اعلان

"أهل مصر" تحاور مبتكر شفرة نصر أكتوبر: السادات قال لي: "لو مراتك عرفت هنضربك بالنار".. والعدو أطلق عليها لغة الشياطين.. والطيران المصرى دمر 200 دبابة "زيرو" للعدو

مع حلول ذكرى انتصارات أكتوبر من كل عام يتجدد فخر أهالى النوبة باستخدام الرئيس الراحل محمد أنور السادات، لغتهم النوبية فى شفرات الإرسال خلال الحرب وعرفت بـ "شفرة النصر" لاستخدمها فى تضليل العدو، ويروى الصول أحمد محمد إدريس، صاحب فكرة الشفرة لـ "أهل مصر"أسرار اختيارها واستخدامها فى خداع العقل الإلكترونى لتل أبيب، و"النوبية" هى لغة نيلية صحراوية تنتمى إلى عائلة اللغات الإفريقية، ويتحدثها سكان جنوب مصر ومناطق شمال وغرب السودان وعدد الناطقين بها حوالى 11 مليون نسمة موزعين بين السودان ومصر.

- من هو الصول أحمد إدريس؟

ولدت فى شهر يوليو عام 1938 بقرية توماس وعافية النوبية الواقعة فى مدينة إسنا وتطوعت فى سلاح حرس الحدود "رقيب أول" بالجيش المصرى عام 1952 وحاصل على الشهادة الابتدائية الأزهرية.

ـــ بداية الفكرةيقول "عم أحمد" إنه عندما أرسل الرئيس أنور السادات لقادة الجيش بإيجاد حل لمشكلة فك الإسرائيليين للشفرات، وبناء عليه حضر قائد الجيش مع قيادات الفرق والألوية لإيجاد حل وكان وقتها منتدبا مع رئيس الأركان "تحسين شنن" عام 1971 وسمع حديثه مع قائد اللواء فضحك فسألوه، لماذا تضحك. فرد عليهم: "لأنها حاجة سهلة، الحل هو اللغة النوبية فهى تسمع ولا تقرأ، وليس لها حروف، ولن تستطيع إسرائيل فك الشفرة، لأن الإرسال والاستقبال سيكون باللغة النوبية"، وأرسل الاقتراح لقائد الجيش، فسأل عن صاحب الفكرة، فقالوا "الشاويش أحمد إدريس" فاستدعاه قائد الجيش وبدوره اتصل بالرئيس السادات وقال له: "وجدنا الحل لمشكلة الشفرة" فسأله السادات من سمع الفكرة فقال له: "قائد الجيش وقائد اللواء ورئيس الأركان وإدريس: "فقال لهم السادات" لو تحدث أحد عن الفكرة سيتم ضربكم بالنار وأحضروا الشاويش مقيد بالكلابشات".يضيف عم أحمد: "بالفعل فى صباح اليوم التالى حضر شاويش ونقيب وقيدانى بالكلابشات وأخذانى من الإسماعيلية إلى قصر الاتحادية، وقدما خطابًا سريًا للغاية، وبعد ذلك ذهبا بى لمنزل الرئيس".

وتابع إدريس: "عندما وصلنا لمنزل الرئيس كان فى اجتماع مع لواءات وقادة الجيش، وانتظرت ساعة ونصف وأنا خلال هذه المدة كنت خائفًا، لأن وقتها كان يتم القبض على الكثيرين من الجواسيس ومرت على الساعة والنصف كأنها ثلاث سنوات، وعندما خرج السادات كان يمشى كالأسد يحمل فى يده "البايب"، ووضع يده على كتفى وقال لى أجلس وجلس أمامى، وقال: "أنت رجل حدود، إيه وداك مدرعات؟" حيث كنت فى لواء 15 مدرعات من عام 68 إلى 71 .ويستفيض الشاويش إدريس: "سألنى السادات عن فكرة الشفرة النوبية، وبعد أن فرغت من طرح فكرتى ضحك الرئيس ضحكا هيستيريا، فارتعبت من ضحكته ووقفت وقلت له: "هو أنا قلت حاجة غلط "، فرد الرئيس: "لا، بس حاجة فى نفس يعقوب"، وقال لى خلاص هننفذ الفكرة، فرديت عليه ما دام هتنفذ الفكرة فإن اللغة النوبية تنقسم لقسمين فاديجكا وكنوز كل منها له لهجته وسأتهم من سلاح الحدود، لأن سلاح الحدود وقتها كان يأخد من النوبيين، الذين تربوا فى النوبة القديمة والعبابدة والبشارية، فقال أعلم، فقد كنت قائد إشارة بقوات حرس الحدود، وقالى: "متجيبش سيرة الكلام ده لمراتك، ولا لأقرب الناس ليك".

وأشار عم إدريس أنه حافظ على السر طيلة 40 سنة حتى أولاده لا يعلمون عنه شيئًا حتى عام 2011، لافتا إلى أنه علم بعد ذلك من قائد اللواء أن سبب تقييده بالكلابشات لكى لا يخرج السر لأحد عندما يتساءل عن سبب ذهابك للرئيس ويعلم بأنك متهم.واستطرد: "عندما ذهبت إلى قيادة الجيش وجدت 344 ضابط صف من النوبيين من الفاديجا والكنزى، على أساس 172 من الفاديكا و172 نوبيا ماتوكيا، وذهبنا جميعًا وقتها خلف الخطوط لنبلغ بالرسائل بداية من الاستنزاف حتى حرب 73، ما أدى لتفوق الجيش المصرى على الجيش الإسرائيلى وتم الاتفاق على الخطة بمنطقة 'أبوصوير"، وتم تدريبنا على الأجهزة وفكها وتركيبها.وأضاف: "تم توزيعنا على 20 محطة إرسال داخل صحراء سيناء كل 3 أفراد فى محطة من أول الجيش الثانى حتى العريش، وأوضح أن إذا كان الإرسال باللهجة الفاديجكا فإن الاستقبال بنفس اللهجة، وإن كان الإرسال كنزى فإن الاستقبال أيضا كنزى، وقمنا بتسمية المحطات بأسماء نوبية فأطلقنا على المحطة الرئيسية "أوندى" بمعنى الدكر وتسمية باقى المحطات بالأرقام فى اللغة النوبية وأطلق الإسرائيليون بعد ذلك على اللغة النوبية بأنها لغة الشياطين.ـــ أبو العز يحرق 200 دبابةقال "إدريس": "سمعنا فى أحد الأيام وكان الوقت 2 ظهرا تحركات شديدة وصوت الدبابات فوق الآبار التى كنا نمكث فيها، واستمر هذا الصوت على مدى ساعتين وعندما شعرنا بالهدوء من هذه الأصوات تسللنا لمعرفة ذلك وقت المغرب، فوجدنا أكثر من 200 تريلا وعلى كل واحدة دبابة جديدة إسرائيلية، أى بعدد 2 لواء وفى طريقهما من العريش إلى الخط الأوسط، فقمنا على الفور بإبلاغ هذه المعلومة وقام اللواء مدكور أبوالعز، قائد الطيران آنذاك، بإرسال طائرات، وأول مرة نرى الطائرات المصرية فى صحراء سيناء، وقامت الطائرات بضرب هذه التريلات فى الحال، "وحرقها ومن ذلك الوقت اعتبرت دولة إسرائيل أن أبوالعز مجرم حرب.وعن الكلمات التى استخدمت كشفرة قال إدريس: "أطلقنا على الدبابة باللغة النوبية"أولوم" ومعناها التمساح أما العربات المجنزرة فكنا نقول عليها "إسلانجى" بمعنى ثعبان وتسمى الطائرة بـ"الناموسة" ويطلق عليها بالنوبية "زندنابى" وكانت هناك أوامر الحروب مثل "أوشريا" يعنى اضرب، و"أوسكو" يعنى تحرك وعلى العسكرى "ميصر" أى الجدى الصغير وصف ضابط "فادج" أى المعزة الكبيرة وعلى الضفادع البشرية "أمبتورجى" وغيرها من الشفرات التى كانت تنقل عبر جهاز اللاسلكى بين المجندين النوبيين وتترجم إلى قادة الوحدات.نقلا عن العدد الورقي.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً