اعلان

فى ذكرى ميلاد المايسترو.. مواقف جعلت صالح سليم يتربع على عرش جمهورية الأهلي للمبادئ والقيم

حلت أمس، الاثنين الموافق 11 سبتمبر، ذكرى ميلاد الراحل صالح سليم الرئيس التاريخي للنادي الأهلي، خاصة وأنه من مواليد 11 سبتمبر 1930.

صالح سليم المايسترو الذي رسخ مبادئ وقيم النادي الأهلي وجعل الأحمر يسير على درب الكبار، له العديد من المواقف المؤثرة والتي طالما ارتبطت به في حياته.

وترصد "أهل مصر" في التقرير التالي مواقف جعلت من الراحل صالح سليم أسطورة الأهلي.

- صالح سليم يتحدى مبارك:

تعرض الراحل صالح سليم لموقف محرج في مباراة نهائي البطولة العربية للأندية بين اﻷهلي والرجاء البيضاوي المغربي، حيث تم حجز مكان لرئيس القلعة الحمراء في الصف الخلفي لمحمد حسنى مبارك رئيس الجمهورية وقتها، وكان عبد المنعم عمارة رئيس المجلس اﻷعلى للشباب والرياضة وعثمان السعد اﻷمين العام للاتحاد العربي لكرة القدم وقتها، ولكن رفض صالح هذا التصرف وغادر اﻻستاد في تصرف صادم للمسؤولين عن تنظيم اللقاء، وعلم المسؤولين عن مؤسسة رئاسة الجمهورية بمغادرة صالح سليم ليتم اﻻتصال به بشكل سريع ليعود للاستاد مرة أخرى ويجلس بجوار رئيس الجمهورية، وهو ما أظهر شخصية صالح سليم القوية.

- مبارك يصالح المايسترو:-

في عام 1995، قرر الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك حضور مباراة الفريق الكروي الأول بالنادي الأهلي أمام نظيره نادي الشباب السعودي على استاد القاهرة في نهائي كأس الأندية العربية، وذهب صالح سليم مبكرًا يومها إلى الاستاد حتى يكون في استقبال مبارك، وكانت المفاجأة التي استقبلته بأن الجهات الأمنية خصصت لرئيس «القلعة الحمراء» مقعدًا في الصفوف الأخيرة بالمقصورة الرئيسية التي ستشهد جلوس مبارك والمقاعد الأمامية مخصصة للوزراء والضيوف الأشقاء من أمراء السعودية، فانتابت صالح سليم ثورة غضب عارمة من جراء هذا الموقف، وقرر الانصراف وعدم متابعة المباراة أو العودة إلى الملعب مرة أخرى قبل رد كرامة النادي الأهلي صاحب الحفل ومستضيف الحدث، حيث كان يرى أنه يفعل ذلك من أجل مكانة وجماهيرية ناديه وليس من أجل مصلحته الشخصية، وهو ما أثار حالة من القلق قبل وصول رئيس الجمهورية الأسبق، وحاول مسؤولو مؤسسة الرئاسة إقناعه بأن ترتيب المقاعد بهذا الشكل نتيجة لقواعد البروتوكول، إلا أنه أصر على موقفه وقال لهم: «المبارة سيلعبها الأهلي واستاد القاهرة في هذا اليوم هو بيت الأهلي والرئيس مبارك هو ضيف الأهلي فكيف يجلس رئيس الأهلي الذي هو صاحب البيت في آخر الصف.

وجرت اتصالات وضغوط على المايسترو الغاضب لكنه أصر على موقفه مرة أخرى، وانتهى الأمر برضوخ رجال النظام وجلس المايسترو بجوار مبارك الذي علم بكواليس ما حدث، وطلب مصالحة رئيس الأهلي والجلوس بجواره، في الوقت الذي جلس فيه رئيس الوزراء بعيدًا عن الرئيس، لينتصر «المايسترو» للأهلي وليُثبت أنه الأقوى من حاشية رئيس الجمهورية نفسها، وانتهت المباراة بفوز «الكتيبة الحمراء» بهدف دون رد أحرزه الغاني أحمد فيلكيس مهاجم الأهلي الأسبق لينتزع اللقب لمصلحة فريقه.

- المايسترو يتحدى مبارك مرة أخرى:-

يكشر صالح سليم عن أنيابه مع السلطة عندما نشرت الجريدة الرسمية «الأهرام» على صفحاتها نبأ عن تنظيم مباراة خيرية بين الأهلي والزمالك، تتوجه أرباحها لضحايا حادث قطار السعيد عام 2002، دون عرض الأمر على صالح أولًا بصفته رئيس النادي الأهلي.

وعليه، رفض صالح خوض اللقاء بالرغم من الضغط السياسي والإعلامي، ليخرج عن صمته قائلًا: «لو حسني مبارك مصمم يلعب هذه المباراة يكلف 11 موظفًا من رئاسة الجمهورية للعب أمام الزمالك، ولو أصر إبراهيم نافع على إقامتها فليأتي بـ 11 صحفيًا من الأهرام للعب أمام الزمالك، طول ما صالح سليم عايش الأهلي مش هيلعب هذه المباراة»، حتى وصل الأمر لاتهامه بالتخاذل في حق ضحايا الحادث، ولكنه لم يرد أكثر من أن يرفع شعار «الأصول لابد من احترامها حتى ولو كنت رئيسًا للجمهورية».

- موقفه من نجوم الأهلي:-

موقف آخر من مواقف الأسطورة صالح سليم، حينما انقلب على الراحل محمود الجوهري المدير الفني للفريق، بعد أن حرض الجوهري اللاعبين علي التمرد في الوقت الذي قام فيه الجوهري بالإستقالة وقام بعدها صالح سليم باتخاذ قرار بمعاقبة نجوم الفريق وحرمانهم من لعب مباراة الزمالك وقتها، وقام سليم بلعب المباراة بفريق الشباب الذين فازوا على الزمالك وقتها.

- رفض استكمال مشواره الفني:-

ما ﻻ يعرفه الكثيرون أن صالح سليم، رفض استكمال مشواره في السينما المصرية بعد تجربته في الفيلم الشهير "الشموع السوداء" بسبب رأي الكاتب الصحفي الكبير لويس جريس، والذي ترأس فيما بعد تحرير مجلة صباح الخير، حيث كان من أشد منتقديه، إذ كتب بعد عرض الفيلم مباشرة يقول: «نجم الكرة اللامع أصابته الخيبة في مجال السينما، المسكين جذبته الأضواء حتى صرعته وتركته للجمهور، والذي استرعى انتباهي ليلة الافتتاح، أن الجمهور من معجبيه الكرويين، لم يحاسبه على هفوته، بل استقبله بالهتاف والتصفيق، ولكنهم همسوا لبعضهم بأنه «ممثل فاشل»، ولذلك عمل المايسترو بنصيحة لويس جريس وترك التمثيل السينمائي.

- تهديد بالقتل:-

عرض عبدالحميد أبو بكر، سكرتير عام هيئة قناة السويس، على صالح سليم أن يترك الأهلي ويلعب للقناة مقابل أن تمنحه الهيئة فيلا خاصة للسكن ومرتبًا شهريًا يصل إلى مائتي جنيه، إلا أن المايسترو رفض العرض، لأنه لم يتصور أن يلعب لأي ناد آخر غير الأهلي.

لم يكن العرض الأول الذي يرفضه صالح سليم للرحيل عن الأهلي، ولكن هناك قصة غريبة في حياة أسطورة القلعة الحمراء عندما انتشرت شائعة عام 1966 بانتقال صالح سليم إلى الترسانة للعب بجوار بدوي عبدالفتاح والشاذلي ومصطفى رياض، فكانت المفاجأة بتلقيه تهديدات بالقتل من جماهير الأهلي التي لم تتخيل فريقها بدون المايسترو.

- دموع المايسترو:-

موقف آخر من المواقف التي لاتنسى للمايسترو صالح سليم والتي تثبت حبه للقلعة الحمراء.

كان المايسترو دائمًا ما يؤكد أن حسن حمدي هو أكثر من حوله حبًا للأهلي وهو الذي لا يريد شيئًا من الأهلي.

وكانت المفارقة الغريبة والتي تعد من المواقف التي يظهر فيها المايسترو قوته وحبه للقلعة الحمراء، أنه في الوقت الذي تسبب فيه حسن حمدي بجرح كبير بقلب صالح سليم، عندما قرر الإطاحة بطارق سليم الشقيق الأصغر للمايسترو من إدارة الكرة بالنادي "الأهلي"، يؤكد الكاتب الصحفي ياسر أيوب في كتابه قائلًا: "كنت مع صالح في بيته وحدنا يوم اجتمع مجلس إدارة الأهلي بدون صالح، ليقرروا الإطاحة بطارق سليم، وقتها بقي صالح سليم وحتى اللحظات الأخيرة في انتظار أن يعدل المجلس عن قراره بألا يقيلوا طارق سليم، لكن ذلك لم يحدث".

ويقول أيوب: "توالت الاتصالات الهاتفية من الجميع إلا أن صالح لم يجيب على أحد وفجأة ألقى بهاتفه أرضًا ووقف أمام مكتبة الموسيقى الخاصة به وأخرج سليم من المكتبة أسطوانة موسيقى التانجو التي يعشقها ثم طلب مني أن أجلس على الأرض لأنه سيعطيني درسًا في رقص التانجو وبدأ صالح بالرقص وبدأت الدموع تظهر في عيناه".

وتابع أيوب قائلًا: "لم أر في حياتي طيلة معرفتي بصالح سليم دموعه إلا عندما كان يتحدث عن والدته والآن رأيتها بسبب حسن حمدي، وعلى الرغم من ذلك لم يفقد صالح حبه واحترامه وصداقته مع حسن حمدي بل أوصاني قبل أن يموت بأن أبقى في صف حسن حمدي في أي انتخابات أو حرب يخوضها".

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً