اعلان

"دانيال.. نبى إسكندراني".. حكايات ألف ليلة وليلة فى أشهر شارع بالإسكندرية.. يبلع الفتيات الجميلات.. يحرسه الإسكندر الأكبر.. وتباركه الملائكة

لا يختلف الكثيرون على أهمية شارع "النبى دانيال"، فهو أحد أهم وأشهر شوارع عروس البحر المتوسط وأعظمها تاريخًا، يمتد من محطة الرمل حتى محطة مصر، يعود تاريخه إلى بداية بناء المدينة ذاتها.. فبمجرد السير فى أرجائه يمكنك أن تعرف كيف كانت تسير الحياة فى الإسكندرية القديمة، فالشارع أوله مسجد وآخره معبد ويتوسطهما كنيسة، لذا أطلق عليه اسم "مُجمِّع الأديان" أو "حاضن الأديان"، وقيل قديمًا إن الملائكة تحرس ساكنيه.

- نبى وعالم عراقىالنبى دانيال بحسب الروايات هو أحد أنبياء بنى إسرائيل، ربما يعود تاريخه إل القرن السادس قبل الميلاد، ولذلك يسمى المعبد اليهودى الموجود بالشارع بمعبد النبى دانيال على اسم هذا النبى، والمعبد من أقدم المعابد اليهودية التى يعود تاريخها إلى القرن الـ19، والذى كان يحتضن أكثر من 40 ألف يهودى ومجموعة من الكتب والمخطوطات اليهودية النادرة، التى يعود تاريخها إلى القرن 15، أما بالنسبة لمسجد النبى دانيال فالمرجح أن الضريح الموجود به على عمق 5 أمتار، هو لعالم عراقى قدم من الموصل إلى الإسكندرية فى القرن الثامن الهجرى، اسمه محمد بن دانيال الموصلى وهو أحد شيوخ المذهب الشافعى.

- شارع الفرنساويينوتتوسط الشارع الكنيسة المرقسية، أقدم كنيسة فى مصر وأفريقيا، والتى بناها القديس "مرقس" فى القرن الأول الميلادى عام 62م، مع دخول المسيحية إلى مصر، ولذلك تمتزج فى هذا الشارع أصوات التراتيل العبرية بأجراس الكنائس والآذان، كشاهد على حضارة مصر التعددية بين جميع طوائفها المختلفة.كما يوجد بالشارع بعض الأبنية الهامة، مثل مبنى جريدة "الأهرام" فى الإسكندرية والمركز الثقافى الفرنسى الذى أنشئ عام 1886، ولذلك فالعديد من الفرنسيين يقصدون المكان بكثرة.أما عن أكثر العلامات المميزة لشارع النبى دانيال هو انتشار الأكشاك التى تبيع الكتب المستعملة،المصطفة على جانبية، بداية من الكتب الدراسية والخارجية والروايات والقصص الأدبية، بمختلف اللغات، العربية والأجنبية، وبيعها بأسعار زهيدة لسكان المدينة، قد تصل أحيانًا إلى "جنيه" للكتاب الواحد.

مكتبة مفتوحةشارع النبى دانيال هو صورة كربونية مطابقة لسور الأزبكية بالقاهرة، كأكبر سوق مفتوحة تباع على أرصفتها الكتب القديمة، ولهذا يقصده عديد من طلاب العلم والباحثين والمثقفين بالإسكندرية، لشراء الكتب والمراجع التى يصعب العثور عليها فى أماكن أخرى، والتى تحمل رائحة الأجداد وذكرياتهم وخلاصة تجاربهم.

-غارات وثقافةيقول حسين محمد، الملقب بعميد رابطة الكتب فى شارع النبى دانيال، إنه كان يحلم منذ 65 سنة بإقامة سوق للكتب يشابه سوق القاهرة وطنطا، خاصة أن الإسكندرية، تاريخها اليونانى والرومانى يمهد لها الطريق لإنشاء سوق يحفظ مخطوطاتها وكتبها، مضيفًا: "عشت سنوات طويلة أبيع الكتب بالشارع الأثرى، وكنت أهرب فى وقت الغارات داخل المركز الفرنسى، ثم أخرج للبيع مرة أخرى، وظللنا سنوات هكذا حتى تم التصريح لنا بإقامة السوق، وبيع الكتب، فى عهد محافظ الإسكندرية الأسبق عبد السلام المحجوب، الذى رفع راية الثقافة والعلم فى عهده.وقد بات شارع النبى دانيال من أكثر الشوارع حيوية فى الإسكندرية لما يتوفر به من الخدمات الأخرى، كوجود المحال التجارية التى تبيع كل شىء بدءًا من الملابس والأحذية والأجهزة الكهربائية، ومستلزمات المنزل وغيرها.

-ألف ليلة وليلةتعد شائعة ابتلاع الشارع للفتيات الجميلات هى أكثر وأشهر الحكايات التى تروى عن شارع النبى دانيال، حيث حٌكى أن فتاة كانت تسير مع خطيبها فى وسط الشارع وفجأة انشق الشارع إلى نصفين وابتلع الفتاة شديدة الجمال وترك خطيبها، وما هى إلا لحظات حتى عاد الشارع مرة أخرى إلى حاله القديم، ولم يتمكن أحد من العثور على الفتاة مرة أخرى، غير أن البعض يراها مجرد شائعة منحها أهالى الإسكندرية مصداقيتهم لتتحول إلى أشهر ما يروى عن شارع النبى دانيال، الذى يعد من أطول شوارع المدينة اليونانية الطراز، ويعود تاريخ تلك الحكاية أو الشائعة إلى منتصف الخمسينيات من القرن الماضى، ولكنها لا تزال تتردد كإحدى غرائب الشارع ومبعث الغموض فيه.فيما انتشرت كثير من الأقاويل المتضاربة تشير إلى أن الإسكندر الأكبر مدفون فى الشارع الجنوبى، وهو شارع فؤاد المتفرع من شارع النبى دانيال، ولكن هناك دراسات أخرى تشير إلى أنه فى الحى الملكى أو فى مرسى مطروح، ودراسات أخرى تؤكد وجوده فى سيوة، ولكن البحث عن المقبرة ما زال جاريًا، ولم يثبت صحة شىء منها حتى اليوم.نقلا عن العدد الورقي.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً