اعلان

بعدما قتلوا 250 ألف شخص خلال دقائق.. تفاصيل مروعة عن ما حدث للطيارين الذين ألقوا القنبلة النووية على هيروشيما.. العقاب كان استثنائيًا مثل الكارثة

تحل اليوم الأحد الذكرى الـ72 لإلقاء القنبلة النووية الأمريكية على مدينة هيروشيما اليابانية في السادس من أغسطس عام 1945، في جريمة قتل جماعي هي الأبشع والأكثر دموية وقسوة عبر كل التاريخ البشري، حيث قام مجموعة من الطيارين الأمريكيين بتنفيذ الأوامر وحمل القنبلة ثم إطلاقها، ولكن لم يكن الأمر عاديا فبعدما أطلقت القنبلة ورأى الجميع لأول مرة قنبلة نووية تنفجر وسط مئات ألاف من البشر، بعدها تغيرت ملامح كل شيء "المدينة والتاريخ وحياة الطيارين أيضًا".

وكان الانفجار مروعاً للغاية، أدى إلى سحق المدينة تماماً، وقد وصل إرتفاع سحب الدخان الناتجة عن الانفجار إلى 10000 متر فوق سطح المدينة!

ألقى الأمريكيون قنبلتهم الذرية على هيروشيما في الصباح، حيث كان معظم سكان المدينة في الشوارع متجهين لأعمالهم، مما أدى إلى قتل أكبر عدد من اليابانيين بمنتهى القسوة والوحشية حيث انفجرت القنبلة في اتجاههم مباشرة، فمن كان منهم في مركز الانفجار، سحق تماماً وتبخر في درجات الحرارة العالية، أما من كان خارج مركز الانفجار، فكان أسوأ حالاً، حيث أصيب بحروق شديدة، كان يصعب معها التعرف على الرجل منهم من المرأة!

ولم تستطع أي جهة مسئولة في المدينة أن تفعل أي شيء أو تنقذ أي مصاب. فقد أدى الانفجار إلى دمار أكثر من 80% من المباني، أي حوالي 68000 مبنى، بما في ذلك المستشفيات ومراكز الأدوية والمطافئ، وقُتل العاملين بتلك الجهات.

وبعد مرور حوالي ساعتين على الانفجار، سقطت أمطار سوداء شحميه في أماكن متفرقة من المدينة، كانت بفعل اختلاط أبخرة الماء مع المواد المشعة.

قتلت القنابل ما يصل إلى 140،000 شخص في هيروشيما، و80،000 في ناغازاكي بحلول نهاية عام 1945، حيث مات ما يقرب من نصف هذا الرقم في نفس اليوم الذي تمت فيه التفجيرات. ومن بين هؤلاء، مات 15-20 ٪ متأثرين بالجروح أو بسبب آثار الحروق، والصدمات، والحروق الإشعاعية، يضاعفها الأمراض، وسوء التغذية والتسمم الإشعاعي، ومنذ ذلك الحين، توفي عدد كبير بسبب سرطان الدم “231 حالة” والسرطانات الصلبة “334 حالة”، تأتي نتيجة التعرض للإشعاعات المنبثقة من القنابل، وكانت معظم الوفيات من المدنيين في المدينتين.

طاقم الجحيم.. الطيارين الذين ألقوا القنبلة وما حدث لهم

قائدهم، أصغر كولونيل في الجيش، رجل جليدي الأعصاب، كرس نفسه للتدمير كمهنة، ورجل آخر دوًن رؤسائه في ملفه أنه لا يصلح للترقية ولا لأي منصب قيادي من أي نوع كان، وكان بينهم المقامر المحترف الذي يعتبر أن عمله الأساسي في الحياة هو لعب البوكر، وهناك الرجل الذي يحمل مسدسه لينهي به حياته إذا فشل في تلك المهمة،وأخيراً كان بينهم صبي لم يبلغ التاسعة عشرة من عمره بعد.

لقد كانت الحقيقة الأولى التي عرفها عنهم، أنهم أرسلوا جميعاً، عقب هذه العملية بشهور، إلى العيادات النفسية التابعة للجيش الأميركي.

