اعلان

شاهد عيان يروي لحظات الرعب في هجوم "لاس فيجاس".. زحف إلي دورة المياه.. وبعث برسالة وداع لزوجته

كتب : سها صلاح

"عزيزتي أعتقد أن شخصًا ما يطلق النار هنا.. أنا خائف حقًا.. الصوت مرتفع"،كلمات كتبها بن سويني في رسالة على حسابه في موقع "فيس بوك" إلى زوجته أثناء وجوده داخل غرفة في فندق وكازينو ماندالاي باي، حيث وقع حادث لاس فيجاس، ولكنه لم يضغط على زر الإرسال.

روى سيويني لصحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، لحظات الرعب التي عاشها أثناء الحادث الأليم، حيث بدا أن إطلاق النار كأنه قادم من الغرفة المجاورة لغرفته في الفندق، وخطر على عقله السيناريو المحتمل الأسوأ، وهو وجود مطلق نار نشط يركل الأبواب ويقتل نزلاء الفندق بصورة عشوائية.

ولكن لم يرغب سويني في إثارة رعب زوجته التي تنتظره في بنسلفانيا حتى يعرف ماذا يحدث في الفندق الذي دخله في حوالي الساعة السادسة مساءً لحضور مؤتمر عن تكنولوجيا المعلومات، وتجول قليلًا وسمع الحفل الموسيقي الذي يحدث أسفل 30 طابقا من غرفته.زوجته من معجبي هذا النوع من الموسيقى، ولكنه ليس كذلك، لذلك رفع الهاتف إلى الهواء ليجعلها تستمع إلى الموسيقى ثم ذهب للنوم، ثم سمع دوي الرصاص، وافترض أنها ألعاب نارية مرتبطة بالحفل، وفكر في إلقاء نظرة خاطفة ففتح الستائر ولكن بدلًا من رؤية الأضواء في السماء، سمع المزيد من دوي الرصاص يصدر من الفندق.ظن سويني أنها مدفع رشاش، وهبط إلى الأرض، وكان دوي الرصاص مجمعا ويحدث 5 و7 مرات في المرة الواحدة، يقول سويني إن الأمر بدا وكأنه قريب جدا، وأنه كان بإمكانه سماع الطلقات تنطلق من داخل الفندق أولًا ثم صداها في الخارج.تأكد سويني من أن باب غرفته مغلق، وأغلق التليفزيون، وزحف إلى دورة المياه، وهناك نظر في هاتفه وضغط على زر الإرسال، والآن أصبح هو وزوجته قلقين، ولكن كليهما لم يكن يعرف ماذا يحدث أو ماذا يفعل.

أرسل سويني صورة للأرض أسفل الفندق، ولكنها كانت بعيدة جدًا ولا تظهر أي تفاصيل، ثم أرسل لها ملفا صوتيا ولكنها لم تتمكن من الاستماع إليه، وبعد لحظات قليلة أدرك سويني الموقف.فقال لزوجته إنه مطلق نار نشط، حالفًا بأنه في الغرفة المجاورة له، وأن الصوت مرتفع جدًا وله صدى، وأنه مدفع رشاش، ثم عرف هو وزوجته ما يحدث من تويتر وفيس بوك والتقارير الإخبارية.فتح رجل النار من الطابق الثاني والثلاثين في الفندق، وهو بذلك أعلى طابقين من حيث يوجد سويني، وكان يمتلك تقريبًا نفس المشهد الذي يراه سويني من مكانه، وكان يطلق النار بلا تمييز على الحشود.

قُتل 58 شخصًا وأصيب أكثر من 500 آخرين في الحادث الأليم، ولكن سويني كان بخير، وأرسل رسالة إلى والديه لطمأنتهما وتحدث هامسًا مع زوجته عبر الهاتف، وتسلل بين الحين والآخر إلى الفراش خائفًا من أن يجذب التليفزيون انتباه مطلق النار، وتفحص شبكات التواصل الاجتماعي على الكومبيوتر بحثا عن المعلومات.في لحظة ما، سمع سويني انفجارًا عاليًا قادمًا أيضًا من داخل الفندق، وقالت الشرطة في لاس فيجاس إن فريق التدخل السريع استخدم المتفجرات لدخول الغرفة التي كان بها مطلق الرصاص.في حوالي الساعة الرابعة والنصف فجرًا استيقظ سويني على صوت ضباط الشرطة عند الباب الأمامي وطلبوا منه إجراء تفتيش، ووافق فدخلوا وفتشوا الخزائن ودورة المياه، وعندما رحلوا سمع صيحات وأوامر مشابهة مع تحرك الضباط.ثم أشرقت الشمس وكل ما أراده أن يخرج من لاس فيجاس، فحجز طائرة إلى نيوارك وكانت زوجته ستقود 90 ميلًا لاستقباله، وقبل رحيله عن الفندق بعد دخوله إياه منذ أقل من يوم واحد، ألقى نظرة سريعة خارج النافذة، وتمكن في ضوء النهار من ملاحظة نشاط رجال الشرطة أسفل 30 طابقا.كما تمكن من رؤية أقمشة بيضاء، وكان هناك العشرات منها، وافترض أن أسفل كل منها هناك جثة، وقال إنه إذا نظرت خارج نافذتي الآن يمكن أن أرى الأقمشة، وتعرف أن هناك شخصا خرج هناك ليقضي وقتًا جيدًا في فيجاس ولكنه لم يعد إلى الديار أبدًا.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً