اعلان

في ذكرى استقلال قطر عن بريطانيا.. هذا حال دولة تحركها "موزة" ويقودها انقلابيون.. أهم المحطات التاريخية في حياة الإمارة المستباحة

في العصور السابقة كان المحتل عندما يريد أن يغادر دولة أو مدينة يأتي بحاكم موالي له ليحكم الدولة ويكون عونا للاحتلال وعميلا له على رأس هذه الدولة، وما أشبه اليوم بالبارحة وما أشبه تميم بعملاء الاحتلال.

الاستقلال كلمة لا خلاف أبدا على معناها لدى كل شعوب وأنظمة العالم، الدولة تتحكم في قراراتها وتحافظ على سيادتها وتحمي بسواعد وقوات أبنائها الأرض، هذا هو الاستقلال، وتحارب الدول من أجل استقلالها وتدفع الثمن الغالي فداء حريتها.

في قطر وفي عهد موزة وتميم، يختلف الأمر وتتضارب المفاهيم وتختلط المعاني فلا الاستقلال هو الاستقلال ولا سيادة على الأرض ولا أبناء الدولة يستطيعون حمايتها ولا قرارات حاكم الدولة مستقلة وحرة، بل النقيض.

تحل اليوم ذكرى استقلال قطر، ففي 3 سبتمبر عام 1971 نالت قطر استقلالها رسميًا، بعدما أنهت كافة العلاقات التعاهدية مع بريطانيا، بإلغاء معاهدة الحماية البريطانية على قطر التى وقعها حاكم الجزيرة الشيخ عبد الله بن قاسم آل ثاني 1916، ليتم إعلان تأسيس "إمارة قطر" الخليجية فى 3 نوفمبر من نفس العام، وتصبح "مشيخة قطر" دولة مستقلة ذات سيادة كاملة، تحت حكم الشيخ أحمد بن على آل ثاني، وفي الشهر ذاته انضمت قطر إلى جامعة الدول العربية والأمم المتحدة.

دولة الانقلابات

وبعد مرور أشهر بسيطة من استقلال دولة قطر - شبه الجزيرة التى كان يميزها الطابع البدوى وتمر بخطواتها نحو التطور- وتتسم بشبه الاستقرار على مستوى الحكم، تسجل الدولة الناشئة مرحلة جديدة فى طبيعة الحكم وتداول السلطة، ففي 22 فبراير 1972 تولى الشيخ خليفة بن حمد آل ثانى ولى العهد ونائب الحاكم، مقاليد الحكم بانقلاب عسكرى على ابن عمه الشيخ أحمد بن على آل ثانى، ليعلن بذلك بداية عهد جديد سجل فيه الحلقة الأولى من مسلسل "رومانسية الخيانة والانقلابات الناعمة" في الدولة الصاعدة التى شهدت طفرة اقتصادية بعد اكتشاف حقول البترول فى عهد الحاكم الذى تمت الإطاحة به.

سعى الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني توطيد سيطرته على قطر بعدما مكن أبنائه من التحكم فى مفاصل الدولة، إلا أن من صنع السم فلابد أن يتذوق ويلاته، فعقب توليه الحكم قرر أن يجرى صفقة سياسية مع آل المسند للحد من مطامعهم فى الحكم، فقرر تزويج ابنته من موزة آل المسند كزوجة رابعة على أبناء عمومته، لتكون الزيجة التى شيطنت الجزيرة خاصة وأن كونها زوجة لولى العهد لم يرضى غرورها، ففى 27 يوليو 1995، استغل حمد وجود أبيه بأحد قصور الأسرة بسويسرا، بعد حفل توديع فى المطار قبل خلاله يده أمام عدسات القنوات والصحف، لينقلب عليه ويعلن رسميًا توليه مقاليد الحكم فى انقلاب سريع وناعم للغاية، ثم يقرر بعد ذلك أن ينفى والده الذى سمع نبأ إزاحته من حكم قطر عبر النشرات الإخبارية، بعدما قطع تليفزيون قطر إرساله لإعلان البيان رقم واحد، وعرض التليفزيون صورًا لوجهاء المشيخة وهم يقدمون البيعة للشيخ حمد خلفًا لأبيه، ليقضى خليفة بن حمد آل ثاني نفيه خارج البلد ويقيم فترة فى سوريا قبل أن يسمح له نجله حامد حاكم قطر بالعودة فى عام 2004.

موزة تتحكم وتدبر المكائد

فرضت الشيخة موزة سيطرتها على الأمور داخل قطر، وازداد نفوذها بقوة، ولكن التربص لرد كرامة الجد والانتقام من زوجة الأب كان دافع نجل حمد الأكبر الشيخ فهد للانقلاب على والده عام 1996، ولكنه فشل مع ابن عم الشيخ حمد، ما دعا حمد لطرده من سلاح الدروع القطري واتهامه بالإسلامي المتطرف، وتم وضع الابن الثانى الشيخ مشعل بن حمد قيد الإقامة الجبرية، بضغط من موزة التى تسعى لأن يروق الجو ويصبح خاليًا لها ولولديها جاسم الأبن الأكبر وتميم الأصغر، قبل أن يتم تعيين جاسم بن حمد وليًا للعهد فى أكتوبر 1996، والذى تنازل لأخيه الأصغر لأسباب غير معلومة، لأسباب غير معلومة عن ولاية العهد فى أغسطس 2003.

تميم ابن موزة

لم يكن تعيين تميم وليًا للعهد بالقرار العشوائى أو وليد الصدفة بل كان تخطيطًا متقنًا من الشيخة موزة آل مستور، تمهيدًا لإعادة تدوير حلقات التاريخ فى مسلسل "رومانسية الخيانة والانقلابات الناعمة".. ففى يونيو 2013 عاد تميم لينقلب على والده حمد بن خليفة، لتدور حلقات الزمن وتثبت مقولة "الأيام دول"، بتوليه مقاليد الحكم بالبلاد، بطريقة كانت الأنعم على الإطلاق فى تاريخ شبه جزيرة قطر، بعدما استشعر حمد الغدر والخيانة في ظهره ليبادر بالتنازل عن الحكم لنجله الصغير.

ولا زالت الإمارة القطرية تتجرع من الكأس المر لسياسات موزة وتميم المعادية للعرب والداعمة للإرهاب بكافة صوره وأشكاله، ولا زالت قطر لم تتحر وإن أعلنت استقلالها عن بريطانيا لكن الاحتلال ليس فقط بريطانيا، بل الاحتلا هو كل من يمس الأرض ويقوض السيادة.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً