل إبرام اتفاق لوقف إطلاق النار بين المعارضة المسلحة المعتدلة وقوات النظام في ريف حُمص الشمالي، وذلك برعاية الحكومة المصرية، وضمانة وزارة الدفاع الروسية، ويشمل الاتفاق الذي تم توقيعه في 31 يوليو الماضي، كامل ريف حُمص الشمالي والذي يضم ثلاث مدن رئيسية هي تلبيسة والرستن والحولة، إضافة إلى عشرات القرى والبلدات.

وتقدم التيار في بيان رسمي، بجزيل الشكر للرئيس عبد الفتاح السيسي والحكومة المصرية لرعايتهم للمفاوضات و"دورهم الكبير والإيجابي من أجل إنجاح الاتفاق"، وكذلك الحكومة ووزارة الدفاع الروسية لقيامها بعقد المفاوضات وإبرام الاتفاق بضمانتها.

وينص الاتفاق على الوقف الفوري للقصف الجوي والبري، وكافة العمليات القتالية الأخرى، وعدم تقدم قوات أي طرف باتجاه الأراضي التي يسيطر عليها الطرف الآخر ضمن خطوط فصل متفق عليها ضمن الاتفاق.

وكذلك يشمل الاتفاق فك الحصار وفتح معابر رئيسية لدخول المساعدات الإنسانية والتجارية وتنقل الأفراد، وسوف تدخل أول قافلة إغاثية إلى المنطقة يوم ٦ أغسطس الجاري، ويدعو تيار الغد كافة الأطراف للالتزام الكامل ببنود الاتفاق، وهذا من شأنه حقن دماء السوريين، وتخفيف معاناتهم الإنسانية بعد سنوات طويلة من الحصار.

كما يشير التيار إلى أن أي اتفاق لوقف إطلاق النار في أية منطقة في سوريا هو عبارة عن خطوة تتبعها خطوات أخرى لإنجاز الحل السياسي الشامل والذي يضمن تحقيق طموحات السوريين في الانتقال الديمقراطي بحسب بياني جنيف وفيينا وقرارات مجلس الأمن ذات الصِّلة.

ويعقد رئيس تيار الغد السوري، أحمد الجربا، مؤتمرا صحفيا في القاهرة، السبت المقبل، وذلك لوضع الرأي العام السوري والعربي والعالمي في صورة كاملة حول دور التيار في إبرام اتفاق وقف إطلاق النار في الغوطة الشرقية وريف حُمص الشمالي برعاية مصرية وضمانة روسية، وتفاصيل تلك الاتفاقات، والرد على أسئلة الصحفيين.

من جانبه، يري الدكتور "جمال زهران" أستاذ العلوم السياسية، وفى هذا السياق فإن الملاحظ أن مصر تحاول أن تستعيد دورها الإقليمى فى هدوء، بعد غياب (40) سنة، كان دورا تابعا، بينما الآن فى طريق «الاستقلال النشيط»، وهذا الدور يتشكل وتستعاد عافيته وسط الاضطراب الحاد الذى يشهده الإقليم، وذلك من خلال، تفادى الخصومات مع دول عربية وإقليمية فاعلة، وتجنب صدامات محتملة قد توقع بمصر فى مجابهات تؤدى إلى استنزاف قدراتها فيما لا يحقق فائدة لمصر، وبما يؤثر على أن تظل قدرة مصر ردعية أكثر منها أى احتمال آخر.

وأضاف "أستاذ العلوم السياسية"، أن دعم مصر لأى تحالفات إقليمية أو دولية، يعلن بوضوح أنها ضد الإرهاب فى المنطقة، دون أن تتورط مباشرة بجيشها فى خارج الحدود، باستثناء الدفاع عن باب المندب حماية لقناة السويس باعتباره ممرا دوليا، وبما لا يشكل أى إشارة لعدوان على اليمن الشقيق، وفى هذا الخيار حماية لمصالح مصر الحيوية والعليا.. فقناة السويس تدر عائدا سنويا قدره (5) مليارات دولار، وتعتبر إحدى ركائز دعم الاقتصاد الوطنى.

وأشار "زهران" الإصرار المصرى على رؤية ما يحدث فى سوريا وليبيا والعراق، على أنه مجابهة ضد الإرهاب، ومصر تساند فى هذه المعركة على هذه الرؤية، فضلا عن خصوصية الرؤية المصرية فى سوريا بضرورة الحل السلمى والحفاظ على وحدة الدولة وأن الرئيس بشار الأسد ليس هو المشكلة، ومن هنا جاء التوازن المصرى فى عدم إدانة الضربة العسكرية الأمريكية ضد مطار عسكرى فى سوريا (الشعيرات) وسط قبول بعض الدول لهذه الضربة، وما كان ينبغى هذا التوازن، بل كان الوضوح بالإدانة هو أفضل الخيارات فى تقديرى.

وأوضح، أن التحرك المصرى المستقل فى الخليج العربى (الإمارات ـ الكويت ـ البحرين) واتصالات مكثفة معلنة وغير معلنة مع سلطنة عمان، هى إثبات للوجود المصرى فى هذه المنطقة، وضغط على أعصاب دول شرق أوسطية، وهذا التحرك ينطلق من فكرة الردع لا الهجوم، من أجل التأسيس لعلاقات قادمة ربما تكون مع إيران، ومن ثم فإن زيارات الرئيس السيسى لعدد من الدول مؤخرا تحقق وتؤكد ذلك، وهى تحركات إيجابية تدعم الصعود التدريجى فى الدور المصرى.

أما عن القضية الفلسطينية، يري "أستاذ العلوم السياسية، أن مصر كانت ولا تزال ترى فى القضية الفلسطينية جزءا لا يتجزأ من الأمن القومى المصرى والدفاع عنها دبلوماسيا وسياسيا وقانونيا وعسكريا، ليس فحسب دفاعا عن شعب شقيق عربى تربطه بمصر روابط اللغة والتاريخ والحضارة والدين بل دفاع عن نفسها وزود عن أمنها وأمتها العربية.

مع تصاعد النضال الفلسطينى ضد الاحتلال وإسرائيل منذ النصف الثانى من الستينيات وظهور منظمة التحرير الفلسطينية كوعاء ناظم لتيارات النضال الفلسطينى أيدت مصر وبقوة ظهور المنظمة واعتبارها الممثل الشرعى الوحيد للشعب الفلسطينى وعنوان الهوية الوطنية الفلسطينية، وفتحت القاهرة أبوابها لإعلام المنظمة وإذاعتها واحتضنت قيادات المنظمة التاريخية وقدمتهم للرأى العام المصرى والعربى وساندتهم فى المحافل الدولية بكل ثقلها الدبلوماسى والقانونى والسياسى.

لم تحاول مصر – كما فعل العديد من الدول- أن توجد ذراعا لها فى منظمة التحرير الفلسطينية لتكون لسان حالها داخل المنظمة وينطق باسمها، بل تركت للفلسطينيين إدارة شئونهم بأنفسهم ونأت عن الانخراط فى الصف الفلسطينى بالطريقة التى تعوق النضال الفلسطينى وتفرض وصاية يمكن أن تكون مضرة أكثر ما هى نافعة، وبالإضافة إلى ذلك فقد احتفظت مصر طوال هذه العقود من النضال الفلسطينى المدعوم مصريا بنظافة اليد واللسان فلم تتلوث أيدى مصر بدماء الفلسطينيين قط، وكانت ترى دائما أن السلاح ينبغى أن يوجه إلى من يجب وليس إلى الأشقاء مهما كانت المزايدات.

فى المرحلة الراهنة لم تتجاهل مصر رغم ثقل أعبائها بعد الثلاثين من يونيو، ورغم مواجهتها للإرهاب ومهمات بناء الدولة والاستقرار وترسيخ قواعد النظام الجديد، القضية الفلسطينية، بل وجدت هذه القضية مكانها الجديرة به، فى الأجندة الوطنية واستعادت القضية فاعليتها وتصدرها للمشهد المصرى رسميا وشعبيا وحاولت مصر رأب الصدع الفلسطينى بين فتح وحماس ولا تزال، وحددت الخطوط العريضة لمعالجة الانقسام، وأبدت تأييدها المتوازن لمطالب معظم الأطراف فى إطار الحرص على الوحدة الفلسطينية التى تظل الناظم الأكبر والأوحد لفاعلية النضال الفلسطينى ومصداقيته على الصعيد الإقليمى والدولى.

وفي سياق متصل، يري الدكتور "جهاد عودة" أستاذ العلوم السياسية، في تصريحات لـ"أهل مصر"، أن دور مصر الإقليمي، يدور حول أنه لدينا مصادر قوي مختلفة، وكنا على مدار 3 سنوات الأخيرة، مهددون بالاختراق، واستطاع الرئيس السيسي أن يشكل قوى سياسية وعسكرية قوية، وهناك ملامح دالة على ذلك، أولها إنشاء قاعدة عسكرية "محمد نجيب"، وهذا محور قوى حول كيفية مواجهة الإرهاب، وتأسيس الفرقة 888 المتخصصة في ذلك، والتى ستحارب في الصحراء الكبري.

وأشار "عودة" إلى أن دور مصر الإقليمي البارز كان له تأثيره، فى العديد من الأزمات والملفات الدولية، على رأسها الملف السوري، باستضافة كافة الأطراف في القاهرة لبحث وقف إطلاق النار، وهذا سيسهم في القضاء على الإرهاب، لأننا سنحارب الإرهاب في سيناء من جنوب سوريا، وكذلك الوضع في جنوب السودان، بعدما قامت القوات المسلحة بإنشاء مدينتين جدد في الصعيد، من المرجح أن يكون فيهما قاعدة عسكرية..

واعتبر "الخبير السياسي"، أن حصول مصر على منصب الأمين العام لجامعة الدول العربية منذ إنشائها في عام 1945، بواقع 7 رؤساء مصريين من 8، يدل على دور مصر الإقليمي القوي ويعتبر للمنصب دور محوري، في المنطقة العربية، يؤكد على مكانة مصر وزعامتها.

كما أن تقدم "مصر" الملفت في المنطقة يصاحبه، تراجع في مستوى القوتين المنافستين لها "السعودية وتركيا"، لانشغالهم بالعديد من الأمور جعلتهم بعيدًا عن الزعامة، وانشغلت السعودية بحربها على الحوثيين في اليمن، وأيضًا تركيا بحربها الداخلية، وصراعها المستمر مع كافة الدول على خلفية دعمها المستمر للإرهاب، في الوقت الذى تحرز فيه مصر تقدمًا مشهودًا في المنطقة، وتتبني كافة الملفات، وتعزز من قواها في مكافحة الإرهاب.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً