اعلان

فريق نسائي سعودي لممارسة الجري.. خطوة على طريق "تحرر المرأة".. وسعوديات تطالبن بإسقاط الولاية

كتب : سها صلاح

اصطف مجموعة من النساء من مختلف الأعمار خلف الكابتن رشا الحربي في طابور مستقيم، لتبدأ حصة "الجري" الأسبوعية، والمقامة على الهواء الطلق، بممشى البحر في مدينة جدة، وهو ما كان حدثا يلفت الأنظار بسبب عدم تعود البعض عليه، قبل أن يصبح مع مرور الوقت شيئا مألوفا، خاصة بعد أن تمكنت المشاركات من تأسيس مجتمع نسائي من محبي رياضة الجري.

"Bliss Run" هو اسم الفريق النسائي الذي أسسته رشا الحربي، وهو فريق غير ربحي يهتم بتعزيز الاهتمام بصحة المرأة، عبر ممارسة برامج رياضات مختلفة، بهدف مساعدة النساء في تغيير عاداتهن الحياتية وطرد الخمول والكسل، وإنشاء بيئة صحية وجسدية ونفسية، من خلال نقل ثقافة رياضة المشي السريع إلى الهواء الطلق.

لماذا الجري وليس المشي، هذا السؤال الذي طرحناه على رشا الحربي، والتي أجابت بالقول إن فوائد الجري أفضل بكثير من المشي، لاسيما إن كان في الهواء الطلق، مشيرة في حديثها لـ"العربية.نت" إلى أن المشاركات في الفريق كن يتخوفن في البداية من ممارسة الجري، لكن نظرتهن تغيرت بعد أن شعرن بفوائد الجري وعوائده الإيجابية.

وأوضحت رشا التي تمارس رياضة الجري منذ 14 سنة، أن الكثير من المشاركات يحرصن وبشدة على حضور الحصص الأسبوعية، فكثيرات منهن ينشغلن طيلة الأسبوع بأعباء العمل والبيت والأولاد، لتأتي حصة الجري فتكون كالمتنفس والفرصة التي تساعدهن في التخلص من الضغوط اليومية والتوتر والقلق، وتساعدهن على توليد صفاء ذهني يجلب الاسترخاء والانتعاش، ليعودن بعده بصحة جسدية ونفسيه أفضل.

من جهتها قالت قائدة الفريق عبير البيوك، إن الفريق يمارس برامج رياضية متعددة، تحت إشراف رياضيات متمرسات ذوي قدرات رياضية ممن ساهمن في تحفيز السيدات على مواصلة التمارين بانتظام، وأضافت في حديثها أن الفريق لم ينحصر في الرياضة فقط، بل أصبح مجتمعا نسائيا يساعد بعضه بعضا في أمور كثيرة، ويساعد أيضا المجتمع، حيث يعتبر الجري رياضة مجتمعية تستخدم كطريقة لنشر الوعي، وهو ما نقدمه للجمعيات النسائية الخيرية، إذ إنها تجمع بين الجانب الترفيهي والتوعوي.

وقالت عبير إن الفريق يهدف للوصل لأكبر عدد من سيدات المجتمع بمختلف الفئات العمرية، بهدف إنشاء بيئة صحية وجسدية ونفسية مناسبة من خلال ممارسة المشي في الهواء الطلق لجميع السيدات، فضلاً على العمل على تعويد المجتمع على ممارسة المشي السريع من قبل النساء في المرافق العامة مع الالتزام بارتداء الملابس محتشمة والمتماشية مع القوانين والأنظمة المتبعة.

ما الذي فعلته السعوديات حتى الآن؟

اتخذت السعوديات مواقع التواصل الاجتماعي كمنصة مبدئية لهن لانطلاق حملاتهم المتمردة على قوانين المملكة، فبدر منهن حملات قوية وجريئة لم يكن يتوقعها الغالبية من النساء السعوديات بشكل خاص.

#سعوديات_نطالب_بإسقاط_الولاية

هاشتاج انتشر على موقع تويتر بشكل واسع للغاية، ويُعد أكثر الهاشتاغات انتشارًا وتفاعلًا من قبل نشطاء تويتر، وبالأخص السعوديات منهم، حيث تبع ذلك توقيع ما يقرب من 14.500 مواطنة سعودية على برقية #الولاية_للملك_25_سبتمبر، والتي وصلت مكتب الملك سلمان، وتطالب فيها السعوديات بإسقاط وصاية الرجل على المرأة.

