اعلان

مفاجأة.. جيش مسيحى في صفوف "داعش".. التنظيم الإرهابي يلاحق أقباط العراق وسوريا.. وتقارير تطال ترامب باستغلال سلطاته لحمايتهم

كتب : سها صلاح

"جيش الرب المقاوم"، هو جماعة متمردة وطائفة مسيحية داخل صفوف داعش ، لذا تساءلت مجلة فورين بوليسى كيف يقضى داعش على المسيحين رغم وجود تكوين قبطى بداخله؟

ثمة مأساة مستمرة سنوات لم يلتفت إليها أحد، وهى إحدى تبعات غزو العراق فى عام 2003 وما أعقبه من حرب طائفية، لم تكن أحوال المسيحيين وردية تحت حكم صدام حسين، لكن سقوطه وما تسبب فيه من فراغ للسلطة، أدى إلى تدهور أحوالهم بشدة، حاولت إدارة بوش الابن حماية الأقليات المضطهدة فى العراق، لكنها انشغلت بحرب طاحنة مع الجماعات المتمردة.

وبلغت المأساة ذروتها، وفقا لتقارير منظمات حقوقية وإنسانية، مع قدوم إدارة أوباما؛ إذ شهد العالم حملة إبادة ضد المسيحيين فى العراق على أيدى تنظيم داعش، فر على إثرها آلاف المسيحيين من مناطقهم، وعندما دعمت إدارة أوباما ميليشيات محلية لقتال التنظيم، كانت النتيجة المزيد من عمليات التهجير والإبادة من طرف تلك الميليشيات.

ومما زاد الطين بلة هو أن إدارة أوباما أوقفت الدعم المالى المقدم للكنائس والمنظمات المسيحية العراقية التى توفر كل المساعدات الإنسانية للمسيحيين المتضررين، وكانت حجتهم هى تجنب الظهور بمظهر المتحيز إلى المسيحيين فى الوقت الذى تعانى فيه الكثير من الطوائف فى العراق، ورغم إقرار أمريكا بأن المسيحيين واليزيديين هم أكثر من تعرض للاضطهاد، بيد أنها لم تتحرك لمساعدتهم.

وأشارت المنظمات إلى أن الحملة المناهضة لتنظيم داعش التى أطلقها أوباما وتكثفت تحت إدراة ترامب تهدف إلى طرد التنظيم من مناطق سيطرته، لكن الأقليات المسيحية لا تستفيد إلا قليلًا من المساعدات الإنسانية من جانب الأمم المتحدة لتحقيق الاستقرار، ويبدو أن الفصائل الأخرى فى التحالف المناهض لتنظيم داعش لديها خطط أخرى للأقاليم المحررة حديثًا، فبعض المجتمعات، مثل الجيوب المسيحية الصغيرة فى الموصل، تكاد تكون قد اختفت إلى الأبد.

وقد بدأت عملية إعادة البناء بأموال جُمعت أساسًا من قبل بعض منظمات الإغاثية الدولية مثل فرسان كولومبوس والمعونة للكنيسة المحتاجة، والحكومة المجرية، والمساعدات الطارئة من الأيبارشيات الكاثوليكية والأرثوذكسية المحلية.

ويؤكد تقرير حقوقى حديث أن الكنائس الكاثوليكية والأرثوذكسية المحلية توفر منذ سنوات الغذاء والمأوى والمساعدة الطبية والتعليمية للمسيحيين واليزيديين وبعض المشردين واللاجئين داخليًا، لكن هذه الموارد قد استُنفذت وأصبحت الآن عيون المجتمعات المحلية معلقة بواشنطن، حيث يفكر السياسيون الأمريكيون فى تكثيف المساعدات الإنسانية المقدمة من الحكومة الأمريكية.

وأوصت التقارير باستغلال قانون منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها الصادر فى عام 2017، الذى شارك فى وضعه النائبان كريس سميث وآنا إشو، ويجيز صراحة لإدارة ترامب، والإدارات المستقبلية، بتوجيه بعض أموال المساعدة الفورية إلى طوائف الأقليات الدينية والعرقية التى كانت ضحية للإبادة الجماعية.

ويؤكد تمرير القانون لشركاء أمريكا المحليين الأولوية التى توليها واشنطن لحماية الضحايا الأكثر ضعفًا، وعلى الرغم من تمريره بالإجماع فى مجلس النواب، فإن التشريع قد تعطل فى مجلس الشيوخ.

ويمكن لإدارة ترامب استخدام الإذن الحالى الممنوح من الكونجرس للسنة المالية 2017، مع الامتيازات التنفيذية، لتوجيه المساعدات العاجلة لمواجهة الخطر الذى يتهدد المسيحيين الشرق أوسطيين واليزيديين الآن، إن محنتهم مأساة يدركها الكثيرون فى فريق ترامب، وقد تحدث العديد من كبار المسؤولين عن قلقهم من القضية، بمن فيهم بالرئيس.

لكن الإدارة تواجه تحديات أخرى متعددة، لذلك فإن التعامل مع هذا الأمر يتطلب التركيز والمثابرة، وربما بعض التوجيهات الصريحة للتغلب على البيروقراطية، وخاصة فى وزارة الخارجية والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، بشأن التحرك لإنقاذ الطوائف الدينية والعرقية المهددة بالانقراض بهذه الطريقة.

وفى الوقت نفسه، يجب على مجلس الشيوخ أن يقر تعيين حاكم كانساس سام براونباك سفيرًا عامًا للحرية الدينية فى أقرب وقت ممكن، حتى يتمكن من الانضمام إلى المستشار الخاص فى وزارة الخارجية للأقليات الدينية فى الشرق الأدنى وجنوب ووسط آسيا للعمل بوصفه رأس حربة لوزارة الخارجية فى هذه المسألة.

وترى التقارير أن الوضع متأزم، ولكن الأمل لم يتبدد بعد، بعض اللاجئين يعودون، وإذا تلقوا مساعدة كافية وموجهة على الفور، قد ننجح فى الحفاظ على الوجود المسيحى فى مسقط رأس العهد الجديد لجيل آخر.

ولكن هذا قد يتطلب من السياسيين فى الولايات المتحدة إلقاء نظرة على العهد القديم، يحكى كتاب إستر قصة وقعت فى بلاد فارس عندما حاولت الفصائل السياسية المحلية التآمر لإبادة أقلية دينية أخرى من اليهود، فطلب والد الملكة إستر المتبنى استخدام نفوذها السياسى للتدخل لحمايتهم، وقد جرى تناقل كلمات مردخاى عبر العصور، حيث قال ومن يدرى ما الذى كان سيحدث لو لم تظهرى فى المملكة فى هذا الوقت؟

نقلا عن العدد الورقي.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً