اعلان

"غرف الموت" بمستشفيات بني سويف.. "العناية المركزة" في حاجة إلى "أسرة وأطباء".. و"الإنعاش" تفتقد "التعقيم"

القطاع الصحى بمحافظة بنى سويف، فى أسوأ حالاته خلال هذه الفترة، التى دفع فيها العشرات حياتهم داخل "غُرف الموت" المسماه طبيًا بغرف "الرعاية والعمليات والإنعاش والعناية" فيوميًا تشهد مستشفيات المحافظة، وفاة حالات إما بسبب عدم العثور على مكان أو بسبب الإهمال حال دخولهم إحدى هذه الغرف .وتشهد مستشفيات المحافظة عجزًا شديدًا فى الأسرة اللازمة لاستيعاب المرضى بغرف العناية المركزة ورعاية القلب، بسبب العجز فى أعداد الأطباء المتخصصين، يوجد "65" سرير عناية بجميع مستشفيات المحافظة، سواء الحكومية أوالخاصة منها "45" سرير للعناية المركزة و"20" لرعاية القلب، وهذه الأعداد غير كافية بالمقارنة مع أعداد المرضى المحتاجين لهذه الخدمة الطبية، ما ينتج عنه موت العشرات يوميًا بسبب العجز، وهو ما شهدته المحافظة منذ أيام قليلة، حيث توفيت حميدة صابر عطوة،57 سنة، نتيجة عدم وجود سرير لها بإحدى غرف العناية المركزة، بعد أن رفضتها كل مستشفيات المحافظة الحكومية والخاصة بسبب العجز، لتلفظ أنفاسها الأخيرة أمام مركز شرطة ناصر، أثناء قيام نجلها بتحرير محضر لمدير المستشفى المركزى.كما أكد الدكتور محمود جمال، طبيب عناية مركزة، أن غرف العناية تعانى نقصًا كبيرًا فى الأدوية، خاصة مذيبات الجلطات، التى من المفترض إعطاؤها للمريض خلال 6 ساعات من حدوثها، مشيرًا إلى أن أطقم التمريض تعانى من نقص بالكفاءة والتدريب والتعامل مع خطورة وضع مرضى العناية المركزة، موضحًا أن نقص الأدوية يمكن التغلب عليها، من خلال استخدام بدائل قريبة التأثير، ولكن عجز الأطباء وعدم تدريب التمريض لا يمكن التغلب عليه .فيما تعانى غرف "الإنعاش" بمستشفيات المحافظة، من تدنى الدور الرقابى لمسؤولى "مكافحة العدوى" بهذه المستشفيات التى لا يطبق فيها أدنى معايير الـ"التعقيم" فأصبحت هذه الغرف أشبه بـ"صالونات الحلاقة" على حد وصف الدكتور جابر سالم، أستاذ التخدير، الذى وصف طريقة تعقيم غرف الإنعاش الملحقة بغرف العمليات بأنها "بدائية" ولا ترتقى للمعايير العالمية، مرجعًا ذلك لإنشغال مسؤولى مكافحة العدوى فى المستشفيات بالبحث عن المكافآت والدورات التدريبية الوهمية التى تكبد موازنة وزارة الصحة مبالغ مالية طائلة، دون أى فائدة، بسبب ما وصفه بـ"عشوائية الاختيار" لمسؤولى مكافحة العدوى، فتارة يختارون ممرضة ـ غير مؤهلة لمواصفات الرقابة ـ وتارة أخرى يختارون طبيًا قلما يتواجد بالمستشفى من الأساس، مما أدى لتهميش دور هذه التخصص الهام، وتسبب عنه تردى حالة غرف "الإنعاش" وأنعكس ذلك على عشرات المرضى الذين دفعوا حياتهم نتيجة العدوى المترتبة على تدنى مستوى "التعقيم" بالمستشفيات، فضلًا عن عدم توفير كوادر تمريضية مدربة.غرفة "النفايات الخطرة".. لافتة دائمًا ما تجدها فى جزء متطرف من أى مستشفى، خاصة الحكومية، حيث يتم فيها تجميع المخلفات الناتجة عن العمليات الجراحية وكذلك الأدوات والمستلزمات الطبية المُستعملة، المسؤول عن هذه الغرفة فى المستشفيات يسند إليه العمل بالواسطة والمحسوبية كونها مصدر دخل كبير لراغبى الثراء السريع ـ حسب تأكيد الدكتورة نهى جلال، مسؤول السلامة والصحة المهنية، التى أكدت أن محتويات غرفة "النفايات الخطرة" يتم الاتجار فيها "عينى عينك" أمام أعين المسؤولين، حيث يقوم مسؤول الغرفة بالتنسيق مع عامل وحدة حرق النفايات الطبية الخطرة، وتهريب كميات المستلزمات الطبية المستعملة "البلاستيكات والأقطان والشاش" لتجار الخردة لبيعها لمصانع لعب الأطفال، لافتة إلى أنها تدخل فى صناعة "الدباديب" و"الألعاب البلاستكية" ـ مستغلين انعدام الدور الرقابى لمديرية الصحة على محرقة النفايات بمنطقة "سنور" الواقعة على الطريق الصحراوى الشرقى.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
الحكومة: بيع أراض بالدولار لـ 34 شركة أجنبية في عدة مدن