لم تنته حملة السعوديات الجريئة عند حد التغريدات فحسب، بل قمن كذلك بإنتاج فيديو غنائي بعنوان "هواجيس"، يرقصن فيه بملابس ملونة مرتدين نقابًا أسود فوقها، كما يقمن بقيادة السيارة ولعب الرياضة في الأماكن العامة، حيث يمثل هدف الفيديو الرئيسي في التمسخر من نظام الولاية الذي يحرم المرأة من السفر والرعاية الصحية والتملك وقيادة السيارة وكذلك الزواج، كما يحرمها من ممارسة الرياضة في الأماكن العامة كما هو مسموح للرجال.

يظهر في الفيديو طفلًا يقود السيارة وخلفه ثلاث نساء متشحات بالسواد، في مشهد تهكمي على ولاية الذكر على الأنثى حتى ولو لم يكن بالغًا بعد، فيكون الابن وليًا على أمه في حالة عدم وجود الزوج أو الأب، كما يظهر الفيديو أن القانون لا يبالي بسلامة الأنثى ما دام الواصي عليها يقوم بحمايتها، حتى ولو كان طفلًا، فلذلك قيادة السيارة من قبله وتعريض حياته وحياة المرأة للخطر أمر مقبول من قبل القانون، أما قيادة المرأة بنفسها فهو انتهاك له وانتهاك للأخلاق والآداب العامة.

-قطاع الأعمال

السعوديات يملكن حاليا نسبة 40 % من الثروات الخاصة في السعودية، ويملكن 15 ألف مؤسسة تجارية تتراوح نشاطها من تجارة التجزئة إلى الصناعة الثقيلة كما يعملن في مجالات الاستيراد والتصدير والإنتاج .وتشير بعض التقديرات إلى أنه منذ عام 2002 فإن نسبة 10 % من الأعمال الخاصة في السعودية تديرها نساء مقارنة بنسبة صفر تقريبا لسنوات قليلة خلت،وإن هذه الأرقام ترسم صورة تفاؤلية لمستقبل المرأة السعودية إذا وضع في الاعتبار القيود المفروضة حاليا في بيئة الأعمال للنساء.معضلة أمامهن

من جانبها، اكدت ناهد الملا مديرة الفرع النسائي في البنك السعودي الفرنسي في الشرقية سابقاً أنه لا يمكن للنساء أن يدرن بشكل علني أي مؤسسة أو يكن طرفاً في أي معاملات عامة تتعلق بأعمالهن ويجب أن يتم تمثيلهن بواسطة أحد الأقارب الذكور أو أي وكيل شرعي،وللحصول على التراخيص التجارية، فإنه ينبغي عليهن تعيين مدير سعودي الجنسية لمتابعة الإجراءات الخاصة بالمستندات لدى الادارات الحكومية ذات العلاقة التي ليست لها أقسام نسائية،كذلك فإن الحصول على القروض لنساء الأعمال يتطلب وجود كفلاء من الرجال.وتقول الملا إن كثيرا من المعوقات جعلت أرصدة النساء السعوديات في البنوك المحلية والتي تقدر بنحو 15 مليار ريال مجمدة تماماً.وترى الملا أن عام 2004 لن يكون عاما يمكن أن تسجل فيه نجاحات إضافية للمرأة السعودية العاملة، إنما يشهد خطوات جديدة امتدادا لخطوات سابقة في سبيل تطوير المرأة السعودية. تعتقد الملا أن نجاح المرأة يتوقف أولا وأخيراً على شخصيتها وقدرتها أن تخلق مكانة في القطاعات المتاحة أمامها، ألمحت الملا أن هناك نساء سعوديات وقعن في مصيدة الفشل بسبب ضعفهن وعدم قدرتهن على إدارة أعمالهن.حقائق الارقام

إلا أن الاحصائيات الاقتصادية الحالية عن السعودية وكذلك البيانات تشير الى حقيقة انه لا يزال يتعين القيام بالكثير وبوتيرة أسرع لاستيعاب النساء في القوى العاملة الوطنية في جميع المجالات كضرورة اقتصادية إن لم تكن اجتماعية.ووفقا للدراسة السابقة فان معدل خصوبة النساء السعوديات الذي بلغ 5.7 % لعام 2001 يعتبر من أعلى المعدلات في العالم ، أن نسبة 44.7 % من السكان السعوديين هي دون سن 15 عام كما أن معدل الاعالة عدد المواطنين غير العاملين الذين يعولهم الاخرون العاملون في البلاد يصل إلى 90.7 % وهو مستوى عال جدا يستلزم ان يكون لكل من الزوج والزوجة مصدر دخل.وفي هذا السياق فإن من اهم الاشياء التي يلزم القيام بها اصلاح النظام التعليمي لاعطاء النساء فرصة دراسة عدد واسع من المواد التعليمية حتى تحدث موازنة بين مستويات العرض من الخريجات والطلب في السوق بدلا من خلق فائض من مهارات معينة مثل المدير والعاملات في الحقل الطبي يؤدي الى خفض المرتبات وتفشي مستويات البطالة.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً