اعلان
اعلان

"بن زايد" و"بن سلمان" يغيران خارطة الطريق في الشرق الأوسط.. كواليس رحلة تخييم في الصحراء أطاحت بـ"بن نايف".. وليا العهد اتفقا علي أن مصر"منارة الإسلام" فقاطعوا قطر والإخوان

كتب : سها صلاح

كشفت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية عن العلاقات الكبيرة بين الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد السعودي، والأمير محمد بن زايد، ولي عهد أبوظبي والحاكم الفعلي للإمارات.

وقالت الصحيفة لم يعرف ورثة العرش في السعودية والإمارات بعضهما البعض حتى حظيا معًا بهواية خليجية محببة، رحلة تخييم لليلة في الصحراء السعودية الشاسعة، يرافقهما صقور مدربة ووفد مرافق صغير.

رحلة كانت قبل نحو عام ونصف، تعادل جولة رئاسية في نادي الجولف، كانت نقطة تحول في الصداقة المزدهرة بين محمد بن سلمان ومحمد بن زايد، وفقًا لما نقله التقرير عن أشخاص مطلعين على الرحلة.

أشار التقرير إلى أن السعودية الغنية بالنفط، والتي تتبنى نهجًا محافظًا، تتوافق سياساتها مع جارتها الأصغر حجمًا والأكثر ليبرالية وتنوعًا اقتصاديًا،وينظر إلى العلاقة بين الأميرين باعتبارها نقطة مركزية في التحول السعودي.

ووفقاً للصحيفة فيتخذ السعوديون خطوات أكثر جرأة للحد من التطرف الديني في الداخل، ويتبنون موقفًا متشددًا تجاه الجماعات الإسلامية في الخارج، وهو الأمر الذي تقوم به الإمارات منذ فترة طويلة.

كما تتبنى السعودية سياسة خارجية أكثر عدوانية، وقد تجلت آخر مظاهر هذه السياسة في الحصار الذي فرضته المملكة مع الإمارات على قطر، الجارة الصغيرة في الخليج.

وقد دعمت قطر جماعات إسلامية مثل الإخوان المسلمين في مصر وحماس في قطاع غزة، وحافظت على صلات مع الجماعات المتطرفة، مما أثار غضب الإمارات.

ونقل التقرير عن أندرياس كريج، المستشار السابق لحكومة قطر والخبير في شئون الخليج في كلية كينجز في لندن، قوله عن أزمة الحصار: "لقد خلق الأمير سلمان والأمير ابن زايد هذا الموقف".

وأضاف كريج أنه حتى وقت قريب، كانت الأمور تمضي على ما يرام بين الأمير السعودي وأمير قطر، ولكن لأن قطر والإمارات بعيدتان عن بعضهما البعض بنسبة 180 درجة، فقد كان على السعودية أن تختار.

يذكر أن العائلة الملكية في السعودية قد انقسمت حول كيفية التعامل مع قطر، وفقًا لما ذكره مقربون من الأسرة الحاكمة، وقال مسئولون سعوديون وإماراتيون إن القرار بشأن قطر تم اتخاذه بصورة مشتركة.

وقالت الصحيفة إن التواؤم المتزايد بين الرياض وأبوظبي له آثار بعيدة المدى على المنطقة وعلى الولايات المتحدة،وقد اتخذت إدارة ترامب نهجًا متشددًا ضد إيران، ورحبت بالتعاون الوثيق مع السعودية والإمارات ضد منافسهم المشترك.

يذكر أن الإمارات ترى في وجود سعودية مستقرة ومعتدلة أولوية عليا للأمن القومي إلى حد كبير بسبب موقعها كمهد للإسلام، وفقًا لما نقله التقرير عن مقربين من القيادة الإماراتية. تؤثر السعودية ومصر كقوة إقليمية على العالم الإسلامي أبعد من حدودهما.

نقل التقرير عن مسئول إماراتي رفيع قوله: إنهما (مصر والسعودية) مركز الثقل للدين الإسلامي، وإذا لم تكونا معتدلتين، فقد نفقد الإسلام لصالح أيديولوجيات إسلامية أكثر ردايكالية، لكي نحمي الإسلام فإن السعودية ومصر بحاجة إلى النجاح.

ترى القيادة الإماراتية أن محمد بن سلمان هو أفضل رهان لتحقيق الاستقرار في السعودية، بحسب ما ذكره مقربون من القيادة الإماراتية.

وكان محمد بن سلمان، البالغ من العمر 31 عامًا، قد بزغ نجمه في القيادة السعودية بعد أن أصبح والده ملكًا في أوائل عام 2015، وتولى منصب وزير الدفاع والاقتصاد، وفي يونيو الماضي، تم تعيينه وليًا للعهد.

ساعد محمد بن زايد، الذي يبلغ من العمر 56 عامًا والحاكم الفعلي لبلاده، في تنظيم زيارة الرئيس دونالد ترامب للسعودية في مايو وقام هو وغيره من كبار المسؤولين الإماراتيين بدور رئيس في الضغط على الإدارة الأمريكية الجديدة لصالح محمد بن سلمان، بحسب ما نقله تقرير الصحيفة الأمريكية عن أشخاص مطلعين.

وقال أحد المقربين من القيادة الإماراتية يرى محمد بن زايد في محمد بن سلمان الشخص المعاصر الذي يدرك أهمية السعودية في العالم.

يرعى محمد بن سلمان برنامجًا طموحًا يهدف إلى إصلاح الاقتصاد السعودي، ويوقف اعتماده على النفط، وفتح المجتمع السعودي تدريجيًا.

وقد نظرت السعودية إلى الإمارات كنموذج في قضايا تتراوح بين كيفية تطوير صناعة دفاع محلية إلى إصلاح صندوق الثروة السعودية السيادي، على حد قول أشخاص مقربين من قيادة البلدين.

وتريد السعودية الآن تطوير قطاع السياحة الخاص بهاـ وكانت قد أعلنت مؤخرًا عن خطط لتطوير ساحلها على البحر الأحمر ضمن مشروع سياحى يمكن للأجانب من معظم الجنسيات أن يفدوا إليه بتأشيرات سياحية.

وفي بلد لا يصدر حتى الآن تأشيرات سياحية، سيشكل المشروع فتحًا غير مسبوق للزوار الأجانب.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً