اعلان

"مرآة ذكية" تقيس وزنك وتقدمه لك كل يوم

لم تكن تعلم "ندي" التي أتمت ربيعها ال 24 بأن حب حياتها سينتهي برفض أهل حبيبها أن يتزوج ابنهم بها بسبب بأن والدتها تخدم في البيوت واستمعنا لقصة ندي بعد أن شرحت صدرها لأهل مصر وتروي قصتها المؤلمة. حيث قالت "ندي" التقيت بشاب في فترة الجامعة، كان شاب ملئ بالطاقة، والحيوية، والنشاط، وشخصية جذابة مرحة بين أصدقائه، كان ملفت للنظر لكل من عرفه واقترب منه، أعجبت بشخصيته، وبدأ بيننا إعجاب متبادل أولى حتى أصبح حب حقيقي، وطوال سنوات الدراسة التي رسمنا فيها حياتنا المقبلة، بعد التخرج سيأتى ومعه والده الذي يعمل مدير لأحد الشركات ووالدته ربة المنزل لخطبتي.

وتابعت ندي تحدثنا في كل شئ، وعرف عنى الكثير من الأمور، فأنا واسطة العقد لأخت، وأخ يصغرني بعدة سنوات، وأمي تعمل وتكفلنا بعد أن توفي والدي، عندما كنت بالمرحلة الابتدائية، ونعيش حياة متواضعة جدا، ولكن يغمرها الحب والكل له واجبات وحقوق يلتزم بها فى جو أسرى لا ينقصه سوى وجود الأب الذي تغلبنا علي فقدانه، وصارت حياتنا بشكل طبيعي.

واضافت ندي بأنها جاءت اللحظة المناسبة، وأبلغت أمى أن هناك شاب جمع بين قلبينا الحب الطاهر وسيأتى وأسرته لخطبتى، فسالت دموعها، فهى تجنى ثمار شقائها وتعبها وها هى ستصل بنا لبر الأمان الذى تنشده كل أم، إلا أن الفرحة أبت أن تكتمل، ليأتى حبيبى ويبلغنى أن أهله لا يرغبون فى إتمام هذه الزيجة كونى بنت سيدة تعمل خادمة بالمنازل لكي نعيش ونأكل ونشرب ونتعلم املاً في أن ننعم بحياة أفضل، وأن نعوضها سنين شقاءها.

سقطت الكلمات على أذني كالصاعقة "إيه المشكلة في أن أمي بتخدم في بيوت ليه بنشوفها شئ محرج وكأنه شئ يقلل من أولادهم أو أخلاقهم حقيقي محتاجة أفهم ليه بيتقال ويتبصلهم البصة دى؟ "

ليأتي وجهة نظر خبيرة العلاقات الأسرية سعاد بدران " للأسف لازال البعض يقيس الأشخاص بالمال ،والوظيفة والمنصب، ولا ينظر إلي الأهم، وهو الأخلاق والدين، والتنشئة السليمة، ويرفض من هو أقل منهم ماديًا في مجتمعنا.

وأوضحت بدران "يظهر انطباع للصورة الذهنية عن أن الأولاد هيبقوا منحلين وعيارهم فالت ودايرين على حل شعرهم ويبقي العيب فيهم انهم تربية ست مش موجودة معاهم وبتشوفهم قليل، فملهمش ظابط ورابط أو مش فاهمين قيمة فتح بيت بطريقة طبيعية وتوعية اخلاقية سليمة.

وأوضحت "بدران": "الحقيقة التى رأيتها فى أمثلة كثيرة أن معدل التزامهم كبير ويحاولون بناء مساحة وعالم خاص وجديد ينجحون فيه ويجدون ذاتهم التى بنفس القدر يستطيعوا أن يكونوا بها مساحة أسرية ناجحة وسوية، لكثرة ما لاقوه من تعب فى حياتهم وكونهم "حساسين زيادة"، كما أننا نكرر كلمة فاقد الشئ لا يعطيه، بل إنه يعطيه ويعطيه بفرح وحب أكثر كونه حرم منه".

وتابعت بدران: هذه الافتراضات العنصرية التى لازالت متأصلة فى مجتمعنا، يجب أن نقف فى وجهها ونحاول تغير الصورة الذهنية لها، لأننا بذلك قد نسهم فى خلق جيل محبط وقليل الثقة بالنفس، "ليه منجوزش ولادنا وبناتنا ليهم" وذلك من خلال تجارب شخصية كثيرة، عاصرتها، فهناك نماذج رائعة تزوجت وعاشت حياة سعيدة ونجحت فى تغير المصير الذى يخشاه الأهل وكونت أسر ناجحة.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً