مر أكثر من شهرين على مقاطعة عدد من الدول العربية لقطر، بسبب دعمها للإرهاب في المنطقة، ومع مرور الوقت تحاول قطر التغلب على الأزمة الخانقة التي تعاني منها، بسبب المقاطعة المفروضة عليها من الدول العربية على رأسها مصر، وفي محاولة لرد الفعل تحاول الإمارة الخليجية التوسع في الحصول على نصيب كبير من الشركات الروسية المصدرة للغاز إلى مصر وعدد من دول العالم.
- محاولات قطر للسيطرة على الغاز:
وبدأت مؤامرة قطر على الغاز المصري، والتي تعتبر ثالث أكبر مصدر للغاز الطبيعي بالعالم، حيث تمتلك 11 محطة للغاز الطبيعي، بتوغلها في شركات الغاز الموجودة في روسيا، حيث أوضحت بعض التقارير العالمية، أن هناك استثمارات بلغت 500 مليون دولار، قامت شركة "المستثمر الأول" بمحاولة استثمارها مع شركة "غازبروم"، التي تعد عملاق النفط الروسي، في العقارات الروسية، وتعتبر شركة المستثمر، أحد الشركات العقارية التابعة لـ"صندوق الثورة السيادية" التابع لقطر.
لم تكن هذه هي الخطوة الوحيدة التي تحاول بها قطر السيطرة على سوق النفط الروسي، والذي سيؤثر بالطبع على الغاز المصري، حيث ظهر ذلك في الصفقة التي أبرمها الصندوق القطري مع شركة "روس نفط" وحصل من خلاها على أكثر من 19% من حصص الشركة، بتكلفة وصلت إلى 10.5 مليار يورو، وكان ذلك العام الماضي.
وتوقعت التقارير أيضًا أن تسعي قطر من خلال الصندوق الخاص بها، بالاستحواذ على 20% من حصة محطات الوقود في روسيا، بالإضافة إلى استثمار آخر للصندوق في الأعمال الخاصة بالتنقيب عن الغاز، بتكلفة 500 مليون دولار، ضمن مشروع "الأورال القبطي" الخاص بروسيا.
- مصر لا تستورد الغاز بشكل مباشر:
خبراء البترول، قللوا خلال حديثهم لـ"أهل مصر" من مساعي قطر للتآمر على الغاز المصري، حيث أكد الدكتور رمضان أبو العلا، نائب رئيس جامعة فاروس، والخبير البترولي، أن التوسعات التي تقوم بها قطر في شركات النفط الروسي، ليس لها تأثير على استيراد مصر للغاز، مشيرًا إلى أن مصر لا تستورد الغاز بشكل مباشر، بل يتم ذلك من خلال عدد من الشركات العالمية المتخصصة في مجال الغاز.
وأكد الخبير البترولي، أن مصر في الوقت الحالي تعمل بكل نشاط، للوصول إلى الاكتفاء الذاتي، من خلال حقول الغاز التي تم اكتشافها في الآونة الأخيرة، وكان أبرزهم حقل "ظهر"، الذي يعد ثروة قومية لمصر.
وأشار إلى أن هناك ضمانات لمصر من قبل الشركات العالمية التي تتعاقد معها مصر لاستيراد الغاز منها، وفي حالة استحواذ قطر على نسبة من هذه الشركات، فإن مصر لن يصيبها تأثير سئ، موضحًا أن هذه الشركات ملتزمة من خلال العقود، بدفع تعويضات في حالة امتناعها عن تنفيذ الصفقات المتفق عليها.
- الوصول إلى الاكتفاء الذاتي يؤمن مصر من المؤامرة:
ومن جانبه أوضح الدكتور مصطفى أحمد، الخبير البترولي، أنه لا يوجد تخوف من الجانب المصري على محاولة قطر للتوغل في شركات الغاز الروسية، لأن ذلك لا يوجد به تأثير على مصر، موضحًا أنه في بداية الإعلان عن قطع العلاقات الدبلوماسية المصرية مع قطر، كان هناك تخوف من تأثير قطع العلاقات على الغاز المسال الذي تستورده مصر من روسيا، ولكن حقول الغاز أدخلت مصر في مجال الوصول إلى الاكتفاء الذاتي في الفترة القليلة القادمة.
وأشار الخبير البترولي في تصريح خاص لـ"أهل مصر" إلى أن مصر والشركات العالمية التي تتعاقد معها على صفقات لاستيراد الغاز، يوجد بينها شروط جزائية وغرامات، في حالة عدم إلتزام أحد الأفراد ببنود العقد، ولذلك لا يوجد مخاوف من التوغل القطري في شركات النفط الروسي، لأن حقوق مصر مضمونة مع تلك الشركات.
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