وتولت هذه العيادات النفسية غسل عقولهم وتطهيرها من آثار تأنيب الضمير ووطأته.. فهل نجح الجيش الأميركي في استئصال ضمائرهم ؟

وفي الوقت نفسه حرصت الحكومة الأميركية على ألا توليهم أهمية خاصة.. مثلاً واحد منهم فقد هو الذي نال نيشاناً.. وهو تيبتس قائد الطائرة.. وفيما بعد رقي إلى جنرال… ولم يحظ الباقون بأي شيء، ولما أبدوا تذمرهم، منحوا نيشان “النجمة الفضية” وهو نيشان عادي جداً.

ولقد سرحوا جميعاً من الخدمة العسكرية بعدها مباشرة فيما عدا شخصين اثنين لا يزالان يخدمان سلاح الطيران الأميركي حتى الآن، وهما الوحيدان من بين أفراد الطائرة اللذان لا يبدو عليهما ـ ظاهرياً على الأقل ـ أي ندم على ما فعلوه، وهما يقولان أن الذي أصدر أمر إلقاء القنبلة الذرية هو ترومان رئيس الولايات المتحدة إذ ذاك، فإذا كان هناك لوم فليقع عليه.

أما تيبتس ـ قائد الطائرة ـ فقد طلقته زوجته الأولى.. لم تطق أن تعيش معه بعد هيروشيما، وتزوج للمرة الثانية، ثم دخل مصحة عقلية بعد أن أصيب بانهيار عصبي.

وهناك الماجور ايثرلي ضابط الأرصاد الجوية الذي أفتى قبل الكارثة بدقائق، بأن الجو صالح لضرب هيروشيما بالذات.. وهذا فقد عقله، وقبض عليه في تكساس وأودع مستشفى الأمراض العقلية.

وروبرت لويس مساعد قائد الطائرة، أصيب بحالة هستيرية تلازمه في كل حركاته وسكناته، فهو يضحك ضحكة تشبه العواء بلا سبب، ويصرخ لأتفه الأسباب، ويأكل بشراهة.. ولما دعي لزيارة هيروشيما ليرى ما أحدثه فيها رفض ومكث ثلاث ليال بعدها يبكي بكاء هستيرياً لا ينقطع.

أما بيرنز المهندس الالكتروني، فقد حاول أن يهجر ديانته اليهودية إلى المذهب الكاثوليكي ثم إلى البروتستانتي لكنه لم يجد قسيساً يضمن له الجنة.. فانتهى بأن خرج من دينه اليهودي، ولم ينضم إلى دين من الأديان.

أما روبرت شومارو الذي ظل ثلاث سنوات كاملة يصرخ في نومه : السحابة .. السحابة.. ثم توقظه زوجته والدموع تملأ عينيها، فإذا استيقظ انخرط في بكاء مرير، بينما يهذي بأن سحابة الدخان الأسود التي ملأت سماء هيروشيما، إنما هي مجموعة أرواح الضحايا التي صرعتها القنبلة.

أما المقامر فان كيرك، فإنه كان قد تماثل للشفاء من كابوس مماثل، ولكن حدث أن عرض التلفزيون الأميركي برنامجاً عن ضحايا هيروشيما، فعاد إليه الانهيار العصبي ولم يشف منه حتى الآن.

وحدث أن زار أميركا بعض القسس اليابانيين الذين نجوا من قنبلة هيروشيما، فسعى فان كيرك إليهم وكان يتمنى أن يشتموه أو يصفعوه.. ولكن الذي حدث أنهم قالوا له أنهم يسامحونه، فازدادت وطأة العذاب عليه !

وريتشارد نيلسون، أصغر ملاحي الطائرة سناً، أصبح الآن رجلاً ، شارد العينين، زائغ النظرات، يعاني كثيراً من خطابات الشتائم الغفل من الإمضاء التي تصله، وزوجته يضنيها الأسى وتقول لكل من يقابلها : إن شبح هيروشيما لا يزال يطارد روحي !

وهناك بارسونز، العالم الذي ركب الجزء الذري الفعال في القنبلة، لقد صرعه التفكير فمات.

أما مساعده جيبسون، فقد تركته زوجته هو الآخر،قالت أنها لا تريد أن تعيش مع قاتل، ويعيش الآن وحيداً في نيوجرسي ويرفض أن يتكلم عن أي شيء له صلة بالذرة.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً